الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

الأقصى إسلامي يا منصور عباس... لماذا لا يتحرك ضميرك بعد؟/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 13/10/21 11:38,  حُتلن: 13:45

ثلاثة أحداث وقعت في اليومين الأخيرين موضوعة برسم الإطلاع عليها من جانب رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس. أولها، تجدد اقتحامات عشرات المستوطنين للأقصى، وثانيها بناء 16 بلدة يهودية في النقب، أما الحدث الثالث فهو هدم البيوت في كفر قاسم عرين الحركة الإسلامية الجنوبية التي يشرف عليه منصور عباس.
يوم أمس الثلاثاء قام عشرات المستوطنين على شكل مجموعات باقتحام المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأدوا صلوات “صامتة” في الجزء الشرقي منه، إلى أن غادروه من باب السلسلة.
وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية قد أصدرت قرارا في السادس من الشهر الجاري، يمنح المستوطنين حقا في أداء “صلوات صامتة” في باحات المسجد الأقصى، إلا أن المحكمة المركزية في القدس، ألغت يوم الجمعة الماضي، قرار محكمة الصلح.
لم نسمع من (الإسلامي) حتى النخاع منصور عباس أي احتجاج على ذلك، بمعنى أن القائمة العربية الموحدة التي يرأسها لم تصدر بيان إدانة حول هذا الموضوع ولم نسمع منه أي تحرك على صعيد الإئتلاف لوضع حد لزعرنات المستوطنين. لكن في المقابل نراه يدافع عن الحكومة والائتلاف الحاكم ويؤيد قراراتها، فهل أصبحت الحكومة أعم من الأقصى يا شيخ منصور؟ وما دام الشيء بالشيء يذكر، فنحن نريد أن نذكر منصور عباس ليتحرك ضميره، بأن الأقصى إسلامي. فقط من باب التذكير (وذكّر إن نفعت الذكرى).
الحدث الثاني بناء 16 مستوطنة يهودية جديدة في النقب، والذي كشفت عنه صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها أمس الثلاثاء. وقالت الصحيفة إن وزيرة الداخلية، أييلت شاكيد، عقدت بداية الأسبوع جلسة مع وزير الإسكان، زئيف إلكين، ومع المسؤولين في سلطة أراضي إسرائيل ودائرة التخطيط للتقدم في خطط بناء هذه البلدات لتسريع عملية إقامة البلدات.
إحدى المستوطنات التي ستقام اسمها "كسيف" التي ستبنى في منطقة عراد والكسيفة بمواصفات مدنية، لتخدم المتدينين الحريديم اليهود، وتشمل عشرات آلاف وحدات السكن، كما سيتمّ إقامة مستوطنة "نيتسانيم" التي ستضمّ 1600 وحدة سكنية، أما مستوطنة "عير اوبوت" فسيتم بناؤها في أقصى الجنوب، وقالت شاكيد إن المخطط عبارة عن "خطوة استراتيجية لإسرائيل، لزيادة كمية السكان في النقب وازدهار البريّة، وأيضًا من أجل الحفاظ على أراضي الدولة".حسب قولها.
مرة أخرى نتساءل: أين منصور عباس من هذا المخطط الذي سيقام على أراضي النقب؟ لماذا لم يرفع عباس ومجموعته أصواتهم معارضين ذلك؟ أين الإتفاق الذي وقعه عباس مع لابيد حول الاعتراف بثلاث قرى بدوية مسلوبة الاعتراف (من مجموع 35 قرية) بعد ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة؟ لماذا لم نسمع صوته؟
والحدث الثالث هو عمليات الهدم التي تشهدها كفر قاسم المحسوبة على الحركة الإسلامية الجنوبية. فقد
أقدم مواطن من سكان كفر قاسم صباح أمس الثلاثاء على هدم بيته طوعاً، ليتجنب دفع مبالغ باهظة في حال قامت جرافات وطن منصور عباس، ا بهدمه بححة البناء غير المرخص. وتفيد المعلومات بأن صاحب البيت حاول مراراً الحصول على ترخيص للبيت، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وبدلاً ن ذلك تلقى امر هدم بيته وتهديده بدفع غرامات كبيرة فيما لو لم يقم بهدمه.
والجدير بالذكر أن العشرات من البيوت والمخازن والمعرشات في كفر قاسم حصل اصحابها على اوامر هدم، وقسم منها تم هدمها وقسم اخر لا تزال في اروقة المحاكم. ورغم أن كفر قاسم هي معقل الحركة الإسلامية الجنوبية المتحالفة في الإئتلاف الحاكم، إلا أن القائمة العربية الموحدة الذراع السياسي للحركة لم تفعل أي شيء لمساعدة هؤلاء وإبطال مفعول قرارات الهدم.
نقطة أخرى لا بد من التطرق وإليها لفتت انتباهي مؤخراً في وسائل إعلامية، وهي أن منصور عباس لجأ إلى دار إفتاء تابعة للحركة الإسلامية الجنوبية ليأخذ استشارتهم بشأن اقتراح قانون حول الاستخدام الطبي للكنابس. لغاية الآن الخبر عادي. لكن الأمر الذي يدعو إلى الإستغراب أن دار الإفتاء المذكورة اعتبرت توجه عباس تمسكاً بالثوابت الدينية.
والسؤال المطروح الآن على مشايخ دار الإفتاء هذه: هل توجه إليكم منصور عباس لأخذ فتوى بدعم المثليين؟ وهل أن هذا الدعم من الثوابت الدينية التي تأتي فوق كل اعتبار؟

مقالات متعلقة