الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

زُنزُن والحراميّة (من سلسلة قصص زُنزُن للصغار بصدد الطباعة)

بقلم: السفير منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 13/10/21 15:40,  حُتلن: 19:00

استفاق زُنزُن بعد منتصف إحدى الليالي. اصوات أقدام و"وشوشات" تصدر عن صالون البيت المُجاور لغرفته. فرك عينيه، "نكش" وحكّ أذنيه بأصابعه. لكنّ الوشوشات تزداد.
إذن هو لا يحلم. قام من سريره ومشى بحذرٍعلى أطراف أصابعه. نظر نحو مصدر الأصوات، فرأى رجلين مقنّعين، يحمل كل واحد منهما كيسا ويسرقان التحف الثمينة من صالون المنزل.
تسلّل إلى غرفة والده:
- بابا بابا ... يوجد حراميُة في الصالون. هتف الصغير وهو يهُزُّ كتف والده الغارق في النوم.
- هممم؟ ماذا؟؟ أجاب الأب وهو ما زال يغطّ في نومه.
- بابا، حراميّة حراميّة.
- ماذا، جراميّة؟؟
- ليس جراميّة وإنّما حراميّة.
- سارميّة، كيف يعني سراميّة؟؟!!
- بابا، لا جراميّة ولا ساراميّة ولا ميرميّة، وإنّما حراميّة حراميّة يسرقون في الصالون!!
تيقّن زُنزُن وتأكّد أن لا فائدة من إيقاظ والده بهذه الطريقة، فتناول كأساً مليئاً بالماء وسكبه على وجه والده.
استيقظ الأب قسراً، "غصباً عنه"، وهو يتأفف ووجهه ويسبح في الماء. عندها أخذ يستمع لما يقوله زُنزُن.
فتح والد زُنزُن خزانة الملابس الكبيرة وأخرج منها بندقية الصيد المحشوّة ب"خرطوشين" من الرصاص، وتوجّه نحو الصالون يتبعه زُنزُن ويتمسّك به.
صرخ والد زُنزُن بصوت آمر:
- قفا، سأطلق النار، ارفعا أياديكما.
تجمّد اللصّان من الخوف ومن هول المُفاجأة، وأرخيا الكيسين من أيديهما، فسقطا وأصدرا صوتاً حين ارتطامهما بالأرض.
أمر الأب زُنزُن أن يأتيه بالحبل من المطبخ. أوثق به اللصان من وسطيهما وهما ملتصقي الظهر.
نزع قناعيهما فإذا هما شابين من الحيّ عاطلين عن العمل.
إتّصل الأب بالشرطة التي أتت على عجل: وي وي وي وي وي وي وي.
استلمت الشرطة اللصين بينما كانت هراواتهم تلسع جلديهما:
- "وين بيوجعك يا حرامي"؟؟
- "أي أي"!!
- يا حراميّة!! وأخذوهما في سيارة الشرطة.
"دفشاهما" في غرفة الحجز في مركز الشرطة انتظارا لعرضهما على المحكمة، وأوصدا باب الحجز الحديدي عليهما.

* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 
 

مقالات متعلقة