الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 01:01

مخاطر الإنترنت على المراهقين والمراهقات- بقلم: فداء طبعوني-أبو دبي

كل العرب
نُشر: 16/12/09 11:44,  حُتلن: 14:39


* فداء طبعوني-أبو دبي - تعمل مركزة وحدة العمل المجتمعي في جمعية نساء ضد العنف

* الإحصائيات تتحدث على أن 10% من الأولاد في إسرائيل يستخدمون الانترنت 16 ساعة يومياً

* ممارسة عملية الشراء الإلكتروني دون رقابة من خلال استخدام بطاقات الاعتماد الخاصة بأحد الوالدين

* المواقع غير الأخلاقية والإباحية التي تكثر في الإنترنت والتي تحاول اجتذاب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة

*  الدعوة للانتحار والتشجيع له من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة، نحن نعلم ونرى أن موضوع الانتحار في الآونة الأخيرة منتشر في مجتمعنا العربي

نشهد في السنوات الأخيرة ازدياداً ملحوظاً للمساحات التي احتلها الحاسوب وشبكة الانترنت لحياتنا وبيوتنا. استخدام شبكة الانترنت يشهد كذلك ارتفاعاً ملحوظاً من قبل المتصفحين الأطفال والشباب والشابات بحثاً عن المعلومات أو بغرض الترفيه واللعب، أو التعارف. وغالباً ما يكون من الصعب علينا كأهالي تزويد أولادنا بالنصائح والمعلومات الصحيحة والآمنة حول تصفحهم للشبكة. ومن هنا وقع الاختيار للحديث عن الموضوع من اجل محاولة إيجاد بيئة استخدام آمنة وخالية من المخاطر للمراهقين من مستخدمي شبكة الانترنت.
نعمل في مشروع رفع الوعي والتربية للمساواة بين الجنسين في جمعية "نساء ضد العنف" مع جيل الشباب في الأطر الرسمية وغير الرسمية بهدف رفع الوعي لموضوع العنف والاعتداءات الجنسية وكذلك بهدف تربية للمساواة بين الجنسين من اجل بناء مجتمع متكافئ ومتساوٍ. نشهد من خلال عملنا الكثير من المخاطر وسوء استعمال شبكة الانترنت ومن هنا نرى أهمية العمل على التوعية من مخاطر الانترنت للأهالي والطلاب والطاقم التدريسي.
لا شك أن هنالك فوائد للحاسوب وشبكة الانترنت في البيت وأهمها منالية المعلومات وتنوعها في المساعدة للتحضير للوظائف المدرسية، وإثراء المعلومات العامة، أو وجود مجموعات داعمة ومجموعات حوار حول قضايا اجتماعية وعائلية تساعد في حل المشاكل وزيادة المعلومات (مجموعات حوار للأهالي حول موضوع التربية ...)، ومن الممكن أن تساهم في تحسين انجازات الطلاب في المدارس لكثرة المعلومات الوافرة. إضافة إلى شبكات التواصل المتطورة مع أفراد العائلة في حال سفر احدهم (ماسنجر, الفيسبوك ...).
الإحصائيات تتحدث على أن 10% من الأولاد في إسرائيل يستخدمون الانترنت 16 ساعة يومياً. ومعدل استخدام الحاسوب للولد (الفرد) في إسرائيل هو ساعة ونصف يومياً-أي أن أولادنا يقضون الكثير من الوقت أمام شاشات الحاسوب، وفي بعض الأحيان على حساب أوقات الدرس أو أوقات العائلة وممكن أن يؤدي الأمر إلى ابتعاد الولد/البنت عن الحياة الاجتماعية ، إضافة للإرهاق الجسدي والأضرار الصحية مثل الضرر للعيون والعمود الفقري والمفاصل والأعصاب وزيادة الوزن أو نقصان الوزن وغيرها من المخاطر الصحية الجسدية، لذلك حماية أولادنا وبناتنا من سوء استعمال الإنترنت هو واجب علينا ومن مسؤولياتنا .
مخاطر الإنترنت :
* المواقع غير الأخلاقية والإباحية التي تكثر في الإنترنت والتي تحاول اجتذاب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة . هذا الانكشاف يؤدي لتعلمهم معلومات غير صحيحة عن الجنس الأمر الذي ممكن أن يؤدي لفقدان الثقة بالنفس من ناحية البلوغ الجنسي . الانكشاف على علاقات جنسية غير طبيعية (سادومازوخزم ..) يعتبر كذلك من أكثر المخاطر على المراهقين. إضافة إلى سهولة نسخ الأفلام الإباحية وتنقلها بين المراهقين. وفي احد الحالات لا الحصر قام احد طلاب الصفوف العلمية في إحدى المدارس بنسخ أفلام إباحية وبيعها لطلاب المدرسة.
* التحرّشات الجنسية خلال غرف الدردشة والبريد الإلكتروني: لقد تحدث الطلاب والطالبات من خلال الورشات التي أقمناها في المدارس عن تعرضهم وانكشافهم لأعضاء جنسية من خلال كاميرا غرف الدردشة، فمن الممكن أن يطلب من الأولاد القيام بأعمال جنسية معينة أو أن يقوموا بطرح أسئلة جنسية إباحية أو يتم استغلالهم جنسياً. على سبيل المثال لا الحصر، إحدى الطالبات أرسلت صورتها لصديقة على الانترنت واتضح أن الصديقة هي في الحقيقة شاب وليس بنت، وبدأ يستغلها ويضغط عليها باللقاء معه وإلا نشر صورتها عارية في مواقع مختلفة على الانترنت (بعد أن قام بتركيبها من خلال برامج خاصة)....مثال أخر لفتاة شاركت في إحدى ورشاتنا في الصف السابع كانت تتحدث مع فتاه من جيلها على الماسنجر تعرفت عليها من خلال ردود الفعل على الأخبار بالمواقع وبعد عدة محادثات طلبت منها أن تفتح الكاميرا وإذ بها ترى رجل كبير في السن عارٍ.
* نشر مفاهيم عنصرية أو الدعوة لأفكار غريبة مناقضة لقيمنا ومفاهيمنا والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل عبادة الشيطان أو المجموعات المتطرفة بأنواعها.
* الدعوة للانتحار والتشجيع له من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة. نحن نعلم ونرى أن موضوع الانتحار في الآونة الأخيرة منتشر في مجتمعنا العربي.
* استخدام برامج الاختراق "الهاكرز" والتسلل لإزعاج الآخرين وإرسال الفيروسات التخريبية والمزعجة، والتي تعرض أجهزة الحاسوب للتلف والخراب بتأثير الفيروسات التي تصل عبر البريد الالكتروني والمواقع وملفات التحميل المختلفة.
* تخفّي الناس والحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية مع شخصيات مجهولة وهمية أغلبها تتخفى بأقنعة وأسماء مستعارة، أو استخدام الأسماء المستعارة وتقمص شخصيات غير شخصياتهم في غرف الدردشة، والتي لها أبعاد سلبية يمكنها أن تؤدي إلى ارتكاب الأخطاء والحماقات، ولا شك أن لها أبعاد نفسية في تطور شخصية المراهق أو المراهقة. ممكن أن يجتمع أو يلتقي بشخص غريب من خلال اتصالات معه على الشبكة دون علم الوالدين ونحن نعلم مدى خطورة الموقف.
* ممارسة عملية الشراء الإلكتروني دون رقابة من خلال استخدام بطاقات الاعتماد الخاصة بأحد الوالدين، أو ممارسة القمار والتي تنتشر اليوم بكثرة بكل الوسائل عبر الإنترنت. ومن اخطر الأمور انه من الممكن شراء كل شيء اليوم عبر الانترنت مثل مخدرات, سلاح والخ.
مهم الإشارة إلى أن مقاهي الإنترنت هي الأخطر على أولادنا لأنها دون رقابة وحدود.
نصائح وإرشادات للأهل والطاقم التدريسي:
هذه النصائح والمعلومات هامة للاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت، وواجبنا كأهل وراشدين أن نحمي أولادنا من هذا العالم المخيف والخطير في بعض الأحيان وأهمها:
•التوعية والحدّ من استخدام الانترنت: يجب وضع الحاسوب في مكان تواجد العائلة، بدلاً من أن يكون مخفياً في غرف الأولاد بهدف مراقبة سلوكهم في تصفح الانترنت وفقاً لعمر الأولاد، وكذلك من المهم جداً تحديد وقت ومدة استخدام الإنترنت .فيمكن أن يكون الحاسوب في غرف الأولاد لأداء واجباتهم المدرسية ولكن دون وصلة إنترنت. أما بالنسبة للمراهقين لا شك انه من المهم المحافظة على الخصوصية ولكن من المهم أيضا وضع قوانين وحدود استعمال من خلال المشاركة والنقاش الصريح معهم . كذلك مهم مراقبة تصرفاتهم، بحيث انه من ممكن أن نشعر كأهل انه في كل مره ندخل الغرفة يقوم الولد أو البنت في تغيير مفاجئ وسريع لتصرفاتهم (مثل إغلاق الهاتف بشكل سريع) هذا مؤشر لأمر ما يجب فحصه ومناقشته معهم، أو استخدام بعض البرامج الخاصة بالمراقبة ونصبها ضمن الحاسوب الخاص بالمراهقين بحيث تتمكن دوماً من معرفة ما يفعلون. لا تعتبر هذا العمل تجسس أو انتهاك للخصوصية والسرية، إنما ممكن اعتباره بهدف حماية أولادنا .
•مناقشة سبل استخدام الشبكة: علينا التحدث مع أولادنا, ووضع قائمة بالمواقع الإلكترونية المفضلة لهم ويتوجب علينا تصفح الموقع لتحديد ما إذا كان هذا الموقع مناسباً لعمر أولادنا، علينا التحقق من مضمون محتوى المواقع لكي نفهم محتوى هذه المواقع ومدى ملائمته لنا ولأولادنا. كما ينبغي إعلام الأطفال بعدم تسليم المعلومات الخاصة مثل العنوان أو أرقام الهواتف، وان نحافظ على حرية النقاش ومرونته مع أولادنا كما هو الحال في نقاش أي موضوع معهم/ن.
•إجراء المحادثات عبر الشبكة: علينا الحديث عن الموضوع وتبادل التجارب بينا وبينهم فيما يخص أساليب استخدام شبكة الإنترنت وغرف الدردشة، ومساعدة أولادنا على فهم الأخطار الجديدة غير العادية، وكيفية تجنبها، وعدم الوقوع في الفخ. من المهم تحديد قوانين أساسية للحوار والدردشات والاهم إمكانية اللجوء إلينا كأهل في أي سؤال أو أفكار أو مشاعر شعروا بها من خلال الحديث مع شخص في غرف الدردشة. كمثال ، ممنوع الحديث مع غريب بالضبط مثل ما نمنعهم من الخروج مع غريب وان لا نكشف معلومات عن أنفسنا لإنسان غريب وعدم استخدام الكاميرا في وقت الدردشة ومن المهم أن لا نضيف أي شخص يطلب منا الحديث معه لمجرد انه طلب فمن الممكن لشخص أن يقول أنه فتاة بعمر 12 سنة بينما هو رجل بعمر الخمسين. إحدى الأمهات شاركتنا بمثال لمحادثة مع ابنتها حول تشبيه غرف الدردشة لفندق وانه من الممكن أن نلتقي في إجازة بالفندق مع أشخاص ونتحدث معهم في الأماكن العامة واللوبي ولكن من المستحيل أن ندخل مع شخص غريب إلى غرفة النوم ولوحدها وهكذا درجة الخطورة في غرفة الدردشة.
• تحديد المواقع الإلكترونية غير الآمنة: تعمل بعض برامج التأكد من سلامة المواقع الإلكترونية على التأكد من أمن الصفحات الإلكترونية وتوفر تحذيرات خاصة حول المواقع المصابة أو غير الآمنة أو الإباحية فمن المهم وجود برامج الحماية من الفيروسات.‏ أمن المعلومات هو عنصر جوهري لضمان السرية ولحماية العائلة.
* تعلم استخدام الحاسوب والانترنت، ولا يجدر بنا أن نكون جاهلين، شجِّع كل من حولك من أصدقاء وأقارب، ومعلمي المدارس لتعلم التقنيات الحديثة وفتح النقاش حولها. شجِّعهم لإتباع الدورات التعليمية والتدريبية، القراءة، والممارسة.
علينا وضع قواعد وإرشادات معقولة وضابطة لاستخدام أولادنا للحاسوب ومناقشتها معهم والصقها بجانب الحاسوب كأداة تذكير. ومن المهم مراقبة التزامهم بهذه القواعد، خاصة عندما يتعلق الأمر بزمن استخدامهم للحاسوب. استخدام الأطفال أو المراهقين الزائد للحاسوب والإنترنت المتكرر وبأوقات متأخرة من الليل يمكن أن يكون مؤشر لوجود مشكلة ما عندهم. علينا أن نكون أبوين، نتحمل مسؤولية توعية وإرشاد وحماية أولادنا .
من المهم وضع قوانين واضحة ومكتوبة مع أولادنا حول طريقة استعمال الحاسوب حيث تتخلل التشديد على عدم أعطاء أية معلومات شخصية وأهمية مشاركة الأهل مباشرةً إذا شعر بعدم الارتياح. عدم الالتقاء مع أشخاص تعرفوا عليهم/ن من خلال الشبكة. عدم إرسال صور شخصية لأي كان. وأهمية احترام الآخرين والتصرف ضمن الأخلاق الإنسانية.
في النهاية، التعامل مع مخاطر الانترنت هي مسؤولية مجتمعية شاملة، ولكل منا الدور والإسهام فيها، علينا كأهل التعامل مع الوضع القائم والحديث نسبيا، والتحضر له بحيث نكون على استعداد لمناقشة الموضوع مع أولادنا ومن المهم أن نتحمل المسؤولية، ولا شك أن الإرشاد والتوعية هم من أهم الأدوار لنا كبالغين ، بهدف الوصول إلى استعمال آمن لأولادنا للحاسوب والانترنت وان يكون أكثر إنتاجية وفعالية. نحن في نساء ضد العنف نرى انه من واجبنا ومسؤوليتنا طرح كل المواضيع التي من الممكن أن تؤثر سلباً على بناء مجتمع متكافئ خالٍ من العنف والاستغلال .

مقالات متعلقة