الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

آيها الأباء: صادقوا أبناءكم المراهقين لتكسبوا ثقتهم

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 29/03/11 11:19,  حُتلن: 11:23

اترك ابنك يعبر لك عن الإنجازات التي حققها وستجده خير معين لك وصديقاً في آن واحد

الشباب يمرون بتغيُّرات نفسية وإنفعالية تتمثل بالخجل والإحساس بالذنب، التردد والخيال الخصب، الإستغراق في أحلام اليقظة، الميول الإنطوائية

الشباب يمرون بتغيُّرات نفسية كذلك فإنّهم يمرون بتغيُّرات إجتماعية تبرز على نطاق الإتصال الشخصي والإهتمام بالمنظر الشخصي والتأنق أو النفور والتمرد

المراهقة واحدة من أخطر المراحل الحياتية التي يمر بها الأبناء وفي هذه المرحلة يزداد تأثير المحيط الإجتماعي على الإبن أو الإبنة على حساب إنحسار دور الأسرة أو الآباء في تشكيل شخصية الإبن وقولبتها وفق منظور الأسرة وقيمها. ويعزز ذلك بالطبع ما يمر به المراهق من حالات إنفعالية تدفعه للتمرد على قوانين الأسرة بل والمجتمع أحياناً رغبة منه في إثبات شخصيته والشعور بكينونته وإستقلاله. وغالباً ما يواجه الآباء مشكلات كثيرة في التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة وقد ينحرف الإبن أو الإبنة نتيجة جهل الآباء في معرفة طرق التعامل المثلى مع المراهق أو المراهقة ويفتحون بذلك له الباب على مصراعيه للإنفلات من محيط الأسرة والإنخراط في مجتمع آخر يختاره بنفسه قد يكون صالحاً وغالباً ما يكون فاسداً.


- ما المتغيّرات النفسية التي يمر بها الشباب في مرحلة المراهقة؟
في هذه الفترة يمر الشباب بتغيُّرات نفسية وإنفعالية تتمثل بالخجل والإحساس بالذنب، التردد والخيال الخصب، الإستغراق في أحلام اليقظة، الميول الإنطوائية، التمركز حول الذات، وفي مرحلة "15-16-17" يمر الشباب بتطوّر مشاعر الحب والميل نحو الجنس الآخر، والحسّاسية الإنفعالية، وزيادة مشاعر الغضب والتمرد على السلطة، وبروز الخوف في بعض المواقف والتعرض للإكتئاب واليأس.

- لماذا تكون المراهقة مرحلة ميول للشباب "اما متدينة أو فاسدة"؟
ذكرنا بأنّ الشباب يمرون بتغيُّرات نفسية كذلك فإنّهم يمرون بتغيُّرات إجتماعية تبرز على نطاق الإتصال الشخصي والإهتمام بالمنظر الشخصي والتأنق أو النفور والتمرد وكذلك بروز الميول نحو مسايرة الجماعة والشعور بالمسؤولية فإذا كانت التربة والتنشئة قائمة على أسس سليمة تراعي مراحل النمو عند الشباب وتصل فيها الشخصية الواعية المدركة للواقع الإسلامي والإيماني كانت هذه الشخصية ثابتة ومتدينة والعكس صحيح لبقية الشباب الذين لا يلقون مثل هذا الإهتمام والتربية من قِبَل أُسرهم فمصيرهم الفساد والإنحراف.

- نجد المراهقين يميلون لتقليد الشخصيات البارزة "سواء بداخل الدولة أو خارجها" فكيف نستطيع أن نجعلهم يميلون إلى الإقتداء بالشخصيات الصالحة؟
مشاركة الشباب الفاعلة لرجال الدين أو غيرهم من المؤمنين المثقفين مشاركة حيوية يجد فيها الشاب نفسه وينمي ذاته بكل حواسها وجوارحها، حركاته وسكناتها مع شعوره بالإستمتاع للإندماج مع هذه المجموعة، هذه المشاركة هي التي تجعل من الشخصيات المذكورة قدوة حسنة للشباب يقلدونهم في كل شيء مثال ذلك: الحوار والتواصل مع الشباب، الإستماع إلى آرائهم، مشاركتهم أفراحهم، مشاركتهم في الرأي، إحترامهم وصقل مواهبهم، وتسديد أخطائهم، والترفيه معهم.

- كيف يمكن للوالدين مصادقة أبنائهم والمحافظة على شخصياتهم كأولياء أمور؟
بالكلمة الطيبة بالكلمة الواضحة، بإعطاء الفرصة للتعبير عن رأي الأبناء في حدود القيم والأخلاق، بالجلوس معهم، والإستماع والتحدث إليهم، ومشاركتهم المسؤولية بقيام ولي الأمر بهذا مع المحافظة على دور السلطة والقيم والأخلاق.

- يقضي المراهقون أوقات فراغهم مع الأصدقاء، هل في ذلك مشكلة؟
ليست مشكلة ولكن المشكلة في غياب دور الأسرة عن السؤال عن أصدقاء أبنائهم.. والتحدث إليهم والتواصل المباشر معهم. كما يمكن أن يكون الصديق زميلاً بالمدرسة أو بالعمل وعلى نطاق أوسع من ذلك إذا كانت لهذه الصداقة من ميزة حسنة كالإلتقاء في مذاكرة الدروس أو في المساجد أو التفقه في الدين أو حتى الترفيه مع ملاحظة ومباشرة أولياء الأمور.

- في حالة ما إذا كان خروجه مع أصدقائه يشكل خطراً عليه فما هي النصيحة التي يمكن توجيهها للآباء؟
يجب على الآباء أن يكونوا البدلاء للأصدقاء المنحرفين. أو الخطرين على أبنائهم وأفكارهم وعلى الأب أن يخرج مع إبنه وأن يشاركه بالرأي، ويصلي معه بالمسجد ويتحاور معه، وأن يقضي معه أوقاتاً ممتعة. ويوفر له المكان الذي يجد فيه أصدقاء خير ينصحونه ويقتدي بهم لحسن أخلاقهم وكذلك توفير العمل المناسب الذي يستمتع به لقضاء وقت الفراغ مع أصدقاء يساعدونه على الإستفادة من الوقت. وأخيراً اترك ابنك يعبر لك عن الإنجازات التي حققها وستجده خير معين لك وصديقاً في آن واحد.

مقالات متعلقة