الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

لقاء الماضي- قصة قصيرة!/ بقلم: حنيفة سليمان

كل العرب
نُشر: 28/06/12 22:13,  حُتلن: 08:34

نظرت إليه وسط الشارع المزدحم وكأنها تراه لأول مره. إنها رشا ابنة التاسعة والعشرين ، ذات الجمال الرباني - شعرها الأشقر الذي ينساب على كتفيها بكل رقة وعذوبة، العينين الزرقاوين اللَّتين يذكرانك بلون البحر الأزرق... الصافي الجميل.

لقد تذكرته! إنّه حُبها القديم وكأنها في هذه اللحظة تتذوق وتلمس الحب لأول مرة، إنّه كريم.. ذلك الشاب الأسمر ذو الشعر الأسود كسواد الليل وعينين خضراوين اللَّتين تبحر بهما إلى البعيد البعيد.

وها هي قيود الخوف قد كبلتها من جديد كما كانت تكبلها كلما رأته أو سمعت صوته. لقد مرَّ في خيالها عرض لصور قديمة ظنت أنها شُطِبت من حياتها إلا أن ظنها لم يكن في محله. أغمضت عينيها ورأت نفسها ابنة الخامسة عشرة وهو بجانبها يتبادلان أطراف الحديث متناسيان جميع البشر الذين يحيطونهم وتفوح من كليهما رائحة زكية تنتشر في الأجواء لتملأه حبًا وحنانًا ليس له مثيل أو شبيه.

لقد مَرَّ الكثير الكثير من الذكريات في خيالها وأصعب ما تذكرته لحظة سفره هو وعائلته. لقد كانت تراقبه من بعيد غير مصدقه ما تراه عينيها إلا أن الواقع قد وضع أمامها الحقيقة المُرّة التي لا تستطيع أن تغيرها. إن سيارة العائلة تبتعد أكثر فأكثر وتبتعد معها أحلام الطفولة ونظرت نظرة أخيرة إليها متسائلة: "هل ضحّى بحبه لي بتلك السهولة؟ هل رمى هذه المحبة التي احتفظت بها مخبئة داخل صدري متخلصًا منها بسهولة أيضا؟"

لقد خالجها شعور غريب من الصعب وصفه!

في حين تفتح رشا عينيها لتلتقي بعيني كريم - كم تمنت طيلة هذه السنوات أن تلتقي العينان ولو للحظات، كم تمنت أن يُعبّر لها عن حبه ويطمئنها بأنه لا زال يجري في عروقه وبدون سابق إنذار ركض إليها مادًا يده إليها معلنا لها حُبَّهُ الأبدي الذي سيستمر رغم الظروف. وتتشابك أيديهما ويتطلعان إلى مستقبل جميل ينشر بين جناحيه الكثير من التفاؤل والأمل.
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة