الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 13:02

الى الأهالي:قضية ابناؤنا المراهقين والحب

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 21/01/13 12:56,  حُتلن: 14:10

إهتمام الفتى بالجنس الآخر والعكس هي مسألة طبيعية أيضا ينبغي أن نتعلم كيف نروضها ونصقلها بالتربية الخلقية حتى نصنع شابًا وفتاة مؤهلين لخوض غمار الحياة العملية

ليس من الذكاء أن نخفي رؤوسنا في الرمال وننكر كل مالا نريد تصديقه أو وقوعه وكأنه ليس موجودا بهذه الطريقة الساذجة والتي وعلى الرغم من سذاجتها شائعة الإنتشار. إن علماء النفس يطلقون على هذه الحيلة النفسية مصطلح الإنكار الذي يعني ببساطة نفي الحقيقة وإنكارها حتى لو كانت واضحة وضوح الشمس لأننا ببساطة لا نريد تصديقها فننكرها بطرق متنوعة والنتيجة النهائية أننا نفيق على كارثة بعد أن اتسعت أبعاد المشكلة وتعقدت وتفرع عنها مشكلات أخرى وأصبح من الصعب جدا حل كل هذه الإشكاليات التي لو انتبهنا لبداياتها لكان من السهل جدا منحها مسارا صحيا مناسبا.


صورة توضيحية  تصوير: ThinkStock

الميلاد الثاني
ولو طرحنا قضية المراهقة ومشاعر الحب عند المراهقين لكان أكبر مثال على هذه القضية فمرحلة المراهقة التي يطلق عليها الميلاد الثاني يحدث فيها تغيرات كثيرة جدا أهمها عملية النضج التي تحدث للغدد الجنسية وما يتبع ذلك من هرمونات تؤدي لعملية البلوغ الجنسي الذي هو عملية طبيعية جدا ومن الممكن أن تمر هذه المرحلة بسلام وبلا أي مشكلات فقط لو تفهمنا أن هذه التغيرات هي مسألة طبيعية فاحتلام الفتى ليس دليلا على سوء خلقه وتفكيره الجنسي بل هو نشاط طبيعي يقوم به الجسم إيذانا ببدء البلوغ ومن ثم سن التكليف .

الجنس الآخر
واهتمام الفتى بالجنس الآخر والعكس هي مسألة طبيعية أيضا ينبغي أن نتعلم كيف نروضها ونصقلها بالتربية الخلقية حتى نصنع شابًا وفتاة مؤهلين لخوض غمار الحياة العملية. إن البلوغ الجنسي يستتبع ولا شك الاهتمام بالجنس الآخر ..هذا الاهتمام الذي يترجم عن نفسه بمشاعر الحب التي تنتشر انتشارا واسعا بين المراهقين حتى لو رفض الأهل تصديق ذلك على اعتبار أنهم ربوا أبنائهم تربية جيدة جدا وبالتالي فلا يتصورون حدوث هذا الشيء ويتجاهلونه ويرفضون التعامل معه حتى تتحول هذه المشاعر البريئة إلى جرائم خلقية يندى لها الجبين وحين ذلك يتنبهون!

الحوار الفعال
لاشك أن تواصل الوالدين مع الأبناء في مرحلة الطفولة ومنحهم الحب والتقدير وفتح قنوات الحوار الفعالة سيكون له أكبر الأثر في حياة المراهق فيما بعد .
إن مراحل النمو مراحل متشابكة متداخلة لا يمكن وضع خطا فاصلا حادا بين مرحلة وأخرى فبين الطفولة المتأخرة وبين المراهقة المبكرة وشائج وصلات ففي نهاية مرحلة الطفولة يبدأ التمهيد بالتعريف لمرحلة المراهقة حتى لا يصدم المراهق بالتغيرات السريعة التي تحدث له في هذه المرحلة كما أن الحوار في أجواء إيجابية يعطي الفرصة للمراهق للسؤال عما يقلقه ويحيره أو حتى يحرجه.. هذا الحوار إن لم يتحقق فإن البديل هو البحث عن إجابة لهذه التساؤلات من جماعة الرفاق الذين يتناقلون بينهم معلومات خاطئة وسرية ومشينة في كثير من الأحيان .

المعرفة أولا
من المهم أن يعرف الفتى طبيعة جهازه التناسلي وتأثير الغدد والهرمونات عليه وأنه بهذا البلوغ أصبح مكلفا مسؤولا ونمنحه تحفيزا خاصا بأنه يستطيع أن يكون واحدا من السبعة الذين يظلهم الله فيظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم شاب نشأ في طاعة الله ونفس الأمر تحتاجه الفتيات معرفة طبيعة جسدها ولماذا يحدث الحيض وإنه علامة إيجابية لوصولها للنضج وسن التكليف ونحفزها للحصول على مزيد من الحسنات في هذه الأيام التي لا تستطيع فيها أن تصلي أو تصوم.
من المهم في هذه الفترة دراسة قصة نبي الله يوسف وكيفية تعرضه للفتن وكيف استطاع حماية نفسه بصدقه مع الله عز وجل.

الخطوط الحمراء
لا خطوط حمراء عند الحديث مع المراهقين ولابد أن نستعين بالله عز وجل حتى يوفقنا في توصيل المعلومة بطريقة واضحة ومهذبة ومؤثرة فنقول: {رب اغفر لي ذنبي. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي }.
في حديثنا معهم عن الحب سوف نتكلم عن أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان وجعله مكرما كان الغاية من خلقه أن يكون خليفة { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } بمعني يخلف بعضه بعضا وهذا لن يتحقق إلا عبر الزواج لذلك فقد خلق الله عز وجل كل جنس يميل للجنس الآخر وهذا أمر فطري وطبيعي ولكن لابد أن يكون ذلك بطريق شرعي ونظيف وهو الخطبة ومن ثم الزواج وأن التبكير في هذا الأمر من سنن الإسلام وبقدر اجتهادك وتفوقك والتزامك سوف يقترب هذا الموعد.
ومن المهم أن نحدثه عن غض البصر وعن أخلاق الإسلام العظيمة وأن ما لا تقبله على أختك لا تقوم به مع فتاة أخرى .

مفاتيح النجاة
من المهم أن نمنحه مفاتيح النجاة فنوجهه للصوم ولممارسة الرياضة البدنية ونعلي من همته بتحفيز طموحه ومنحه التقدير الكافي كي يعتز بنفسه ولا يحتقرها.
حتى لو رأينا أخطاء وتقصير لا نعنفه ولا نوبخه ولا نفضحه بل نستر عليه ونوجهه بطريقة غير مباشرة فالمراهق بالغ الحساسية للنقد.
وعن مشاعر الحب التي تنتاب المراهقين لا نسخر منها ولا نتحدث عنها كأمر طبيعي كما يحدث في البلاد الغربية ونكتفي بالمتابعة الدقيقة الذكية دون أن نشعر المراهق أننا نتجسس عليه وفي الوقت ذاته نتواصل بالحوار ومنحه حلول لمشاكله واحترامه واحتوائه وتقديره ومنحه صداقتنا يصلي معنا ويجلس معنا يذكر الله تعالى، وفي هذه المرحلة ينضج الضمير الديني وهو أساس الرقابة فمن لا يخاف الله من قلبه ربما ينصاع للقوانين ظاهرا وفي قلبه كل مظاهر الفجور التي تحتاج فرصة أو غفلة من القائمين عليه حتى تكشر عن أنيابها.
وأخيرا أذكر كل أب وكل أم بمعنى المراهقة فكلمة راهق أي قرب فالمراهقة هي مرحلة الاقتراب من النضج والرشد فلا ينبغي التعامل مع المراهق وتحميله المسئولية كالراشد.
ولفظ المراهقة مشتق أيضا من أرهق إرهاقًا أي أجهد وتعب فمرحلة المراهقة جهد وتعب للابن والوالد ولم لا وهي الميلاد الثاني للإنسان إنه المخاض الذي يستغرق سنوات من الصبر وبعدها يفرح الذين أخلصوا وصبروا واستعانوا بالله تعالى بطيب الثمار.

 موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة