الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 19:01

التعددية والأحادية في ظل الانترنت/ فادي عمر

كل العرب
نُشر: 23/09/14 17:22,  حُتلن: 08:08

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فادي عمر في مقاله:

الانترنت عبر المنتديات وشبكات التواصل هو سلاح ذو حدين

الانترنت أداة لتغيير الواقع قد يكون أداة لتثبيت  وكما أنه أداة للتعدد والتنوع قد يكون أداة للأحادية والرأي الواحد

قد يتساءل الكثير منا لماذا لم تتغير طبيعة النظام في البلاد العربية رغم تأثير الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ورغم الانفتاح الذي يحصل بفعل هذه الوسائل؟ سؤال قد يعكس نظرة الناس لهذه الوسائل وتقييمهم لها فالكثير ينظر إلى هذه الوسائل على أنها مشجعة ومحفزة للتعددية والتنوع في الآراء والأفكار وأنها فرصة للانفتاح على الآخر وعلى وجهات نظر مختلفة.

في حالات معينة وسياقات محددة قد تكون هذه النظرة وهذه التقييمات صحيحة، ولكن في حالات أخرى قد تكون خاطئة وغير دقيقة، فيجب أن ندرك أن الأمر منوط أولا وأخيرا بعقلية المستخدم لا بطبيعة الوسيلة، فالانترنت عبر المنتديات وشبكات التواصل هو سلاح ذو حدين، كما أنه أداة لتغيير الواقع قد يكون أداة لتثبيته، وكما أنه أداة للتعدد والتنوع قد يكون أداة للأحادية والرأي الواحد. بهذا الصدد تذكر إحدى الباحثات في علم الاجتماع أن المنتديات وشبكات التواصل قد تعزز من الأحادية ومن الرأي الواحد، فالقاعدة الاجتماعية المعروفة التي تقول بأن الإنسان عادة يميل لبناء علاقة وصلة بأشخاص يشبهونه بالأفكار والسلوكيات تنعكس أحيانا كثيرة في المنتديات وشبكات التواصل لا سيما أن هذه الوسائل تتيح التحكم بشكل أكبر من الواقع بما يتعلق ببناء علاقات وتواصل مع الآخرين، وعليه فإن هناك إمكانية أكبر للمتصفح عبر الانترنت وشبكات التواصل للتواصل مع أشخاص يحملون نفس الأفكار والآراء وقد يفضل الدخول إلى منتديات تعبر عن توجهاته وآرائه وفقط.

وفي حالات كثيرة قد يكون هذا الأمر (التواصل مع أناس يحملون نفس التوجهات) هو السائد والمنتشر. إذا لا عجب من أشخاص ومن أنظمة يحملون فكرا أحاديا ومنغلقا في ظل انتشار الانترنت ووسائل الاتصال. بل أكثر من ذلك قد تؤدي هذه الوسائل إلى خلق أحادية في التفكير والطروحات على مستوى فئات وجماعات فعندما يرى المتصفح أن كثير من الناس يدعمونه في الآراء والتوجهات تترسخ هذه التوجهات أكثر فأكثر إلى أن تصبح قاعدة أو عرف يمثل مجموعة كبيرة من الأفراد ما من شأنه أن يزيد من التعصب والتمسك بالرأي الواحد وذلك بسبب الصبغة الجماعية التي توفرها في كثير من الأحيان المواقع والمنتديات. بناءا على ما سبق, لا بد من الإدراك بأن من يسعى للتغيير عبر فتح قنوات للحوار والانفتاح على الآخر، ومن يسعى لتطوير الواقع الاجتماعي, ولتغيير المفاهيم والسلوكيات، وخلق مجتمع مدني فعال (لا سيما في ظل أنظمة دكتاتورية, أحادية ومنغلقة أو في ظل تمييز وعنصرية) عليه أن لا يتعامل مع الواقع والانترنت على أنهما عالمين منفصلين ففي كثير من الأحيان العوامل والمسببات التي تشكل آراء الناس وسلوكياتهم تنعكس بل وتتعزز بواسطة الانترنت. فنحن من كثرة ترداد مصطلحات "عالم واقعي" و "عالم افتراضي" نظن أحيانا بأنهما منفصلين كليا وأن لكل واحد منهما عوامل وتأثيرات مختلفة كليا وهذا أمر كما أسلفت غير دقيق وأحيانا مغاير للحقيقة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة