الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

ليدي- الحب يحمله المراهق على أجنحة الأمل

ليدي كل العرب
نُشر: 11/12/14 14:34,  حُتلن: 15:17

دور الأهل يأتي في مرافقة ولدهم في هذه المحنة لتخطيها في أقلّ أضرار مكنة وليس معاتبته أو معاقبته

بعض المراهقين لا يفكّرون في مستقبل العلاقة بل يعيشونها آنيًا ويتلذذون بهيامها ومغامراتها وعذاباتها ويحملونها على أجنحة الأمل والبعض الآخر يفكر في مستقبل جدّي

دائمًا ما يقترن حُب إبن الجيران أو بنت الجيران بالحب الأول أيّ حب المراهقة، ودائمًا ما يبتز هذا الحب مشاعر الفتاة والشاب حتى بعد انتهاء هذا الحب وايجاد كل واحد منهما حبيبًا آخرًا. فهل نمنع حب المراهقة من الوجود حتى لا ينغّص حياة الناس مستقبلاً؟ وكيف ينظر الأهل الى هذا الحب وكيف يتعاملوا معه؟

"بعد بكير على الحب والهيام"
سلمى رأت ابنتها ترمق ابن الجيران بنظرة أعجاب ويبادلها بدوره ابتسامة بريئة. ثم سمعت أن ابنها يعرّج على مدرسة البنات وهو عائد من مدرسته ليحادث فتاة من فتيات المدرسة ويبدي إعجابه بها.‏
ردّة فعل سلمى في هذا الصدد كانت جدّية ولامت أولادها على تصرفاتهما من مبدأ "بعد بكير على الحب والهيام"، ثم، وبعد أن تشاورت مع زوجها في الأمر وتفاهمًا، رأت أن أوهام الحب بالنسبة لأبنائها المراهقين طبيعية، كأن تعجب الفتاة بوسامة ابن الجيران لأنه يشبه نجوم السينما، ويستكشف الشاب رجولته بأن يتكلم مع هذه الفتاة أو تلك. التجربتان وضعتهما سلمى ضمن عمر المراهقة أيّ أن حباً صنعته مخيلتهما، لذا من الطبيعي أن يتبخر في الهواء.‏

المراهقة مرحلة نضوج حسّاسة وعلى المراهق أن لا يشعر فيها بخجل الحب
رغم أن علماء النفس التربويين ينصحون بضرورة التعامل مع الأبناء بهدوء وروية وضرورة افهامهم أنه في مرحلة النضوج واتساع الأفق تتغير الحسابات. . لايمكننا أن ننكر أن بعض الأمهات أبدين امتعاضهما من مثل هذه الأمور ومجرد الإشارة إليها غير مسموح بها بتاتا خصوصًا بالنسبة للفتاة التي تسيء إلى سمعتها مستقبلا كما ارتباط الشاب بفتاة خارج إطار التقاليد والعادات غير مسموح به.

أوهام حب المراهقة يرجع إلى عاملين أساسيين بالنسبة الى العلماء الاجتماعيين: الأول يتمثل في الحرمان العاطفي داخل الأسرة والثاني محاولة اثبات الذات نتيجة الشعور بالنقص وبمثابة المكمّل للشخصية بحثاً عمّن يعوّض الحرمان والنقص.‏
وللتنشئة الاجتماعية الدور الأكبر في إحداث التوازن العاطفي وذلك من خلال التربية السليمة التي لاتشعر المراهق بالخجل والذنب عند الميل نحو الجنس الآخر وتمنحه القدرة على التحكم بمشاعره.
تعتبر المراهقة من أهم المراحل العمرية بحكم الحساسية التي تخلقها حالة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الفتوة. هذه المرحلة المختلفة لجهة الاندفاع والحماسة بحكم التغيّرات النفسية والجسدية التي تصاحبها، يبدو فيها المراهق متوتراً تارة أو متمرداً أخرى وقد يصل لمرحلة الاكتئاب في إحدى اللحظات ومرة أخرى نراه شخصًا مقبلا على الحياة عاشقا لها يشعر بالفرح والسعادة ..

كيف يفكّر المراهق بالحب؟
تختلف مستويات الحب لدى المراهقين نتيجة أن كلا منها يتأثر بنظام مختلف في الدماغ، ومن بين هذه المستويات الانجذاب الجنسي تجاه شخص ما .
من مراحل الحب: الحب الرومانسي ، وخلال هذه المرحلة يكون هناك ولع بالشخص الذي هو أصل اهتمام المراهق، وهذه الحالة تتضح في الشعور بالحب قصير الأجل الذي يشعر به المراهقون، وسببه العضوي هرمون الدوبامين وهو الناقل العصبي الذي يسبّب الشعور بالسعادة طوال الوقت .

لكن السؤال: هل يفكر المراهق لحظة واحدة في احتمال أن تكون لحظات الحب مجرّد خيال يعيشه ليملئ فراغه العاطفي واكتشاف كل ما هو جديد؟ هل يفكّر في حال سيستمر معه حبه طوال حياته؟ أم سينقطع بعد تعديه لهذه المرحلة ويكون هذا الحب مجرّد لحظات عشق اعترت قلبه دونما تفكير ووعي بما هو لاحق، وفي كل الأحوال يصفه المختصون بأنه حب بريء صادق لكنه عابر وطائش وأنه من النادر أن ينتهي حب المراهقة بالزواج؟

بعض المراهقين لا يفكّرون في مستقبل العلاقة، بل يعيشونها آنيًا، يتلذذون بهيامها ومغامراتها وعذاباتها ويحملونها على أجنحة الأمل، والبعض الآخر يفكر في مستقبل جدّي مع الشريك، لكنه ما يلبث أن يصطدم بالفراق، إما لأن الحب بينهما كان مجرد وهم، أو أن الشريك الآخر وعي على أن هذه العلاقة صعب استمرارها فتخلى عنها. هنا تكمن الصعوبة والخطورة في أن يحمل المحبّ المراهق ذنب عدم تمكّنه من الاحتفاظ بمحبوبه الى أجل غير مسمى وربما طوال حياته، ليأتي دور الأهل في مرافقة ولدهم في هذه "المحنة" لتخطيها في أقلّ أضرار مكنة وليس معاتبته أو معاقبته.

مقالات متعلقة