الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 21:02

قصّة نجاح

سماهر سلامة من حيفا: كم أنت عظيمة أيّتها المرأة!

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 10/03/19 17:05,  حُتلن: 18:59

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!

سماهر سلامة (32 عامًا) من حيفا، متزوّجة وأم لثلاثة أطفال لور وجود وندي، درست اللغات وعملت في هذا المجال وبعد فترة تركته من أجل الفنّ واليوم يعرفُها الصّغير والكبير بشخصيّة "توتي" بفرقة فوزي موزي وتوتي للأطفال الشّهيرة.

طاقات فنّية تأخذنا كتبت الطّريق
بداية الطريق كانت عندما وجدت نفسي في مكان لا يُشبهني، كُنت أدرّس اللغات في المدارس، ولكن طاقتي الفنّية كانت أكبر من أن تُكبت، فقررت ترك السلك التعليمي وخوض تجربتي في مجال الفنّ برفقة شقيقي فوزي ضمن فرقة للأطفال بات الجميع يعرفها "فوزي موزي وتوتي" والتي يقدّم فيها شقيقي فوزي شخصية فوزي موزي وأنا توتي وشقيقتنا الثالثة بدور مندلينا، شخصيّات أحبّها وتعلّق بها الأطفال وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا وشخصيّاتنا".



الدّعم مهم للاستمرار
دعم العائلة هو الأمر الأساسي الذي ساهم بشكل كبير في نجاحي على جميع الأصعدة، فوجود أهل وزوج داعمين عزّز وجودي في هذا المجال وأعطاني دفعة قويّة لأخطو نحو الأمام بخطوات ثابتة، اليوم نحن نقوم بتقديم العروض في البلاد وخارج البلاد ونضطر لترك المنزل لأيام أنا وأشقائي، ووجود هذا الاحتواء والتّفهّم من عائلاتنا هو السّبب الرّئيسي في استمرار الشّخصيات التي نقدّمها بنفس النّجاح ونفس الحضور ونفس المضامين التّرفيهيّة والهادفة المنعكسة من حياتنا الشّخصيّة المليئة بالمُشاكسات والفرح والمرح التي نحاول طوال الوقت إبرازها للأطفال وذويهم خلال أي عرض أو برنامج أو أغنية جديدة بطاقات مُتجدّدة على الدّوام.

لا أؤمن بالمثاليّات
بالرّغم من وصول المرأة إلى أماكن مهمّة في المجتمع واستطاعتها أن تحقق الكثير من أحلامها وطموحاتها، إلّا أنّ الانكشاف الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي جعل قسم لا يُستهان به من المجتمع يحاول مُقارنة أي امرأة بنساء المجّلات وصفحات التواصل الافتراضية، ومحاولة مراقبة تصرّفاتها والتّوقّع منها أن تكون امرأة مثالية. هذا الأمر في الحقيقة غير موجود، وأنا لا أؤمن بالمثاليات التي يتكلّمون عنها. فلكل منّا سلبيّاتها وإيجابيّاتها ووحدها المرأة من تعرف كم مُرهق أن تحاول أن تُقدّم كُل ما بوسعها وبالنّهاية لا يكون لها أي تقدير.
لذلك أخذت على عاتقي منذ عامين أن أتطرّق لكل المواضيع التي تخصّ المرأة في مجتمعنا العربي، وفتحت صفحة عبر موقع للتواصل بهدف فتح مجال للنقاش حول الأمومة والمرأة والعائلة والاهتمام بالنّفس بالرغم من الضّغوطات وكان صدى هذه الصّفحة مهمًّا وناجحًا، وأتيحت للنّساء الفرصة للتّعبير عن أنفسهنّ من خلال فسحة الأمل هذه، أنا حريصة على أن أؤكّد للنّساء على أهمّيّة دور كلّ واحدة منهن والضغوطات علينا جميعًا، فأنا أيضًا أنشغل بتدبير المنزل وأمور عائلتي وعملي في الخارج، هذه هي الحقيقة نحن النّساء نستطيع أن نتحمّل الكثير من الأمور في آن واحد".
من حق كُل امرأة إلى جانب كل الضّغوطات التي تمر بها أن تفكّر بنفسها وأن تأخذ أقساط من الرّاحة لأجلها هي وأن تقرّر مثلًا أن تضع اليوم مساحيق تجميل وغدًا لا، أن تخرج بأبهى حلّتها أو تستكفي بإطلالة بسيطة، هذا شأنها وحدها والمُقارنات لا تجلب إلا عدم السّعادة. إذا شعرت أيتّها المرأة أيتها الأم بأنّك تسيرين في الطريق الصحيح فلا تلتفتي للسّلبيين من حولك وكوني على ثقة كاملة بأنّك كما أنت مُلهمة وعظيمة وتستحقّين كُل الثّناء".

العائلة
حياتي مع أولادي وزوجي هي حياة بسيطة قريبة إلى القلب، مليئة بالفرح واللعب والمرح والضّحك، أسعى دائمًا لتحقيق تحصيل تعليمي مهم لأطفالي ولكن الأهم بالنّسبة لي أن أرى البسمة على وجوههم، وأحاول قدر الإمكان مصادقتهم واللعب معهم وإعطائهم كُل المجال للقيام بتجارب ومغامرات جديدة ومفيدة ومسليّة.



مشروع جدّولة.. وأمنية نايا
كوني عضو فرقة للأطفال، كل ما يهمّني في آخر النّهار هو كمّ الابتسامات التي استطعنا أن نرسمها على وجوه الاطفال وحتّى الأهل بعد كُل عرض، إحدى المرّات التي تواجدنا فيها بالقدس من أجل تقديم عرض للفرقة، جاءت طفلة تُدعى نايا عثمان (4 سنوات) من سكان كفرياسيف تعاني من مرض السّرطان وتسكن في القدس من أجل تلقّي العلاجات- لها الشّفاء العاجل، كانت تحرص والدتها على إحضارها على عروض الفرقة التي تُقدّم في القدس من أجل أن ترفّه عن نفسها وأن تنسى آلام المرض، لدرجة أنّه في إحدى المرّات كانت تنوي إحضارها بسيارة الإسعاف، القصّة جدًّا مؤثّرة، كانت أمنية نايا أن يصبح لديها شعر مستعار يشبه شعر "توتي" الشّخصية التي أقوم بدورها، تملّكني شعور كبير بالفرح وأردت مساعدتها قدر المستطاع، وقرّرت أن أقصّ شعري وأقدّمه لها كشعر مستعار مثل شعر "توتي" وتوجّهت إلى جمعية كُلنا معك وللأسف كانت الإجابة بأنّه تمّ إيقاف هذا المشروع في الجمعية منذ فترة لعدم توفّر ميزانيّات كافية، فقرّرنا معًا أن ننطلق بحملة جديدة لجمع التّبرعات المادّية وكذلك حملة تبرّعات بهدف جمع جدائل من نساء بمختلف الاعمار لصنع شعر مستعار، بالإضافة إلى تّبرّعات بشّعر مستعار من البعض، في حيفا استطعنا جمع 10 آلاف دولار و14 جدّولة و10 من الشّعر المستعار، وفي النّاصرة جمعنا 10 آلاف دولار و88 جدّولة و10 من الشّعر المستعار، وقريبا سنكون في أم الفحم لنفس الهدف السّامي.
أنا أؤمن بمبدأ أنّه بأي وقت يمكننا ان نُعطي لغيرنا وأن نرسم البسمة على وجوههم، أنا لدي شعر فلماذا لا أقصّ منه القليل لأمنحه لأطفال يعانون من مرض السّرطان وهم بحاجة للشعر، إذا شعرت بأنّك قادر على منح هؤلاء الأطفال والمصابين بالمرض أي بصيص من الامل فإياك أن تتردّد وشعرك حتمًا سينمو من جديد فلا تأسف عليه أبدًا.
الشّعر لأي أنثى طفلة كانت أم شابّة أم امرأة له الكثير من المعاني، وكفيل ببثّ الفرح في قلوبهن وإشعارهن بالأنوثة التي يحبّون أن يروها، فلم لا نحاول إسعادهم بشيء منّا نحن بشيء بسيط له معنى عميق من القلب وإلى القلب؟.

هذا الوقت لكِ.. لا تتردّدي!
لكل امرأة لا زالت تُحاول أن تُثبت جدارتها بأي مجال، هذا الوقت هو وقتك، آمني بذاتك ولا تتردّدي وابني لنفسك الطريق والمراحل كي تصلي إلى الهدف الذي تضعينه نصب عينيك، لا يهم متى تصلين المهم أن تسعي للوصول وأن تُحاربي من أجل نجاحك، فلا شعور أجمل من شعور النّجاح بعد طريق مليئة بالتّعب والجهد. وآمني أنّك قادرة وتستطيعين أن تحقّقي ذاتك إن أردت أنت من داخلك هذا الشّيء، لا تسمحي لأحد بإحباط عزائمك، فكّري وخطّطي وبادري ونفّذي فأنت قويّة ومثابرة وقادرة. كم أنت عظيمة أيّتها المرأة".
 

مقالات متعلقة