الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 11:01

هضبة الجولان في معركة انتخابات الكنيست/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 25/03/19 09:55,  حُتلن: 13:49

أحمد حازم:

تصريح ترامب لاقى استنكاراً أوروبياً بدون استثناء، خصوصاً أن رئيسة الحكومة البريطانية أعادت إلى ذهن ترامب بأن "الجولان محتل" وفرنسا وألمانيا رفضتا ما قاله ترامب

بالرغم من أن العرب وكذلك العالم لا يزالوا تحت صدمة إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، حتى طلع علينا هذا السياسي المتهور، كما وصفته وسائل إعلام غربية، بإعلان جديد يقول ان هضبة الجولان السورية المحتلة يجب أن تكون تحت السيادة الإسرائيلية، صحيفة "الجارديان" البريطانية أكدت إن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية التى تم احتلالها عام 1967 فى خطوة دراماتيكية ستعزز على الأرجح آمال نتنياهو بإعادة انتخابه رئيساً للوزراء في الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كتب في تغريدة له على (تويتر) يوم الخميس الماضي: "بعد 52 عاما، حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة بشكل كامل بسيادة إسرائيل على الجولان التى لها أهمية إستراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل وللاستقرار الإقليمى".

تصريح ترامب لاقى استنكاراً أوروبياً بدون استثناء، خصوصاً أن رئيسة الحكومة البريطانية أعادت إلى ذهن ترامب بأن "الجولان محتل" وفرنسا وألمانيا رفضتا ما قاله ترامب. ويبدو واضحاً أن ترامب يتصرف في سياسته كأنه إسرائيلي أو كأن الله خلقه ليكون في خدمة إسرائيل. وحدها إسرائيل في هذا العالم رحبت بالقرار الأمريكي واعتبرته بمثابة خطوة تندرج ضمن الخطوات الترامبية في تبادل المصالح.

قرار ترامب أشغل أيضاً قادة إسرائيل ووسائل الإعلام فيها، فقد ذكرت صحيفة “هآرتس” في الرابع عشر من الشهر الجاري أن التوجه الأمريكي إعلان مرتفعات الجولان “أرضٍ خاضعة للسيطرة الإسرائيلية”يعني حدوث تغيير في الموقف الأميركي من منطقة الجولان التي حددت الحكومات الأميركية السابقة أنها أراضٍ محتلة وفق القانون الدولي".

نتنياهو وجد في إعلان ترامب مادة انتخابية دعائية دسمة له، خصوصاً وأنه حث إدارة ترامب في السابق مرات عديدة للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. وكما يبدو دخل موضوع الجولان أيضاً حلبة الصراع الجاري حالياً على مقاعد الكنيست. فخلال جولة انتخابية في بعض المستوطنات في مرتفعات الجولان قام بها نتنياهو في الحادي عشر من الشهر الجاري مع السناتور الأميركي ليندسي جراهام والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، صرح نتنياهو بان “مرتفعات الجولان كانت دائما جزءاً من إسرائيل منذ الأيام الأولى من تاريخنا، ويجب أن تظل جزءًا من إسرائيل إلى الأبد، وأعتقد أنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة ويقبلها، وخصوصا صديقتنا العظيمة، الولايات المتحدة”.
الجنرال المتقاعد بيني جانتس رئيس حزب “حصانة لإسرائيل” وحليفه الإنتخابي يائير لبيد، رئيس حزب “يش عتيد” اللذين أسسا قائمة مشتركة تحمل اسم تحالف قائمة (أزرق ــ أبيض) لمواجهة نتنياهو في الإنتخابات على رئاسة الحكومة، وجدا أيضاَ في الحديث الدائر عن ضم الجولان فرصة انتخابية للمشاركة فيه والعزف على هذا الوتر لدغدغة شعور الناخب اليهودي من أجل كسب صوته. ففي زيارة لهما لموقع (تل أبو الندى) العسكري المطل على مدينة القنيطرة السورية المحتلة، قاما بها في الرابع من الشهر الحالي، ذكرا في تصريح مشترك “لن ننسحب من هضبة الجولان”،
موقف الجنرال عانتس من الجولان لم يكن جديدا، بل في حقيقة الأمر هو أحد مبادئه من الصراع العربي الإسرائيلي. ففي خطاب له في التاسع والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أشار الجنرال إلى مواقفه بشأن المنطقة حيث اقترح مواصلة سياسة الوضع القائم مع تعزيز الكتل الاستيطانية الموجودة، والقدس المحتلة الموحدة عاصمة لإسرائيل، والاحتفاظ بغور الأردن والسيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على كامل "أرض إسرائيل"، مع الاحتفاظ بهضبة الجولان السورية.
إن سباق التصريحات على ضم الجولان بين المتنافسين على مقعد رئاسة الحكومة، يظهر بكل وضوح، أن هضبة الجولان أصبحت جزءاً من الإنتخابات للكنيست الحادي والعشرين، وليس من المستبعد أن يكون الجولان أيضاً جزءاً من صفقة القرن الأميركية (الترامبية) والتي باتت قاب قوسين أو أدنى من الظهور .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة