الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

حماك الله ديرحنا من شر كل الفاسدين/ بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 23/10/19 08:57,  حُتلن: 12:00

بحفظ الله ورعايته لم تقع جريمة قتل بحق الشابان يزن حمود ومؤيد سالم، عندما اطلقت النار عليهم من مسافة قصيرة ، من قبل شاب من نفس القرية. وقد وقع هذا الحادث وقوع الصاعقة على مجمل اهالي ديرحنا بشكل عام.

ان هذا العمل الاستنكاري لم يكن من عاداتنا وتقاليدنا العربية وديرحنا كانت وستبقى ان شاء الله قلعة من قلاع شعبنا الوطنية هكذا كانت وهكذا ستبقى. ان هذا الشاب وعلى ما يبدو بأن غرر به للقيام بهذه الاعمال الاجرامية التي استنكرت من قبل معظم سكان البلد حيث كاد هذا الحدث ان يؤدي الى انهاء حياتهما. والشابان هما يزن حمود صاحب محلقه وقد اصيب بإصابة خطيرة والاخر مؤيد سالم طالب يدرس الطب خارج البلاد كان متواجدا في المحلقة، وبرعاية من الله نجيا الشابين من الموت المحقق.

قد وقع هذا الحادث وقوع الصاعقة على مجمل اهالي ديرحنا بشكل عام حيث ان لم تشهد هذه القرية بتاريخها الطويل مثل هذا العمل الاجرامي، وعلى اثر هذا الحدث اعلن اضراب شامل قد شمل المدارس وكل المحلات التجارية في القرية وذلك احتجاجا على هذا العمل الغير مقبول الخارج عن اصول وتقاليدنا العربية الاصيلة.
ان مثل هذا العمل قد اساء لسمعة ديرحنا بشكل عام ويسيء لسمعة شعبنا كله، لقد سئمنا وقرفنا كل القرف من ما نسمعه ونقرأه وما نراه من صور لضحايا هؤلاء المجرمون حتى اصبح المرء القارئ لا يريد الاطلاع على صحافة اخر الاسبوع لما يراه من مناظر مأساوية يندي لها الجبين على صعيد قرانا ومدنا العربية.

وعلى اثر وقوع هذا الاعتداء الاثم شكلت لجنة من قبل ال حمود لمتابعة وتداعيات هذه المشكلة، ومعالجتها بالطرق الحضارية الانسانية ومنع أي عملية ردود فعل من قبل بعض الشباب اصحاب الرؤوس الحامية والمحافظة على السلم الاهلي وعلى استمرارية العلاقة القائمة منذ الازل، والمحافظة ايضا على النسيج الاجتماعي الاصيل التي عاشته ديرحنا على مر تاريخها الطويل. وبالإضافة ايضا العمل على ايصال كل ذي حق حقه دون انتقاص وان ينال كل من تورط في هذا الاعتداء الاثم الذي كما ذكرت سابقا لم يسبق ان حدث في تاريخ هذا البلد.

كنا وسنبقى نرددها كذلك اليوم وباحتفالاتنا واهازيجنا الشعبية المحلية منذ نعومة أظافرنا ديرحنا زينة بلاد الجليل بمعنى ان التعايش السلمي والتفاهم والتعاون المشترك تعودنا وتربينا عليه منذ الازل. ان هذه البلدة الحبيبة الغالية على قلوب كل المخلصون اثبتت بانها قلعة من قلاع شعبنا الوطنية بحيث انطلقت منها شرارة يوم الارض الخالد الاول عام 1976 هذه هي ديرحنا وهكذا ستبقى ان شاء الله، وان كل القوة الوطنية الشريفة بتلاحمها ووحدتها داخل القرية لا ولم ولن تسمح وتتسامح مع مثيري الشغب والقلاقل هؤلاء الخارجون عن المألوف والمتبع من حسن الجوار والتحاب والتعاضد ما بين جميع المكونات المجتمعية على انواعها المتعددة بمختلف الاتجاهات السياسية والاجتماعية وغيرها.
على الصعيد المحلي وبنوايا حسنه ومن اجل فتح الابواب لإحلال السلام وافق الاخوة من كبار ال حمود على حضور وفد من قبل الاخوة الخلايلة لبيت السيد محمد خليل حمود جد الشاب المصاب يزن حمود وقد تزامنت زيارة وفد ال خلايلة زيارة لوفد كبير من الاخوة من مدينة سخنين، جاؤوا مشكورين جدا لتهدئة النفوس والخواطر والاطمئنان على حالة الشابان اللذان اصيبا بإطلاق النار من قبل شاب ينتمي لآل خلايلة.

وقام الوفد السخنيني ايضا بزيارة الشاب المصاب مؤيد سالم للاطمئنان على صحته بعد خروجه من المشفى. اما نحن من جانبنا لا يسعنا الا ان نقدر تقديرا كبيرا ونثمن هذا الدور الكبير لهذا التفاعل والتضامن الإنساني السخنيني الكبير، ومنع وقوع مضاعفات على ارضية الحدث الذي حصل وان هذا الوفد حمل رسالة الحب والاخلاص لأطراف الخلاف ولديرحنا بشكل عام وكان لهذا الوفد توجهه وبُعده الوطني للتآخي وفض الخلافات المحلية بشكل عام وبالطرق السلمية يتراضى بها كل اطراف الخلافات على صعيد مجتمعي عام.

لقد سئمت جماهيرنا العربية واصبح وضع مقرف ومقزز لهذا الذي يحصل شبه يومي وقد يكون ساعاتي في وسطنا العربي من اعمال قتل واجرام واطلاق الرصاص، حتى ان بيوت الافراح لم تسلم من اعتداءاتهم. تكاد الامور ان تصبح اكثر سوءا لدرجة تخوف الام من ارسال ابنها لاقتناء بعض الحاجات من الدكان القريبة من البيت.
ومن هنا اناشد هؤلاء الشباب التروي والاحتكام الى التعقل والتنبه وان لا يكون الرصاص هو الوسيلة الوحيدة لحل الاشكاليات السائدة هنا وهناك ما بين الشباب وغيرهم. واقول كفى لهذا النهر الهادر من دماء بعضنا البعض. كفى لهذا النهر الجاري من الارامل والايتام والمآسي التي تجلب الويلات على الامهات والاباء وفلذات اكبادهم الذين يقتلون وبشكل يومي بالرصاص.

فتعالوا ايها الناس تعالوا نستعمل لغة الحوار ولغة النقاش البناء وبشكل حضاري انساني ومن خلاله من الممكن جدا ان نجدي من حقوقنا اكثر بكثير مما نجديه من طريقة العنف واطلاق النار وترميل النساء وتيتيم الاطفال الذين لا ذنب لهم بما حصل. ومن هنا اقول كفى كفى كفى سفكا للدماء لقد سئمنا مما نراه ونسمعه وزاد الشعر شيبا لهول الاحداث الجارية على ساحتنا العربية وهل من متعظ؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة