الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:02

سليمان إغبارية... محاولة قتل قيادي جماهيري

أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/01/21 14:01,  حُتلن: 16:58

المركز في عملية إطلاق النار على الدكتور سليمان إغبارية القيادي في المجتمع العربي وأحد كبار رموزه، بلاحظ أن الهدف من هذه العملية هو قتل الدكتور سليمان. فهو لم بتعرض لطلقة رصاص واحدة بل لعدة طلقات متفرقة في جسمه مما يعني أن مطلق النار كان يستهدف قتل القائد سليمان إغبارية. مجرمون بكل معنى الكلمة. عملية إجرام حقيقية تم تنفيذها بحق إنسان عاد من تقديم واجب العزاء في كفر قرع لضحية من ضحايا الإجرام في المجتمع العربي.

رحمة الله كانت أقوى من رصاصهم. صحيح أن الدكتور سليمان يرقد في المستشفى للعلاج، لكن حالته مستقرة ولا خطر على حياته رغم الرصاص الذي انهار عليه. الدكتور سليمان (أبو الأنس) يمارس حياته بشكل عام تحت شعار "كن مع الله ولا تبالي". فقد كان أبا الأنس مع الله ولذلك لم يخف من أعداء الله الذي أفشل مخططهم لقتله.

السؤال المطروح الآن: من له مصلحة في إسكات الدكتور سليمان إغبارية في المجتمع العربي؟ عندما نعرف مزايا ومهام "أبا الأنس" في مجتمعه نرى كم أن هذا المجتمع بحاجة إلى أمثاله، ومن غير المعقول وجود جهة عربية تريد قتل الدكنور سليمان حتى ولو لأسباب سياسية، لأن كافة ممارساته تصب في خدمة مجتمعه. فهو شخص جماهيري معروف في المجتمع العربي وأحد قياداته، وشغل منصب رئيس بلدية ام الفحم سابقا، ويشغل رئيس إدارات عدد من المؤسسات والجمعيات والمنظمات الاهلية والمدنية التي تعمل لصالح المجتمع العربي، ويقوم ببناء علاقات مع منظمات ومؤسسات كثيرة خاصة المؤسسات الاقتصادية داخل وخارج البلاد، ويضحي بوقته من أجل نشاطات وفعاليات اجتماعية وتطوير مواضيع اجتماعية ومشاريع ذات طابع جماهيري.

وإذا كان شخص قيادي بهذا المستوى تخلى عن عمله في عيادة طب الأسنان من أجل أن يتفرغ لخدمة شعبه فكيف يمكن أن يكون له أعداء في مجتمعه؟ وكما قال فضيلة الشيخ كمال خطيب:" لا يستحق أن يوجه إليه اليوم رصاص الغدر والقتل والإثم، مع ذلك ببركة حسنات وأفعال الدكتور سليمان سيخرج منها سليما إن شاء الله"

إذاً ونتيجة لما تبين، فإن من أقدم على إطلاق الرصاص على الدكتور سليمان لم يكن بدوافع شخصية بل بدوافع أكبر من ذلك بكثير، بمعنى دوافع لها أهداف معينة من جهة معينة تريد للدكتور سليمان النزول عن قمة العطاء، وأن تبعده كلياً عن خدمة مجتمعه، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة هي التخلص منه. إذاً كل شيء واضح كم أعتقد.

الدكنور سليمان مواطن من هذا الوطن. وانطلاقاً من مواطنيته وشهرته ومركزه كقيادي في مجتمعه الذي هو جزء من هذه الدولة، يجب أن يهتم المسؤولون عن الإعلام الرسمي بالحدث الذي تعرض له الدكتور سليمان. وما حصل هو العكس تماماً. استمعت إلى نشرتي أخبار رسميتين وراجعت موقعاً رسمياً فلم أسمع أو أجد خبراً عنه. أليست هذه عنصرية؟ صحيح أن الدكتور سليمان بغنى عن هذا الإعلام، وكفاه الإعلام على صعيد العالم العربي وغيره، لكن ما أردت الإشارة إليه هو "التمييز العنصري".

مدينة ام الحم لم تسكت على ما تعرض له ابنها من اعتداء غاشم. فقد انطلقت تظاهرة عند مدخلها ، تنديدا بجريمة إطلاق النار على القيادي إغبارية وتقاعس الشرطة عن حماية المجتمع العربي، والمطالبة بتحرك عاجل لإيقاف شلال الدماء. وهتف المتظاهرون الشعارات المنددة بأعمال العنف، معبرين عن احتجاجهم على تواطؤ الشرطة وتقاعسها عن منع الجريمة في المجتمع العربي، لجنة المتابعة للجماهير العربية قالت في بيانها حول الحدث "انها تدين استمرار انفلات الجريمة في مجتمعنا العربي، والتي تحصد الأرواح أسبوعيا، ومعهم جرحى ومصابين، في الوقت الذي تستمر الشرطة، وبأوامر عليا، التواطؤ مع الجريمة، لا بل وتعتدي على المتظاهرين الذين يحتجون على استمرار واستفحال الجريمة".
لجنة المتابعة أفهمت السلطات الرسمية أنه "لا بديل عن تصعيد الكفاح ضد الجريمة والمتواطئين معها، وضد انتشار السلاح، تحت بصر أجهزة تطبيق القانون وتوحيد الجهود الشعبية وفي مواجهة عصابات الاجرام وتجار السلاح ورعاتهم في شرطة وحكومة اسرائيل". حتى أن المتابعة وجهت رسالة معينة للشرطة في بيانها مفادها:" إن الإغلاق لن يمنع النشاطات الكفاحية التي تعد لها المتابعة، في إطار تصعيد المعركة".

جريمة قتل متعمدة تقع بعد يومين من مقتل الشاب سليمان مصاروة في كفر قرع. إنفلات أمني بكل معنى الكلمة. المعلومات تتحدث عن وجود 400 ألف قطعة سلاح في السوق السوداء (غير السوق البيضاء) يعني السلاح المرخص. كبف ذلك يا شرطة إسرائيل؟ كيف؟ من أين يأتي هذا السلاح؟ ألستم أنتم المسؤلون عن ذلك؟ ألستم أنتم (نظرياً) مخولون بالأمن والأمان أم أن المجتمع العربي له حالة خاصة بالنسبة لكم؟ هل تجرأوا على قول الحقيقة؟
 

مقالات متعلقة