الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 18:01

فوائد تعليم السلامة في سنّ صغيرة- مالك محمد سلهب

مالك محمد سلهب
نُشر: 24/01/21 02:08

يؤدي دمج السلامة والصحة المهنية في التعليم إلى تحسين قدرات الطلبة على تحديد المخاطر، ويمكن أن يولّد الاهتمام بمهنة الصحة والسلامة المهنية.

كنت قد كتبت في مقال سابق حول قلة الوعي بأمور السلامة والصحة المهنية في مجتمعاتنا العربية، وذلك نظرا لما نعايشه يومياً من زيادة في عدد الحوادث وما ينتج عنها من إصابات ووفيات وخسار مادية فادحة، وقد تم اختزال قلة المعرفة هذه بمصطلح انعدام (ثقافة السلامة والصحة المهنية).وقد تمت الإشارة آنذاك الى بعض الآليات التي من شأنها زيادة وعي جميع افراد المجتمع حول الارتقاء بثقافة السلامة والصحة المهنية ومنها ادراج برامج ومساقات السلامة والصحة المهنية في المراحل التعليمية بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية من خلال تصميم المناهج المناسبة والتدريب لتصبح جزءا من ثقافة الأجيال القادمة.
حيث أظهرت الدراسات وحسب إحصائيات إصابات العمل المسجلة، إلا أن العمال الشباب وصغيري السن أكثر عرضة للإصابة في أماكن العمل المختلفة، ويرجع ذلك الى أنهم حديثو العهد في مكان العمل، بالإضافة إلى أنهم أقل خبرة ولم يتلقوا التدريبات الكافية حول مخاطر بيئة العمل وكيفية الوقائية منها.

ففي عام 2013، نشرت الوكالة الأوروبية للسلامة والصحة المهنية في العمل (EU-OSHA)، تقريرها حول السلامة والصحة المهنية والتعليم بعنوان (نهج مدرسي متكامل)، حيث تمت الدعوة إلى دمج التوعية بإدارة المخاطر وإدارة السلامة والصحة المدرسية في جميع الأنشطة التعليمية.
ويعزى ذلك في أنه إذا بدأ الأطفال في التعلم عن السلامة والصحة المهنية وتحديد المخاطر منذ الصغر، فسيصبح ذلك جزءًا طبيعيًا من كيفية أدائهم لأي عمل يقومون به وحتى أثناء لعبهم اليومي. وهذا يمنحهم تصورًا إيجابيًا عن السلامة والصحة المهنيتين يمكنهم تطويره حتى مرحلة البلوغ؛ مما قد يشجعهم أيضًا على التفكير في مستقبل مهني في مجال الصحة والسلامة المهنية.
وبدوره يؤكد معهد الصحة والسلامة المهنية (IOSH) على أن مساعدة الأطفال على إدراك المخاطر منذ الصغر سيمنحهم مهاراتٍ حياتية قيمة ستنتقل معهم في مراحلهم العمرية المقبلة.
وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي من شأنها تعزيز المعرفة بالسلامة والصحة المهنية في المدارس والجامعات:
تدريب المعلمين على تحديد المخاطر وطرق السيطرة عليها، وذلك من خلال دورات متخصصة في السلامة والصحة المهنية.
التركيز على التلمذة المهنية في مجال الصحة والسلامة المهنية في السنة الأخيرة لطلاب المدارس الثانوية.
دمج مساق السلامة والصحة المهنية في المناهج الجامعية، وذلك لتحضير الطلاب لعالم العمل؛ من أجل أن يكونوا على وعي ودراية بالمخاطر المحدقة بهم.

الكاتب: مالك محمد سلهب - مدرب واستشاري السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة
MSc. OSH/IOSH/IIRSM
 

مقالات متعلقة