الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

الشاعرة سميرة فرحات ياسمينة جولانية

بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 31/01/21 14:23,  حُتلن: 17:07

سميرة فرحات شاعرة أنيقة، مرهفة النبض والاحساس، مجبولة بالشعر، وصوت عذب ياسميني قادم الينا من بقعاتا في أعالي الجولانالسوري.

تعمل سميرة في مجال الحسابات، أحبت الكتابة مند الصغر، وشغفت بالشعر. كتبت وتكتب الخواطر والنصوص الأدبية، نثرًا وشعرًا موزونًاوزجلًا. انقطعت عن الكتابة، لكنها عادت من جديد وبقوة الى المشهد ذالشعري والأدبي في العام ٢٠١٥، وسجلت رقمًا مميزًا على دربالابداع الشعري. واستطاعت في فترة وجيزة أن تثيت حضورها ومكانتها من خلال النشر على صفحتها في الفيسبوك، والمشاركة فيالندوات والأمسيات الشعرية .

سميرة فرحات مترعة بالمشاعر والعواطف الانسانية الجياشة، وتملك الحس الشعري والأسلوب الادبي الشفاف، بارعة في التفنن اللفظي،وسبك العبارات ورسم اللوحات.

ومن ناحية السبك والبناء واللغة الشعرية والصور الحسية والاستعارات فهي على مستوى جيد، ونصوصها في منتهي الرقة والشفافية. وتسعى دائمًا الى تطوير نفسها والارتقاء من خلال التجريب والاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها وتعميق القراءات، البوابةالسحرية للتحليق عاليًا. وتمضي ببساطتها وعفويتها نحو تطوير أدواتها الفنية والفكرية، حيث البساطة والعفوية من أهم الأسس التي يبقومعليها الشعر..

نصوص سميرة فرحات ذات طابع رومانسي ووجداني، يغلب عليها الحس الانساني والبعد الذاتي ونزعة التأمل والمسحة الروحية. فهي تكتبعن الحب والأنثى، والانسان، والوطن، والطبيعة والارض والجمال والحزن والفرح والحياة والجرح السوري النازف، وتأسى للدماء التي اريقتفي السويداء، وترثي شهداء المجزرة الرهيبة.

وتأتي قصائد سميرة فرحات بلغة شعرية تعبيرية تتسم بالتشكيل المتسق والايحاء الشفيف والترميز المدهش.

وتتضح هذه السمات الفنية والاسلوبية في أغلب نصوصها، ونختار منها هذا النص العابق بشذا الياسمين ..حيث تقول :

أخبريني ... كيف يُزهِرُ الحرفُ نبضاً

على أكفِّ السطورْ

وكيفَ تصبحُ الكلماتُ ....براكينَ عزٍّ

ما أن تختبرَها الأقدارُ حتى تتململ وتثورْ

وكيف ينامُ الوعدُ ليلاً

ويباتُ حبّات لؤلؤٍ على وجنةِ صباياكِ

فيزهرُ ورداً على خدِّها المسحور...

أخبريني....

كيف يتلظى نقاءُ الياسمينِ... ولا يغضبْ

كيف تسهرُ عيونُ الأباةِ .... ولا تتعبْ...

كيف تنبعُ فيكِ ينابيعُ النورِ ... ولا تنضبْ...

كيف يُقدمُ الرجالُ على الموتِ زحاما

وكيف يؤجلُ الأطفالُ بكاءَهُم انتقاما

وكيفَ تشتعلُ كلُّ أطرافِ ثوبِكِ.... وتصمدينْ

يا سيدةَ العِزِّ والرياحينْ

ولدى سميرة فرحات قدرة فنية لماحة في التقاط الفكرة وتشكيلها بصورة ابداعية مدهشة، وتقوم قصيدتها على عنصر التكثيف والاختزاللتقديم صورة فنية تعتمد على المشهدية.

وفي الاجمال، سميرة فرحات ياسمينة جولانية، تمتزج في نصوصها دموع القلب باهازيج الروح، وتعبر من خلالها عما يدور في خلدها، ومايخالج نفسها وما تبثه روحها من أهازيج، وفي أشعارها رونقًا خاصًا من الجمال والبهجة والمتعة الجمالية. ولغتها جميلة وكلماتها بليغة،وموضوعاتها حياتية وانسانية تطرح قضايا روحية ونقسية، والشعر بالنسبة لها نبض الروح ودماء الشرايين.

فللصديقة الشاعرة الجولانية الف تحية، ونتمنى لها مستقبلًا شعريًا زاهرًا مخضوضزًا، ومزيدًا من التألق والابداع.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة