شكوى من السماء
أشتكى القمر للحجر
سائلا: أين البشر؟؟
أين السّاهر والسّامر والنّاظر والمنتظر ؟؟
ألم يعد بالكون الا سكون القبر؟؟
توارى الخير بين الحفر ..
أين المتهجّدون قبيل السّحر ؟!
اين الطّائر المغرّد والفراش المنتشر ؟؟
وانامل الشّمس المغازلة على الشّلال المنهمر ؟
أين الحضارات؟؟ اسكبت جميعها بالنهر على يد مغول وتتار ؟؟
تنهّد الحجر فاجاب وقد تصدّع قهر
ضاق الكون ولم يعد للجمال صور ومنظر
ولم يعد للحسن بين الاهداب مقرّ
والحزن رمى وشاحه ومنه لا مفرّ
وتبعثرت الاماني والاحلام كالقطرات من قارورة عطر
حرقت معالم البشريّة بلهب وشرارة تنور
والشّر استشرى وإنتشر
الطّيبة والخير تبحث عن مستقرّ
جابت خلجان الكون ففنارها قد اندثر
فقد سمع القمر بالخبر وأشتكى باكيا للحجر
أعادت ورقاء السّلام من التّرحال والسّفر ؟؟
اوغصن الزيتون عالق بين أرض وبحر ؟؟
والدّعاء همسات بين سرّ وجهر
رافعة عيونها متضرّعة لعليّ القدر
ربي أرحم البشريّة من بؤس وعسر
فسدّت الأرض على يد البشر
فنور الشر وشوكه أزهر
براثن الشّيطان تجوب بالاذهان من الاصيل لبزوغ الفجر
أشتكى القمر للحجر ....سائلا : كيف المفرّ؟؟ كيف المفرّ ؟؟
المال والمنصب اصحاب القصر
سلاطين وملوك عربدوا على أهل الفكر
لم يعد قيمة لعالم،وذو يراع وشاعر
والجهل عربد وانتشر
فترامت الجثث برصاصة وطعنة خنجر
مجرم حرّ ومجتمع تستّر
ضاع الضّمير ولم يبق منه اثر ....
بقلم :رشا وتد 3-3-2021