الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 10:02

فليتسا لانغر.. لا تنسوا هذا الاسم

بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 22/06/21 14:38,  حُتلن: 16:04

فليتسا لانغر..
هي حقوقية انسانية صاحبة ضمير حي، سطع نجمها في مجال الدفاع عن حقوق الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، بالتزامن مع تصاعد الصوت الفلسطيني الرافض للاحتلال، وفي المقابل بتشديد السلطات الاسرائيلية قبضتها الحديدية على الفلسطينيين ووضع المئات والآلاف منهم في السجون لا لسبب الا لانهم طالبوا بالحرية وعملوا من اجل رفعة الحياة والعيش بكرامة. غادرت فليتسيا عالمنا في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، وكانت وفاتها بتاريخ الثاني والعشرين من حزيران عام 2018. وقد نعتها يوم رحيلها من عالمنا البعثة الفلسطينية في المانيا واصفة اياها بمناصرة الحقوق الفلسطينية.
ولدت لانغر عام 1930. في بولونيا. لابوين يهوديين، وغادرت بلادها برفقتهما الى الاتحاد السوفيتي سابقا، بعد الاحتلال النازي لبولونيا.
عام 1953 وفدت الى اسرائيل، برفقة زوجها، ودرست الحقوق في الجامعة العبرية. عام 1965 افتتحت مكتبًا لها. في تل أبيب. بعد الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. الضفة الغربية وقطاع غزة، عام 1967، تحوّلت لانغر للدفاع عن قضايا الاسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية، وبرزت واحدةً من اشد المحامين قوة في مقارعة المحاكم الاسرائيلية في هذا المجال. وما زال الاسرى الكبار يذكرونها ويذكرون اياديها البيضاء المناصرة لهم، وقد سجلت لانغر تجاربها مع الاسرى والمحاكم في عدد من المؤلفات. نذكر منها. بأم عيني. اولئك اخواني ومن مفكرتي.
دافعت لانغر عن الاسرى الفلسطينيين عبر عقدي السبعينيات والثمانينيات، ما حدا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس-ابو مازن لتكريمها بجائزة فلسطينية رفيعة المستوى.
في عام 1990، انتقلت لانغر برفقة زوجها الى المانيا الاتحادية، بعد ان عافت افة العنصرية المقيتة في اسرائيل، وقد واصلت خدمتها للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر الانساني من هناك.
قضت لانغر حياتها العملية منذ اواخر الستينيات حتى التسعينيات.. وما بعدها.. خادمةً امينة لقضابا التحرر الانسانية، متحلية بمواقف ضميرية اخلاقية رفيعة. واذكر انني التقيت بها في اواخر السبعينيات في بلدتي الناصرة. بعد ان زارتها برفقة الكاتب اميل حبيبي.. ومما اذكره، ولا انساه. انها كانت تفيض رقةً، لطفا وحدبًا على الاسرى الفلسطينيين في كل نأمة وحركة.. رحم الله لانغر.. فقد غلبت انسانيتها يهوديتها.. وقدّمت بحياتها ونضالها طوال ايام عملها صورة للمحامي صاحب الضمير الحي والموقف الاخلاقي السامي. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة