من يصدق أن اليميني المتطرف المستوطن نفتالي بينيت، الذي شاء القدر أن يصبح رئيس حكومة إسرائيل لظروف سياسية معينة، أنه سيقوم بدور “حمامة سلام” بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي. كيف يمكن ليميني مثل بينيت له تاريخ أسود في الاستيطان وفي دعم احتلال الأرض الفلسطينية واستباحة المقدسات الإسلامية وطرد فلسطينيين من بيوتهم في القدس، أن يجعل من نفسه وسيط سلام؟ بينيت يصح وصفه بوسيط حرب أو وسيط إستسلام وليس وسيط سلام، لأن وسيط السلام لا يمكن أن يكون محتلاً.
كيف يمكن أن يكون بينيت وسيط سلام وهو داعم فعلي لصديقه بوتين في حربه ضد أوكرانيا، علماً بأن بوتين نفسه رفض عقد لقاء قمة في إسرائيل مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي كان صاحب المبادرة في عقد لقاء قمة بينه وبين بوتين في تل أبيب.
قناة (كان) الإسرائيلية ذكرت بكل وضوح نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية "أن التدخل الإسرائيلي بين روسيا وأوكرانيا ليس له أي تأثير على الأرض، وأن المحادثات التي يجريها نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بين بوتين وزيلينسكي ليس لها أي تأثير على أرض الواقع حاليا."
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });بينيت يقوم بزيارات مكوكية إلى موسكو وبرلين ويجري اتصالات مع رئيس أوكرانيا، على أمل أن يحقق شيئاً ما، وهو يعرف تماماً أن لا إمكانية لنجاح جولاته هذه ولن تحمل إسرائيل لقب (صانعة سلام) من خلال جهود الوساطة (الكاذبة) التي تقوم بها بين روسيا وأكرانيا. رئيس الحكومة بينيت قام السبت الماضي بزيارة إلى موسكو، والتقى على مدى ثلاث ساعات بالرئيس بوتين، الذي لم يقتنع بجدوى اللقاء الذي طرحه بينيت على بوتين بعقد لقاء قمة مع نظيره الأوكراني زيلينسكي. وبعد موسكو، غادر بينيت إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس، كما هاتف زعماء أوروبيين، على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكل تلك الجهود تمت طبعاً بموافقة الإدارة الأمريكية، لكنها لم تسفر عن أي شيء.
زيلينسكي وحسب صحيفة "هاآرتس" العبرية هو صاحب اقتراح عقد لقاء القمة مع بوتين، وهو الذي اقترحه على بينيت أملا في أن يكون لرئيس الوزراء الإسرائيلي تأثيراً إيجابياً على المفاوضات مع روسيا، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار بين البلدين. لكن لا أمل في ذلك لغاية الآن، رغم أن زيلينسكي تحدث هاتفيا مع بوتين أربع مرات على الأقل للاطلاع على آخر ما أسفرت عنه جهود الوساطة الإسرائيلية.
المحلل السياسي سيفر بلوتسكر المعلق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أصاب الحقيقة عندما قال في تحليل له حول موقف بينيت من الحرب الدائرة في أوكرانيا:" علاقات إسرائيل مع روسيا تتواصل وكأن روسيا بوتين لم تكن دولة منبوذة، وأن الاعتبار الأخلاقي، ولا حتى التلميح بالاعتبار الأخلاقي، لا يمر على أصحاب القرار في إسرائيل. ليس لنا إلا المصالح، ولا مبادئ".
وبالرغم من أن السفير الأوكراني في إسرائيل يفغين كورنيتشوك ، وحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" اتهم إسرائيل بأنها خائفة من روسيا، مما يعني أن بينيت يختبيء وراء الحيادية لإرضاء بوتين، إلا أن المحلل السياسي لصحيفة يديعوت كان أكثر وضوحاً في انتقاده. فقد قال موجهاً كلامه إلى القيادة السياسية في دولة قانون القومية:" هناك معجبون في إسرائيل بقوة الرئيس الروسي بوتين وطموحاته الإمبريالية وطغيانه، وأكاذيبه وباستخفافه بالرأي العام المتنور. ومن الأفضل(بالنسبة لهم) أن تستسلم الدولة المارقة المجاورة لروسيا العظمى، أي أوكرانيا، لمطالب جارتها الجبارة وتتخلى عن سيادتها."
مرة أخرى يحاول بينيت التوسط ولكن على ما يبدو بدون نتيجة. القناة السابعة العبرية تحدثت مساء أمس الإثنين عن مكالمة هاتفية أجراها بينيت مع الرئيس الروسي بوتين، في إطار (جهوده؟!) للتوصل إلى حل لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا. المكالمة التي استغرقت ساعة ونصف، والتي أجراها بينيت مباشرة بعد انتهاء جلسة الحكومة، تناولت ، حسب بيان الكرملين، الوضع في أوكرانيا.
بينيت، رأى نفسه مضطراً لإطلاع الرئيس الأوكراني على فحوى المكالمة مع بوتين ولذلك سارع إلى الاتصال به وأخبره بما جرى مع بوتين. ويبدو أن العبثية هي سيدة الموقف لعدم وجود نتائج ملموسة لمحاولات بينيت.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio