قصة

قراءة في قصة الأطفال "لون المحبّة"/ بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم 16:43 24/03 |
حمَل تطبيق كل العرب

 

القصة : لون المحبّة للكاتبة سُمية أبو حسين

معدّة للأطفال من جيل 3-8 سنوات

تقع في 29 صفحة .

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

الغلاف : لوحة طبيعيّة جميلة .

رسومات : رعد عبد الواحد.

تصميم وانتاج : شربل الياس.

النّاشر : مكتبة كلّ شيء – سلسلة براعم الزّيتون

سنة الإصدار 2021

المدخل والفحوى : تحكي القصة عن اللون الأبيض الذي ضاق ذرعًا في مكان سكناه، فقرّرَ أن يهاجر بعيدًا ، فاجتمع الى اصدقائه الألوان وأخبرهم بقراره ، فحزنوا حُزنًا شديدًا ، وقرّروا ان يرسموا لوحة طبيعيّةً جميلة ويهدونها له تذكارًا منهم ، فخطّ كلُّ لونٍ من الألوان بريشته ما يروق له وما يلائمه ، فخطّ اللون الاخضر أشجارًا ، وخطّ الاحمر أزهارًا، وخطّ الاصفر شمسًا مشرقةً ورسم الأزرق سماءً، فجاءت اللوحةُ جميلةً بهية .

وفي اليوم التالي اجتمعت الألوان الى صديقهم اللون الأبيض وقدّموا له اللوحة ، فسُرَّ أيّما سرور ، وسرعان ما قرّر أن يضيف بعض لمساته على اللوحة ، فوضع لمسة هنا ولمسة هناك ، فراحت اللوحة تُحلّق في سماء الجَمال ، فانبهر انبهارًا جميلًا جعله يعيد النّظر في موضوع الهجرة ، الى أن عَدَل أخيرًا مُفضّلًا أن يبقى في وطنه بينهم يُكمّلهم ويُكمّلونه.

المعنى البعيد : أنّ لكلّ فرد منّا مهما كان لونه وعمله وعطاؤه وقدراته ، مكانته الخاصّة في المجتمع والحاجة اليه ، فالكلّ يُكمِّل الكلّ ، فمثلما نحتاج الى المعلّم والطبيب ، نحتاج ايضًا الى النجّار والحدّاد والفلّاح، فلكلّ واحد بهاؤه وجماله ورونقه.

أسلوب الكاتبة : جميل ، سلس ، ملوّن ومُعطّر بفوح عطر الطبيعة ، وإن كان في نظري أنه فوق قدرة وفهم أطفال الثلاث سنوات.

الرسومات : جميلة فعلًا ومُعبّرة وأنيقة ، تركت في نفسي أثرًا جميلًا ، فغردت الطبيعة على كتف الرّوابي قصائد وَجْد.

ملاحظات على هامش القصة :

1- عنوان القصة " لوْن المحبّة" أنيق..... كيف لا ؟!!! والمحبّة هي المفردة الوحيدة الجامعة لكلّ الخِصال الحميدة في الكون ولا غرو أن قالوا: انّ الله محبة.

2- عبقت القصة بمفردات تجعل الطّفل بل قل الكبير أيضًا يُحلّق في فضائها مثل :

وبمحبّةٍ غامرة ، وارفة الظِّلال ، أضفى عليها رونقًا وجمالًا ، أجرى ريشته النّاصعة.

3- تدعو الكاتبة ومن خلال القصة الى أن نتمسّك بالارض والوطن ولا نهاجر ، فالوطن يحتاج الينا كما نحن له.

4- النهاية مختصرة وشاملة وتلفت النّظر : فطارَ التصفيق وملأ الفضاء.

والخلاصة : القصّة جميلة ، هادفة ، تفوح منها رائحة الانسانيّة والتشبث بالأرض والوطن .

تمنياتي للكاتبة سمية أبو حسين أن تتابع المسير في دروب قصص الاطفال، ففيه ومن خلاله نفرش لأطفالنا بساطًا اخضر يوصلهم الى المستقبل الآمن والبهيّ.