في كل عام يثار نفس الجدل أيّهما أصح صيامنا أم صيام السّعودية ؟ وفي هذا العام أيّهما أصح صيامنا أم صيام الأردنّ ؟ وينتهي رمضان والناس يخوضون في المسألة بين مؤيد للسعودية وبين مؤيد للأردن .
والحقيقة صيام السّعودية صحيح وصيام الأردن صحيح لأنه كلّه قائم على إجتهاد مشروع فالسّعودية صرحت بالرؤية وشهد شاهد على ذلك وهو يتحمل مسؤولية شهادته عند الله تعالى والأردن تعذرت عندها الرؤية وهي تتبنى كلام الشافعية بذلك أنه إذا اتفق علماء الفلك على عدم إمكانية الرؤية فلا تقبل الشهادة ولهم اجتهادهم ودليلهم .
نعم لا شك أنّ صيام الأمة بيوم واحد هو ما نتوق إليه ونؤيده وهو قول الجمهور بناء على قولهم أنّ رؤية بلدة للهلال تلزم جميع البلاد الإسلامية ولكن إن لم يتحقق ذلك فلا يعني أن الإسلام قد ثُلٍمَ ثلمة وأصيب بالصّميم ؛ المهم في الأمر أنّ أهل القطر الواحد لا ينقسمون على أنفسهم بين صائم ومفطر فهذا ما لا يقبل بحال من الأحوال كأن يكون أهل فلسطين مثلا بعضهم صائم وبعضهم مفطر .
وهذا المشهد الذي نراه اليوم قد حدث أيام الصحابة تمامًا حيث رؤي الهلال في الشّام ولم ير في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم ولكن ما الفرق بيننا وبينهم ؟ تعالوا لنعرض الرواية ونتعلم من أدبهم وسعة آفاقهم :
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });قد روى مسلم في صحيحه عن كُريب ؛ قال : " اسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بالشَّامِ، فَرَأَيْتُ الهِلَالَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ في آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنْهمَا، ثُمَّ ذَكَرَ الهِلَالَ، فَقالَ: مَتَى رَأَيْتُمُ الهِلَالَ؟ فَقُلتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، وَرَآهُ النَّاسُ، وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ، فَقالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فلا نَزَالُ نَصُومُ حتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ، أَوْ نَرَاهُ، فَقُلتُ: أَوَلَا تَكْتَفِي برُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقالَ: لَا، هَكَذَا أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ " رواه مسلم حديث ( 1087).
أخي الكريم: اطمئن لن تُسأل يوم القيامة عن صحة رؤية السّعودية أو الأردن وإنما ستسأل عن أفعالك وأقوالك وتصرفاتك وأخلاقك في رمضان ؛ فلا تنشغل بالجدل عن العمل ؛ استثمر أوقات رمضان وليكن همّك هل سأكون من المقبولين أم المحرومين ؟
اللّهم وفقنا للصيام والقيام وصالح الأعمال واشغلنا بما ينفع الإسلام والمسلمين .
أ . د . مشهور فوّاز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني ( 48 ) 1 رمضان 1443 ه
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio