يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، هو بالفعل صاحب قرار في الجامعة العربية. بمعنى أن بإمكانه أن يفعل ما يشاء في هذه الجامعة، التي تعتبر من الناحية العملية مشلولة، ولا يصدر عنها سوى بيانات، لا تترجم مضامينها إلى حيز التنفيذ. ولذلك فإن هذه الجامعة لم يبق منها عملياً سوى إسمها ومبناها في القاهرة.
صحيفة "إسرائيل اليوم" ذكرت أمس الأحد، أن بينيت، قد عمل على إيقاف مبادرة إقليمية كانت تهدف لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية. ولكن ما مضمون هذه المبادرة التي أعارها بينيت اهتماماً كبيراً؟
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });المبادرة تتضمن ثلاث نقاط أساسية: أولها، أن يطلب الأسد من جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011 بمغادرة سوريا، والثانية إعادة سوريا لجامعة الدول العربية. أما النقطة الثالثة فهي قيام دول الخليج وخاصة الإمارات بدعم الاقتصاد السوري بدلًا من إيران. هذه النقاط الثلاث تم مناقشتها مجددا خلال القمة الثلاثية في شرم الشيخ منذ اسبوعين بين بينيت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، الذي أبلغ السيسي وبينيت بمضمون اجتماعه مع الأسد.
رئيس الحكومة الإسرائيلية حسم الأمر وأصبح على فناعة تامة بأن أن بشار الأسد غير قادر على طرد الإيرانيين من بلاده، وبالتالي فإن المبادرة المذكورة غير مجدية، لأن الأسد لا يستطيع الطلب من إيران الانسحاب من سوريا. وهذا يعني أن سوريا لن تعود ثانية للجامعة العربية المشلولة. وما دام بينيت على علاقة مميزة مع محمد بن زايد الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، ومع الرئيس المصري السيسي، فليس من المستغرب أبداً أن تكون الكلمة النهائية له في قضية عودة سوريا للجامعة العربية.
قد يتساءل البعض عن دور الجامعة العربية وعن دور رئيسها في اتخاذ القرار في القضايا المطروحة. والجواب يتبين من تاريخ هذه الجامعة ومن تصريحات بعض الأمناء العامين لها, فبعد مرور عشرات السنين على تأسيسها عام 1945، بعد نهاية الحرب االعالمية الثانية،كان
من المفترض أن تتحول جامعة الدول العربية إلى مؤسسة فعالة ومؤثرة، من خلال وضع استراتيجية شاملة. لكن ما حصل هو العكس تماماً. حتى أن القضية الفلسطينية التي هي القضية المركزية للجامعة(نظرياً) لم تستطع الجامعة العمل على توحيد كلمة أعضائها بشأنها. كما أن كل مؤتمر لقمة عربية لم يأت بجديد، بل عالج الإرث المتعلق بقضايا ناقشتها القمم السابقة دون التوصل إلى نتيجة والمتغيّر الوحيد هو تكاثر التحديات والملفات المعقدة.
وبعد بداية رحلة التطبيع مع اسرائيل والتي أقدمت عليها مصر والأردن، استأنفت الإمارات،البحرين،السودان والمغرب هذه الرحلة في العام 2020. وهذا التطبيع يعني إهمال القضية الفلسطينية. حتى أن مشروع القرار الذي تقدمت به فلسطين أمام اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في سبتمبر/أيلول 2020، لإدانة التطبيع مع إسرائيل وإسقاطه قوبل بالرفض التام، بمعنى أن المجتمعين اختلفوا بشأنه.
الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حسم الأمر في هذا الصدد، وقال ذات يوم (وهو صادق طبعاً) إن "الجامعة العربية لا تستطيع منع أي دولة من التطبيع مع إسرائيل، وإن أمين عام جامعة الدول العربية لا يستطيع أن يقول لأي دولة أن تطبع أو لا تطبع مع إسرائيل".
هذا الكلام الذي صدر عن عمرو موسى، وهذه المواقف المخزية للجامعة العربية، دفعت الباحث والصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين، إلى القول: إن "إسرائيل هي الرئيس لهذه الجامعة الجامعة العربية التي أسسها الإنجليز في خضم الحرب العالمية الثانية".
ويبدو أن كوهين يعرف جيدا عرب الجامعة العربية ويعرف ما يقول، حتى لو كان كلامه ساخراً.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً).
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio