كما يقول القول الحكمة: "لله جابها وأجت"، أو كما تقول الحكمة "رُبّ ضارة نافعة"....
هاتان المقولتان تنطبقان وتُطبّقان على ما يجري في أوكرانيا وانعكاسات ذلك على العالم قاطبة وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص، وربما على القضايا العربية والاسلامية وقضايا العالم الثالث، قضايا الجنوب.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });أزمة أوكرانيا أظهرت أنّ الغرب المُداهن المُتغطرّس يتعامل مع المآسي الدولية بحسب لون الجلد ولون شعر الرأس ولون العيون، زرقاء أم سوداء!!!!! المعايير المزدوجة المقيتة في التعامل، ارث الاستعمار والعنصرية والتفرقة ما بين البشر.
استنكر الغرب ولم يقبل ولم يُصدّق مقتل ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرق في أوكرانيا، هذا الغرب نفسه بذاته بصفاته الذي صفّق دائما لمقتل ذوي البشرة السمراء والعيون السود والبنيّة والشعر الأسود المالس أو المجعّد!!
لقد تنافخ الغرب وعلى رأسهم رأس الأفعى الولايات المتحدة، واستلّوا كلّ خناجرهم نُصرة لأوكرانيا وكرها وبغضا لروسيا التي تُدافع عن أمنها القومي ووحدتها الترابية ومصالح شعبها أمام "زحف حلف الناتو"و"خندزات ودسائس" الولايات المُتحدة والدول المُنضوية تحت لوائها بما فيها إسرائيل، لأن لإسرائيل في كل عُرُس قُرُص" وهي الضليعة في قمع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية..
وهنا أستذكر كتابا من تأليف البروفيسور اليهودي التقدّمي "يسرائيل شاحاك" ترجمته من العربية إلى الاسبانية قبل سنوات تحت عنوان: "اسرائيل في العالم أسلحة من أجل القهر!!!!!
وفيه يكشف الكاتب دور اسرائيل في تسليح الحكومات الدكتاتورية في أمريكا اللاتينية وفي أفريقيا وفي آسيا، حتى بعد أن تتخلّى الولايات المتحدة عن هذه الأنظمة الدكتاتورية مثل نظام سوموزا البائد في نيكاراغوا ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في جنوب أفريقيا حينها.
أمريكا تضع خارطة العالم على الطاولة ويتحلّق حولها سياسيّوها وجنرالاتها ويؤشّرون بأصابعم: "هنا تصل جزمات جنودنا!!!!!".
وجزمات جنودهم موجودة منذ الحرب العالمية الثانية في أرجاء العالم الأربعة، في اليابان وفي كوريا الجنوبيّة، وفي ألمانيا
وقد حاولوا أن "يخنقوا" روسيّا و"يّزنّروها بحزام من الدول المنضوية في حلف الناتو. وقد ورّطوا أوكرانيا تحت وعود كاذبة واغراءات برّاقة.فهم مُتعوّدون على رسم وتنفيذ المؤامرات في الدول والمناطق العربية في سوريا والعرا وفلسطين واليمن وليبيا.
وأعتقدوا واهمين بأن الوضع مع أوكرانيا ومع روسيا لن يكون لا أكثر ولا أقل من نسخة كربون من دسائسهم المعهودة
ربما لم ينتبهوا أو تناسوا غباء وغطرسة بأن روسيا يحرسها غضنفر اسمه بوتين ، باني روسيا الحديثة والذي أرجع إليها أمجادها منذ القياصرة والوقوف أمام النازية وهزيمتها.
والحقيقة أن روسيا تختلف عن كلّ الدول الأوروبية الكبيرة، فلم تكن روسيا يوما دولة استعمارية، ولم يكن لديها مستعمرات لا تغيب عنها الشمس كما مستعمرات بريطانيا العظمى وفرنسا.
روسيا دولة محترمة، ومنذ أيام القياصرة فان اقصى ما كانت تبحث عنه هو الوصول إلى المياه الدافئة، لكن بصداقة وسلام.
وروسيا تاريخيّا لم تهاجم أي دولة بل كانت تتعرّض للغزو في عقر دارها مثل حملة نابليون بونابرت عليها وهزيمته وجيشة أمام الروس وأمام "الجنرال ثلج"، وكذلك حصل مع النازية في الحرب العالمية الثانية االتي اندحرت على أعتاب موسكو ولينينغراد وستالينغراد أمام جحافل الجيش الأحمر السوفييتي المُظفّر بقيادة الجنرال الفذ "جوكوف"، ووصل الجيش الأحمر إلى مخدع هتلر في برلين واستولى عليه.
يبدو أنّ الغرب لا يقرأ التاريخ جيدا، أو يقرأه مواربة، ويتعمّد أن يستفزّ الدب الروسي الذي هزم أعتى قوّتين، نابلون بونابرت والنازيّة. .
الغرب لا يخجل من استخدامه للمعايير المزدوجة في الأزمة الأوكرانية، أمام المعايير المزدوجة الأخرى في تعامله مع اسرائيل واحتلالها للأرض الفلسطينيّة وللشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاما.
* منجد صالح: كاتب ودبلوماسي فلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio