أقوم في الأشهر الأخيرة بتلبية دعوة مدارس ثانوية ومراكز للشباب ومراكز جماهيرية، لتمرير محاضرة عن موضوع تخص الاعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الأخبار الكاذبة، وما بات يعرف ب "فييك نيوز" ويسيطر على حياتنا بكافة الاتجاهات السياسية والاجتماعية.
يبرز بشكل واضح إلمام ومعرفة أبناء الشبيبة وأبناء الجيل الشاب بشكل جيد هذا التعريف بشكل عام، من خلال استهلاك الكثير من الأخبار والتقارير الكاذبة والفيديوهات المزورة او المركبة على أصوات مختلفة، وما يقوم به بعض البهلوانات الذين يعرفون أنفسهم ب "مؤثرين" وهم فعليًا لا يؤثرون الا سلبًا وبظواهر مقيتة من التهكم على الكبير وحتى تقديم توصيات للصبايا عن الانوثة من قبل شباب او شباب سابقين، الا ان أولادنا وبناتنا رغم معرفتهم الكثيرة الا انهم ما زالوا بعيدين عن ادراك ومعرفة وتأثير هذه الظاهرة ومخاطرها.
الكثير من أبناء الشبيبة، كما جميعنا دون استثناء، باتوا يعانون من "الإدمان الرقمي" على أجهزة تسمى انها ذكية ويتعاطون على مدار الساعة مع الفيديوهات والصور والأصوات والأخبار المحرفة وغير الدقيقة وأحيانًا ايضًا المزورة والمضللة، وهذا التعاطي يتم من عدة دوافع أولها حب الاستطلاع والمعرفة السريعة دون قراءة او تعمق بل بمجرد مشاهدة فيديو لمدة دقيقة لا أكثر، والتواجد في مجموعات مختلفة على شبكات التواصل التي هي المصدر الأساسي والرئيسي التي تضخ ك هائل من الفيك نيوز.
من هنا، عندما نسأل ذلك الصديق السباق الذي يقوم دائمًا بإرسال معلومات أو فيديوهات أو أخبار مختلفة، عن المصدر ومصداقية المعلومة، فإنه في الغالب يقول "هكذا سمعت" او "هكذا قالوا" ومن هنا تبدأ المشكلة ومن هنا يبدأ الخبر الكاذب بالتحول الى "حقيقة"، وهنا بدأت مشكلة المس بمهنة الصحافة وتم تقليص حيزها بشكل ملحوظ، من المصدر الأول قبل ثورة الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل، الى مصدر ثانوي وأحيانًا غير مركزية وحتى انها في قضايا معينة تكاد الصحافة السلطة الرابعة، تكاد تكون هامشية.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });رغم أن قانون الانترنت هو قانون حديثًا وتمت المصادقة عليه في العام 2017 الا انه ما زال ضعيفًا ولا يغطي كافة الجوانب وبالأساس لا يحمي المتضررين، وبالأساس لا يمنع من نشر المعلومات المضللة والكاذبة، لذلك ما زلنا نرى اضرار لعدة ظواهر أولها وربما اخطرها ظاهرة التنمر التي ما زال قانون الانترنت غير قادر على منعها او مكافحتها ويتم محاولة منعها او تقليصها من خلال رفع التوعية وليس من خلال القانون.
مؤخرًا صادق الكنيست على قانون سمي "منع استهلاك مضامين لحركة حماس وحركة داعش" وأخطر ما في هذا القانون ليس انه القانون الوحيد في العالم بل انه يمكن ان يجَرم كل شخص منا وخاصة من أولادنا أبناء الشبيبة، من هنا فإنني أرى أهمية كبيرة جدًا للعلم على رفع الوعي في أوساط أبناء الشبيبة لان القانون قد يضر بكل شاب وشابه خاصة في ظل سن قوانين الطوارئ قبل الحرب وفي فترة الحرب والطوارئ وما بعد هذه الفترة.
رغم أن محاضرتي عنوانها "الفيك نيوز" أبدأها بصورة لسيارة فارهة او لبيت فخم، وأقول انها ملكي وتابعة لي، وأبدأ بسرد خلفية الاخبار الكاذبة مع التشديد على ضرورة أن نتحقق من المعلومات التي نتلقاها، وفي نهاية المحاضرة عندما أسأل الحضور عن أبرز معلومة بقيت في أذهانهم في المحاضرة، فيكون الجواب -غير المفاجئ ابدًا- البيت والسيارة، هنا تكون خلاصة المحاضرة بان الصور وهمية وغير تابعة لي وانا لا املك
جلال بنا- مستشار استراتيجي كاتب ومحاضر في مجال الإعلام
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio