قصة

مملكة النهر العظيم

زهير دعيم 09:25 22/05 |
حمَل تطبيق كل العرب

كثُر الهمس وازداد التذمّر والشّكوى ، من ظلم الأسد العجوز "مبروك" والذي يحكم منذ عشرات السّنين ، مملكة الغابة البعيدة القابعة خلف الشّمس وعلى ضفاف النهر العظيم. فالجوع لحق بمعظم الحيوانات السّاكنة في المملكة ، بعد ان استبدّ وتجبَّر الملك العجوز وأعوانه ، وفرضوا الضرائب الكثيرة على الرّعيّة ، غير مهتمّين بقلّة المحاصيل وشُحّ المطر ، كما وساد جوٌّ من الرُّعب اطراف المملكة ، فللحيطان آذان ، والواشون في كلّ زاوية وتحت كلّ شجرة !

 كان الملك مرائيًا حكيمًا ، فهو يدعو كلّ الحيوانات: يا أبنائي ، يا أحبّائي . ويحلف لهم أنّه يسهر الليالي من اجل راحتهم . ولكنّ الظروف فوق طاقته ، ولكنه سيعمل من أجل تحسين الأوضاع ، فالمستقبل حتمًا سيكون أجمل وأحلى ، المهمّ أن يصبروا !!

 وصبرت الرّعيّة .... وطال الانتظار وطال الصّبر ، فهذا المستقبل الجميل الموعود يرفض أن يأتي .ولكنهم تمسّكوا بالأمل، فالملك أسد شيخ ومريض ولا بدّ له أن يرحل من هذه الدّنيا إن لم يكن اليوم فغدًا.

وفي أحد الأيام ، وصل الى مسامعهم أن الأسد مبروك يريد أن يُنصِّب عليهم خلفًا له شبله نضال ، والشّبل نضال هذا طمّاع متكبّر،  أخذ عن أبيه كلّ صفات الدّهاء، فهو حلو الحديث كوالده ، يعرف كيف ينثر الوعود ويزرع السّراب ، ويجمع الثروة الكبيرة من عرق الحيوانات وكدّهم. فغضبوا وكتموا غيظهم.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

في مساء احدى الليالي الشتائيّة ، حين كان الفقر يتمشّى في كلّ ارجاء المملكة ، أقام القصر للأسد الشيخ حفلة حفلاء بمناسبة عيد ميلاده ، فارتفعت الزينات ، وعلت الاهازيج ، ووصلت رائحة الشّواء والاطعمة اللذيذة  الى انوف كلّ الحيوانات الجائعة في المملكة.

وكان الكلّ ينظر من بعيد ... ينظرون الى هناك ، الى خلف الأسوار والجدران ، حيث حفنة من الحيوانات المُقرَّبة من الملك تأكل وترقص وتمرح. وفجأة اندفع من بين الحيوانات الجائعة ، مهر جميل وصهل بصوت هادر :" لن نسكت بعد اليوم ، لن نصمت على الظّلم والجوع والذُّل ...كفى ..كفى... هيّا بنا ندخل الى هناك ونطرد الظالمين...هيّا  ...هيّا .

  وصرخ الجميع : هيّا.. هيّا.  واختلطت الأصوات فهذا يعوي وذاك يصيح وتلك تثغو. واندفعت جموع الحيوانات الغاضبة الى قصر الأسد ، ودخلت وصراخها يملأ الأجواء : ارحل ...ارحل ...ارحل انت وأعوانك.... ارحل يا من سرق خبزنا صغارنا...  ورحل الأسد الشيخ الى غير رجعة ، رحل يجرّ أذيال الخيبة ...رحل رغمًا عنه، فالعيون ؛ كلّ العيون كانت تقدح شررًا.

 ورقصت الحيوانات جميعها ، رقص الحيوان الّلاحم مع أخيه العاشب ، رقصوا حتى الصّباح .  رقصوا وهم يرنون الى الأفق البعيد ينتظرون الآتي. أتراه سيأتي بجديد؟

أتراه سيأتي حاملا العدل على منكبيه ، فلا يُفرّق بين لاحم وعاشب؟!!!

 أم تراه ؟!!!!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio