الله عز وجل جعل البشرية اقوام وشعوب وديانات لتعارفوا كما ورد في الآية الكريمة : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " ،وهذا هو جمال الوجود البشري ، فهناك اختلاف الثقافات واللغات والعادات والألوان والطبائع , وهذه سنة الله في خلقه ، وقد جُبل الإنسان العاقل على تقبّل هذا التنوع والتكيف معه واستيعابه ، والحضارات السابقة كان من أهم أُسس استمرارها وبقائها وقوتها هو مدى إمكانية تعايش أفرادها مع بعضهم بعضاً ، والكثير من الحضارات ضعفت وتفككت وتلاشت بسب التناحر والاقتتال بين مكونات المجتمع الواحد على أمور غير جديه وتافه وبسيطة كان بالإمكان أن يتسامحوا فيها ويتقبلوا وجهات النظر المتعددة والمختلفة ، ولكن حُب التسلط والسيادة لرأي معين ومحاولة فرضه على الجميع دون مراعاة للتعددية الثقافية والتعصب هو أول خطوة من خطوات الضعف والانقسامات وطريق سهل لإيقاد وإشعال نار الفتن والقلاقل الاجتماعية , فالحضارات المتقدمه ، صهرت أفرادها في قالب المواطنه الواحدة تحت ظل الدستور وقوانين تحكم هذا التنوع وتسيطر على الاختلافات ، واستغلالها كمصدر قوة لاستمرار عمرها وانتشار فكرها وثقافتها وإنتاجها المادي والصناعي .
التعايش بين الناس هو مصلحة كل انسان عاقل وهو ضمان للسلم الاهلي والاستقرار , وهذا ما نتمناه في قرانا ومدننا العربية في البلاد , وهذا بدوره يؤدي الى التطور والازدهار والسلام والتكاتف والتعاون بين شرائح المجتمع ، والتعايش لا يعني الحب والرضوخ للآخر بقدر ما يعني الاحترام المتبادل والاستيعابَ وتقبل الآخر ، وهذا هو أساس التعايش الذي يتطلب تحقيق المساواة واحترام كرامة الانسان وحسن المعاملة ؛ لتحقيق أقصى درجات السِّلْم الاجتماعي والظفر بالأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي ، ومن بعد ذلك التفرغ لبناء المجتمع والوطن والسعي لدفع التنمية والنهوض بالمجتمع الى الامام ، وفي هذا المجال , لا يوجد أصدق من الآية الكريمة: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
الدكتور صالح نجيدات
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio