أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاشر من الشهر الحالي مرسوماً ينص على قطع المخصصات المالية لعائلات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولعائلات الشهداء.والجرحى وحسب موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول فلسطيني قوله: "أبلغنا الإدارة الأميركية بقرار الرئيس عباس وقف الميزانيات المخصصة لعائلات الأسرى والشهداء". وتعني هذه الخطوة تخلي السلطة الفلسطينية عن الأسرى في السجون الإسرائيلية الذين يبلغ عددهم حتى شهر يناير 2025، أكثر من 10 آلاف و400 أسير، بما لا يشمل معتقلي غزة.
ولم يكتف عباس بذلك بل أقدم على إبعاد قدورة فارس من منصبه كرئيس هيئة الأسرى المحررين لأنه انتقد القرار ورفضه بشدة وبسبب مواقفه الجريئة في الدفاع عن حقوق الأسرى ورفضه لظلمهم . وكان عباس قد قام بتحويل وزارة الأسرى والمحررين إلى هيئة حكومية، تحت اسم "الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين" ، وبعد ذلك بأربع سنوات جرى إقالة رئيسها عيسى قراقع، بسبب مواقفه الداعمة للأسرى. وقدورة فارس يدفع ثمن مواقفه لنفس السبب.
مباشرة بعد إصدار المرسوم سارع عباس الى ابلاغ الإدارة الأمريكية بما فعلت يداه. ونقل عن مسؤول فلسطيني قوله: "أبلغنا الإدارة الأمريكية بقرار الرئيس عباس وقف الميزانيات المخصصة لعائلات الأسرى والشهداء".
حكاية رئيس السلطة محمود عباس مع شعبه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حكاية طويلة من الخيانات والاضطهاد والقمع الفكري يعبر عنها الفلسطيني في الضفة الغربية كما يعبر الراحل فريد الأطرش عن حكايته في اغنيته (حكاية غرامي) قوله: " كتبها زمانى علي بدمى وبدموع عيني وانحرمنا وانظلمنا من البداية." وحكاية الشعب الفلسطيني هي أيضا حكاية ألم ودموع وحرمان وظلم.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });لماذا أقدم عباس على هذه الخطوة وماذا يريد من وراء إصداره لهذا المرسوم؟ عباس يريد من الولايات المتحدة مقابل هذا المرسوم إلغاء قانون تايلور فورس كما يريد إزالة العقوبات الأخرى التي فرضتها الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية، ويتوقع من إسرائيل التوقف عن خصم المبالغ المدفوعة للأسرى من أموال الضرائب التي تحولها للسلطة الفلسطينية، وذلك وفقاً لتشريعات الكنيست لعام 2019. وكانت إسرائيل قد قررت عام 2023 احتجاز الأموال التي تدفعها السلطة الفلسطينية إلى أسر الشهداء والأسرى، وطالبت السلطة الفلسطينية بعدم صرف أموال لها،
ولكن هل يجوز لعباس دستوريا ا إصدار هذا المرسوم؟ بالتأكيد لا يجوز له ذلك، لكن عباس شأنه شأن كل الأنظمة الدكتاتورية يتصرف حسب هواه وحسب مزاجه ومصالحه الشخصية. وحسب المادة الثانية من القانون الأساسي الفلسطيني لسنة 2003، يتلقى الأسير في السجون الإسرائيلية راتبا أو مبلغا ماليا شهريا، ويصرف هذا الراتب له أو لأسرته وينقطع فور تحريره من السجن.
ويبدو واضحاً أن مرسوم عباس بقطع رواتب الأسرى، وعملية "حماية وطن" في جنين التي زعمت سلطة عباس إنها ضد "الخارجين عن القانون"، يأتيان ضمن "حملة الإصلاحات" التي طالبت بها إدارة بايدن السابقة.
وأخيرا...
محمود عباس هو بالفعل مخلص ومطيع لإسرائيل. أليس هو الذي قال ثلاث مرات متتالية عن "التنسيق الأمني" انه " مقدس مقدس مقدس؟" أليس هو الذي لا يعترف بحق العودة؟ وها هو الآن يقطع رواتب الأسرى والشهداء. ما أخلصه لإسرائيل وما "أعطله" لشعبه