عاد حنين ابن الصّف الرّابع في ظهيرة أحد الأيام الى البيت حزينًا مهمومًا ، فألقى حقيبته عن ظهره والدموعُ تترقرقُ في عينيْهِ. فرأته أمّه فتضايقت ، وأخذتْ تُعانقُه بحرارةٍ وهي تسأل:
ما لَكَ يا صغيري
أشغلْتَ نفسي وَضَميري
كيف لا ؟!
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وأنت عِطري وعَبيري
وماء نهري وغَديري
فهزَّ حنين برأسه قائلًا :
لا شيء يا أُمّي... لا شيء .
فابتسمت الأمّ قائلةً : لا أُصدّقك هذه المرّة. أعذرني .
أتُراكَ فشلت في امتحان اللغة العربيّة على غير عادتكَ ؟!
بالعكس تمامًا يا أُمّاه ، فقد حُزْتُ على علامةٍ كاملة.
اذًا ما وراءك يا غالي قالت الأمّ.
فتنهّد قائلًا : إنّه سامح ابن صفّي الجالس بجانبي، فإنّه يعتدي عليّ للمرّة الثالثة لأنّي أخبّيء ورقتي في وقت الامتحان عنه... يعتدي ويُسرع الى المُعلّمة ويشكونني لها وكأنّني انا المعتدي .
فتلومني المعلمة وتُحذّرني وتقول لماذا يا حنين ؟ أنّي أعرفك ولدًا مجتهدّا ومؤدّبًا ، إنْ ظلّ الامر كذلك سأتصلُ بأهلكَ وأخبرهم.
فتنهدت الأُمّ قائلة بغصّةٍ : ظُلمٌ وأكثر.. صدق المثل القائل :
ضَربَني وبكى
وسبقني واشتكى
وللمعلّمة راحَ وحكى..
وعادت الأمّ تُعانق صغيرها بحرارة قائلة :
تناولْ غداءَكَ يا صغيري ، وعندما يعودُ أبوكَ من العملِ نبحثُ في الموضوع .
وفي المساء وبعد ان عاد الأب من العمل وتناول طعام العَشاء مع زوجته وابنه، قصّتِ الأمُّ على زوجِها قصّة ابنهما المظلوم . غضبَ الأب غضبًا شديدًا على غير عادته ، وتوجّه الى ابنه قائلًا :
صحيح أنّك رائع في الدّراسة والتحصيل ولكن عليك أن تكون قويًّا وشجاعًا ، عليكَ أن تكونَ رجلًا ... غدًا يا صغيري .. وأقول غدًا ، عليك أن تضربه وتؤذيه وتسرع الى المُعلّمة وتشكوه ..
أسمعْتَ .. تضربه وتشكوه ، فالسّنُّ بالسّنّ والعين بالعين .
نام حنين ولم ينم ؛ نام مهمومًا ولم يُصدّق ما يسمعه من أبيه ، فقد علّمه أن ينبذَ العنفَ ويعشقَ المحبّةَ ، وأن يحبَّ كلَّ النّاس ، فماذا جرى ؟! وفي الصّباح استفاق حنين نشيطًا فتناول طعام الفطور، وحمل حقيبته ، بعد أن أخذَ من حصّالته بعضًا من النقود وودّعّ امّه ببسمة .
وفي الظهيرة عاد حنين من المدرسة ليجد أباه وأمّه في انتظاره !!! . فابتسم ابتسامةً عريضةً وقال : اطمئنا.. اطمئنا فلقد ضربته ، نعم ضربته ، ضربته بكيس من الحَلوى ، فعانقني بحرارة معتذرًا ، ووعدني اليوم بأنّه سيأتي مساءً مع أهله لزيارتنا ..
بُغت الوالدان وتبادلا نظرات الإعجاب ، ثم ما لبث أن قام الأب الى ابنه يعانقه بحرارة قائلًا :
أنّك رجلٌ .. رجلٌ وأكثر .. بوركتَ يا صغيري
وراحت الأمّ تُصفّق بحرارة .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio