لا زالت الدكتورة نوال السعداوي الكاتبة والطبيبة، تعيش في بلجيكا بالقرب من الحدود الهولندية وتستعد للسفر للولايات المتحدة للإقامة الدائمة هناك، هروبا مما تصفه بملاحقات قضائية وأمنية لأفكارها. وذكرت صحيفة "المصري اليوم"، أن السعداوي وصلت إلى بروكسل في 3 من شباط الجاري للمشاركة في عدة مؤتمرات نسائية في بلجيكا وهولندا.
وقالت المصادر إنها اتصلت بالسفارة المصرية في بروكسل عقب وصولها وأخبرت السفير أنها فقدت جواز سفرها والتذكرة والنقود، وأصدر السفير المصري تعليماته على الفور للعاملين بتقديم الدعم اللازم لها، ومساعدتها كمواطنة مصرية تعرضت لمثل هذه الظروف، لكن السعداوي عادت بعد وقت قصير وأخبرت السفارة أن الشرطة البلجيكية وجدت الأشياء التي فقدتها. وخلال تواجدها في بلجيكا صرحت السعداوي لصحيفة "لوسوار" اليومية بأنها جاءت هاربة من بلدها بعد أن اتهموها بالردة والكفر، وهي اتهامات قد تجعلها تدفع ثمنا غاليا مما جعلها تقرر اللجوء إلي بلجيكا، ولو بشكل مؤقت حتى يأتي موعد سفرها إلى فرجينيا الأمريكية. يذكر أن السعداوي ألفت مؤخرا مسرحية بعنوان "الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة"، وقبل أن تصل المسرحية إلى القراء كان ناشرها قد قرر مصادرة كل ما طبعه، لكن نسخا معدودة وصلت إلى بعض الإعلاميين، الذين رأوا أن المسرحية مثيرة للجدل، وستقود مجددا لاتهام السعداوي بالردة والتجرؤ على الذات الإلهية. ونفي مصدر قضائي صدور أي قرار بضبط وإحضار الدكتورة نوال السعداوي، أو منعها من السفر، وإدراجها على قوائم ترقب الوصول أو توجيه اتهام لها، وأوضح المصدر أن النيابة العامة تحقق في البلاغ المقدم من نبيه الوحش المحامي، الذي يتهمها فيه بازدراء الدين الإسلامي، وذلك من خلال إدلائها بحديث صحفي لصحيفة "الحلوة" في شهر يونيو 2006. وأضاف المصدر أن نيابة الساحل بالقاهرة ، تولت التحقيق واستدعت الدكتورة السعداوي في ٢٨ يناير الماضي، التي نفت إدلاءها بأي حوارات أو تصريحات صحفية من هذا القبيل. فيما أكدت نوال السعداوي لقناة "العربية أنها غادرت بلادها غاضبة لتقديمها إلى النيابة ومصادرة خمسة كتب لها في معرض الكتاب بالقاهرة، مشيرة إلى أنها ستلبي دعوة للعمل كأستاذة زائرة في أمريكا. وقالت إنها ذهبت إلى بلجيكا في الطريق إلى الولايات المتحدة حيث ستتسلم جائزة الأدب الإفريقي. وأوضحت أنها ستعمل كأستاذة زائرة في جامعة أمريكية لخمسة أشهر قادمة، ولم تخف السعداوي غضبها من طريقة تعامل السلطة والأحزاب الإسلامية معها.وكانت الصحيفة البلجيكية "لو سوار" أوردت في عددها يوم الجمعة أن الكاتبة المصرية نوال السعداوي "فرت" من مصر، حيث شعرت بأنها مهددة ولجأت إلى بلجيكا، في انتظار الإقامة في الولايات المتحدة.