فلسطين بين أوروبا وإيران-كاظم مواسي

* نحن الفلسطينيون بشكل عام نتأرجح بين الفكر الاوروبي والفكر الاسلامي الاصولي * ايران ما زالت حتى هذا اليوم في صراع مع الغرب الذي يعزلها وينبذها عقائديا وسياسيا * هل بالامكان حل المسألة الفلسطينية قبل حل المشكلة الايرانية الاوروبية وقبل اعادة الجولان؟ * الاختلاف بين حماس وفتح هو اختلاف عقائدي وسياسي وفكري وصورة مصغرة عن الاختلاف بين ايران واوروبا فلسطين بين اوروبا وايران ليس من الناحية الجغرافية فحسب ، بل ايضاً من الناحيتين السياسية والعقائدية.ايران الثورة الاسلامية التي اطاحت بحكم الشاه الموالي للغرب ما زالت حتى هذا اليوم في صراع مع الغرب الذي يعزلها وينبذها عقائديا وسياسيا وايران من جهتها تعادي الغرب وتعتبره بؤرة للانحلال  وملجأ للايرانيين المعارضين بالاضافة الى اعتبار الغرب منحازا  لليهود ضد المسلمين. واوروبا من جهتها تدعي حرصها على السلام والامن في العالم ترى في ايران والحركات الاصولية خطرا عليها.نحن الفلسطينيون بشكل عام نتأرجح بين الفكر الاوروبي والفكر الاسلامي الاصولي ونرى ذلك حتى بين سكان أي قرية فلسطينية.الاختلاف بين حماس وفتح على الساحة الفلسطينية هو اختلاف عقائدي وسياسي وفكري وصورة مصغرة عن الاختلاف بين ايران واوروبا ، ولا عجب ان حركة فتح ترى ان مفتاح الحل للقضية الفلسطينية هو بيد الغرب المسيحي الذي له ايضا مصالح في فلسطين وتتلقى كل انواع الدعم من اوروبا وحجتهم بذلك الدعم الاوروبي الذي تلقته السلطة قبل وبعد اوسلو.ومن ناحية ثانية تتلقى حماس الدعم من ايران التي تطمح بقيادة المسلمين بالاضافة الى الدعم من سوريا المعنية باستمرار المقاومة ما دام الجولان السوري محتلاً.وما حرب غزة الا تأجيجاً لهذا الصراع.هذه الصورة الواقعية لعمق القضية الفلسطينية ، فهل بالامكان حل المسألة الفلسطينية قبل حل المشكلة الايرانية الاوروبية وقبل اعادة الجولان ؟ يبدو ان الامر عسير جدا، لذلك نتمنى من ادارة اوباما الجديدة ان تفي بوعدها وتحل مشاكلها مع ايران بالطرق السلمية.ولن يغيب عن بالنا بأن يظل القرار العربي مستقلا ويتعامل مع الغرب ومع الشرق باحترام متبادل.