*ما مر علينا في أكويلا هو فلم رعب لا يستطيع المرء تخيله إلا إذا مر عليه !!*صحت من خارج العمارة.. أنادي باسم حسين عدة مرات لكن حسين لم يرد علي!!*خرجت من العمارة فرأيت فقط الغبار والدمار والخراب !!*في اليوم الثاني والثالث نمت في السيارة خوفا من المباني المهددة بالانهيار!!
"وقفت خارج العمارة أكثر من 13 ساعة وصحت طوال الوقت أنادي باسم حسين.. لكن حسين لم يسمعني ولم يستجب إلي.. حتى انهارت أعصابي ولم اعد احتمل أكثر" هذه الشهادة جاءت من الطالب الجامعي ابن مجد الكروم مجد منصور زميل المرحوم حسين حمادي بالسكن والذي عاد صباح اليوم الى البلاد بعد أن مرت عليه ثلاثة أيام عصيبه لن ينساها طيلة حياته.
شاهدوا الشهادة المؤثرة من صديق وشريك المرحوم حسين حماديومجد وهو طالب طب سنة ثانية تحدث لنا عما مر عليه منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال حتى ترك المدينة خوفا من وقوع هزات أخرى.مجد: لحسن حظي أنني اسكن في الطابق الأول من البناية.. استيقظت في اللحظات الأولى من وقوع الزلزال وكان ذلك في حوالي الساعة الثالثة صباحا وكنت من أوائل الذين هربوا من البناية الى الخارج، وما شاهدته كان أشبه بفلم رعب. فكانت الدنيا كلها مظلمة وسوداء بسبب انقطاع الكهرباء وما شاهدته كان فقط الغبار والدمار والخراب، وفي لحظة معينه خيم الصمت على كل ما حولي..عدت الى البناية واستطعت أن آخذ بعض الأمور البسيطة مثل معطف وحذاء لان الطقس كان باردا جدا.. وما هي إلا لحظات حتى انهارت البناية على جانبها وهي مؤلفة من سبع طبقات..
حاولت الاتصال بزملائي إلا أن الخطوط كانت مقطوعة ومع الوقت بدأنا نتجمع أول بأول أمام البناية.. كنا نحن الطلاب الفلسطينيين من عرب الداخل مع بعض الطلاب الايطاليين، وبعد أن تجمعنا وقمنا بالاتصال بالآخرين الذين يسكنون بعيدا عنا عدة شوارع فقط وتطمأنا أنهم بخير.. لم يبقى احد إلا حسين الذي لم يرد على الهاتف.. وقفت أمام البناية المهدومة أكثر من 13 ساعة اصرخ باسم حسين وأنادي عليه لكن حسين لم يجب.. شاهدت كيف تقوم فرق الإنقاذ برفع حجر وراء حجر من البناية وتأملت أن يخرج حسين من بين الأنقاض حيا .. لكن حسين لم يخرج .. وبعد 13 ساعة من الانتظار انهارت أعصابي ولم اعد احتمل أكثر.. ومع وقوع عدة هزات أخرى بعد الهزة العنيفة والقوية طلبوا منا مغادرة المدينة خوفا من وقوع هزة عنيفة أخرى.. تركنا أكويلا الى قرية صغيرة محاذية وبقيت هناك يومين نمت بها في السيارة خوفا من المباني المهددة بالأنهيار.. ويوم أمس عرفت انه تم العثور على حسين وقد فارق الحياة. لقد قضينا معا أحلى الأيام وسهرنا معا ليالي طويلة ودرسنا معا على مقعد واحد ونمنا معا في غرفة واحدة .. سأفتقده كثيرا ولن أنساه.
وعن العودة إلى الدراسة في جامعة أكويلا قال مجد: حاليا لا نعرف ماذا حل بالجامعة من دمار.. سننتظر عدة أيام لنعرف ماذا علينا أن نفعل.. الامر المؤكد أنني سأعود لمواصلة دراستي .. وكنت أتمنى أن أعود مع حسين.. لكن للآسف سأعود وحدي .. لكن حسين سيرافقني روحانيا وعقليا.