* أولى المشاكل هي غياب المعلومات الاستخبارية حيث لا يوجد معلومات حول احتمالية امتلاك إيران منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم ما يعني بأن إسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا استراتيجيا أمريكيا يقول إن كافة الخيارات الهجومية المتوفرة لدى إسرائيل تشير إلى نتيجة بأن هجوما جويا إسرائيليا ضد منشآت إيران النووية با أمرا وشيكا لكنه سيكون معقدا ويحمل في طياته مخاطر كبيرة على الصعيد التنفيذي دون أن يضمن مستويات نجاح كبيرة لذلك يعتبر مثل هذا الهجوم خطرا بشكل لا مثيل له أو لم يسبق اختباره.ويتناول التقرير والذي أصدره معهد الدراسات الإستراتيجية في واشنطن خيارات إسرائيل وقدراتها العسكرية والقدرات النووية الإيرانية وقدرات الدفاع الجوي الإيراني، إضافة إلى مخزون الصواريخ لدى الدولتين واحتمالات الهجوم الإسرائيلية وتوقيتاته المفترضة والأدوات والوسائل المتبعة جنبا إلى جنب مع ردود الأفعال الإيرانية المتوقعة على مثل هذه الهجوم.
وطبقا للتقرير فإن أولى المشاكل هي غياب المعلومات الاستخبارية حيث لا يوجد معلومات حول احتمالية امتلاك إيران منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم ما يعني بأن إسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة كون الاستخبارات الغربية لا تمتلك معلومات عن وجود أماكن سرية ما يعني بقاء خطط إيران لتخصيب اليورانيوم في مواقعها السرية دون ضرر وتعمل بشكل عادي ما يعني فشلا للهجوم الإسرائيلي.وبشكل عام يعتقد معدو التقرير الذي نشرته صحيفة(هآرتس) الإسرائيلية بحق إسرائيل في مهاجمة إيران فقط إذا اقتنعت بأن هجوما من هذا النوع سيؤدي إلى تصفية المشروع النووي الإيراني أو على الأقل وقفه لعدة سنوات ومثل هذا الهدف يصعب تحقيقه.ولحقيقة وجود عشرات المواقع النووية الإيرانية المنتشرة على مدى مساحة إيران ولغياب إمكانية تدميرها جميعا، بحث معدو التقرير احتمالات وخيارات الهجوم على ثلاثة مواقع إيرانية فقط تشكل نواة مشروع دورة الوقود النووي التي تحتاجها إيران لإنتاج المواد اللازمة للأسلحة النووية وسيؤدي تدميرها إلى تعطيل المشروع النووي لعدة سنوات وهذه المواقع هي مركز البحوث النووية في أصفهان ومنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، ومفاعل المياه الثقيلة الذي سينتج مستقبلا مادة البلوتونيوم والواقع في أراك. وطرح التقرير ثلاثة مسارات تحليق ممكنة ومتوقعة مرجحا اختيار المسار الشمالي والمار على طول الحدود السورية التركية ليخترق اقصى شمال شرق العراق وصولا الى ايران مستبعدا اختيار مسار تحليق مركزي وسطي وقصير يمر في الأجواء الأردنية تجنبا للتعقيدات السياسية مع الاردن وكذلك المسار الثالث الجنوبي والذي يمر ايضا فوق الأردن والمملكة السعودية والعراق وذلك لنفس اسباب استبعاد المسار المركزي.وسيلجأ سلاح الجو الاسرائيلي الى استخدام تكنولوجيا متقدمة جدا تمكن اختراق منظومات الاتصالات واجهزة الرادار التابع للدول التي ستحلق فوقها طائرات F15 و F16 لمنع اكتشافها وهي في طريقها الى ايران.ووفقا للخبراء جرى استخدام مثل هذه التكنولوجيا خلال الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية عام 2007 حيث جرى تركيب اجهزة التشويش هذه على طائرتين من نوع G550 ابتاعتها اسرائيل خلال الاعوام الماضية.وجاء في التقرير بانه وحتى يتم مهاجمه المواقع الايرانية الثلاثة هناك حاجة لارسال ما لا يقل عن 90 طائرة حربية ما يعني جميع طائرات 15E-F الـ25 التي تمتلكها اسرائيل اضافة الى 65 طائرة 16C/I-F وجميع طائرات التزود بالوقود التي يمتلكها سلاح الجو الاسرائيلي وخمس طائرات هركوليس واربع طائرات بوينغ 707 ، وسيتم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في طريق الذهاب وطريق العودة وسيجد سلاح الجو صعوبة كبيرة في ايجاد منطقة يمكن لطائرات التزود بالوقود التحليق فوقها دون ان يكتشف امرها على يد السوريين او الاتراك.وتعتبر طبيعة المنشاة النووية الإيرانية في متناز والمخفية عميقا في باطن الارض احدى المشاكل التنفيذية العصية الى حد كبير على الحل حيث اقيم جزء من المنشاة المتخصصة في تخصيب الوقود النووي على عمق 8 امتار تحت الارض تغطيها طبقة من الباطون المسلح بسمك 2.5 متر اضافة الى كون المنشاة ذاتها محمية بجدار اسمنتي اخر وقام الايرانيون عام 2004 بتعزيز التحصينات المحيطة بالجزء الاخر من المنشاة المذكورة والذي يحتوي على اجهزة الطرد المركزي حث قاموا بدفنه على عمق 25 مترا تحت سطح الارض اضافة الى تغطيته بسطح اسمنتي يصل سمكه الى عدة امتار ويعتبر هذا الجزء مركبا اساسيا وجوهريا من مركبات انتاج الاسلحة النووية وتدل التحصينات المكثفه على اهمية منشاة نتاز.وحتى يتغلب سلاح الجو الاسرائيلي على التحصينات الايرانية سيستخدم نوعان من القنابل من انتاج امريكي ترجح مصادر اجنبية ابتياع اسرائيل 600 قذيفه منها.وحملت هذه القذائف اسم "مدمرة الخنادق والتحصينات" ويرمز لها بـ 27-GBU والتي تزن 900 كلجم وتخترق طبقة اسمنت بسمك 2.4م فيما يرمز للنوع الثاني بـ 28-GBU وتزن 2298 كلجم وتستطيع اختراق طبقة اسمنتية بسمك تصل الى 6 امتار اضافة الى طبقة من الرمل والاتربة بسمك 30 سم وحتى يتم ذلك يتوجب على الطائرات الاسرائيلي اصابة الاهداف بدقة متناهية ومن زاوية صحيحة.