* محمد بركة: مشوار ومسيرة ابا الامين لم تقطع وسنواصلها ويواصلوها الاجيال القادمة حتى تبقى شوكة في حلق العنصرية
*جرايسي: ذكراه تتجاوز كونها مناسبة للقاء مع الذكريات أو تعداد المناقب
*نفاع: تاريخ زياد جزء هام من تاريخ
* مسيرة بمشاركة قيادات من الجبهة تمثلت بعضو الكنيست محمد بركة ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي القائم باعمال الرئيس علي سلام وسكرتير الحزب الشيوعي محمد نفاع
شارك حشد كبير اليوم السبت، في الناصرة، في مراسيم إحياء الذكرى الـ 15 لرحيل القائد الوطني والشاعر توفيق زياد، بحضور عدد كبيرة من الشخصيات القيادية في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وشخصيات من مجتمعنا العربي، من أقصى شمال البلاد وحتى صحراء النقب، ووفد من هضبة الجولان السوري المحتل، ومن مختلف الأجيال، تلك التي عايشت ورافقت الراحل، والجيل الشاب، الذي تربى على التراث الوطني الزخم الذي تركه لنا زياد، وهذا بدعوة من مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، ومشروع "القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009".وقد بدأت مراسيم إحياء الذكرى بمسيرة كبيرة، انطلقت من بيت الصداقة يتقدمها حملة باقات الزهور، مرورا من أمام بلدية الناصرة، التي رئس الراحل مجلسها البلدي على مدى 19 عاما، ووصلا إلى المقبرة الإسلامية، حيث وضعت الزهور على ضريحه.وألقى شقيق الراحل، ونائب رئيس بلدية الناصرة، مصباح زياد، كلمة قال فيها إذ نحن اليوم نستذكر مسيرة توفيق زياد، نرى الارتباط الوثيق مع مسيرة شعبنا ونضاله في الحفاظ على هويته الوطنية وكرامته، لقد كان لتوفيق زياد ورفاقه من الرعيل الأول في الحزب الشيوعي دور أساسي بتثبيت الهوية السياسي للجماهير العربية في البلاد.وتابع زياد قائلا، لتكن هذه الذكرى انطلاقة لكل القوى المناضلة لتوحيد وتنظيم صفوفها لمواجهة قوى الشر، التي تريد طمس معالم وجودنا، من خلال سن القوانين العنصرية واعتبارنا غرباء في وطننا. نفاع: زياد رمزا وقائدا وأديباهذا وانطلقت مسيرة بمشاركة قيادات من الجبهة تقدمها عضو الكنيست محمد بركة ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي القائم باعمال الرئيس علي سلام وسكرتير الحزب الشيوعي محمد نفاع وكثيرين الى ضريح توفيق زياد، ثم ألقى السكرتير العام للحزب الشيوعي، الكاتب محمد نفاع كلمة قال فيها، إن انتماء توفيق زياد الفكري والطبقي والاجتماعي والسياسي، وللكرامة القومية والشخصية، إلى جانب موهبته الفذة جعلت منه رمزا ومَعلماً وقائدا وأديبا، عابرا للغات وعابرا للقارات، وكلنا نذكره أنه كان ندا عنيدا للند، وعدوا لدودا للعدو اللدود، وصديقا صدوق للصديق، ورفيقا مخلصا للرفيق".وتابع نفاع قائلا، إن إحياء ذكرى زياد في هذه المرحلة يأتي في ظل صد الهجمة الرعناء على تاريخ حزبنا وجبهتنا، ومواقفهما الوطنية الأصلية، المواقف التي رسمت النضال العنيد لشعبنا الذي نتشرف بالانتماء إليه". واختتم نفاع قائلا، إن حزبنا الشيوعي يحيي هذا العام الذكرى التسعين لإقامة أول خلية شيوعية في فلسطين، وما من شك أن تاريخ زياد جزء هام من تاريخ الحزب والجبهة الديمقراطية، وسنبقى نحتفظ بذكراه الطيبة في قلوبنا
أمسية سياسية وفنيةثم توجه الحضور إلى قاعة بيت الصداقة، حيث عقدت أمسية سياسية وثقافية وفنية، افتتحتها نائلة زياد، أم الأمين، رفيقة حياة الراحل، وقالت، لقد مرّ 15 عاما على رحيل توفيق زياد، الزوج والأب والجد والأخ والزميل والرفيق المناضل، أحداث كثيرة مرت علينا كشعب، ونحن كشعب نمر في مرحلة صعبة من تاريخ نضالنا وكفاحنا، وتغيرات كثيرة دخلت على واقعنا الاجتماعي والسياسي وحتى الإنساني، وتغيرت سبل الكفاح والنضال.وأردد معك دائما يا أبا الأمين بأن "الدنيا لم تعد الدنيا"، ونفتقدك ونذكرك وفي كل مناسبة نتمنى لو أنك بيننا نستذكر تلك الأيام، التي كان فيها للكلمة معنى وموقف شجاع وفي المناسبات الصعبة نقول هذا ما قاله توفيق وهذا ما فعله وهذا وذاك ونتوقف ننتظر وننتظر ولا من جديد.
جرايسي: شخصية مميزة ساهمت في رسم معالم مرحلةوكانت الكلمة لرئيس بلدية الناصرة ورفيق دربه لسنوات طويلة في العمل البلدي والسياسي المهندس رامز جرايسي، فقال، "إن إحياء ذكرى شخصية مميزة ساهمت في رسم معالم مرحلة، وبلورة معايير سياسية واجتماعية وقيمية، بعد مرور 15 عاما على غيابها تتجاوز كونها مناسبة للقاء مع الذكريات أو تعداد المناقب، نحو وقفة مع الواقع، ليس من منظار لحظي، وإنما من خلال مراجعة شريط أحداث تلت هذا الغياب".وأضاف جرايسي قائلا، "ها نحن يا أبا الأمين قد استعدنا أغلبيتنا في بلدية الناصرة، التي حافظنا على رئاستها الجبهوية رغم أخطر المؤامرات وأقسى التجارب التي مرت على أهل بلدنا منذ النكبة، وبعد صمود ومعاناة سنوات عجاف، مثبتين حقيقة أنه يمكن خداع بعض الناس كل الوقت، ويمكن خداع معظم الناس بعض الوقت، غير أنه ليس من الممكن خداع كل الناس كل الوقت".وتابع جرايسي قائلا، وعلى الرغم من أسباب الإحباط نتيجة التطورات السياسية في البلاد والمنطقة والعالم عموما، إلا أن جبهتك وحزبك قد نجحوا أيضا بزيادة تمثيلهم البرلماني في الانتخابات الأخيرة بنسبة قياسية تجاوزت 25%، وهذا ثمرة ومحصلة العمل السياسي والفكري والميداني، وبفضل الناس الطيبين".وقال جرايسي، إنه يذكر هذه الحقائق المعروفة للجميع في هذه المناسبة، "لأقول أننا أمام مرحلة دقيقة كحركة سياسية مستقبلها يعتمد علينا، على قياداتها القطرية والمحلية، وعلى كوادرها، ليس فقط كطريق سياسي وفكري، وإنما أيضا كأنماط تنظيم وقيم تعامل تضع "النحن" فوق "الأنا".
د. القيش: جئنا من الجولان نحمل الحب والتقديروالقى الدكتور فارس القيش كلمة أبناء الجولان السوري المحتل، وقال، "من جولاننا العربي السوري المحتل جئنا نحمل الحب والتقدير لرفيق درب ومناضل يحتل مكانة كبيرة وخاصة في قلوبنا".وأضاف القيش قائلا، "نعم أيها القائد الجريء يوم صعبت الجرأة، أيها الحر صاحب القرار الصحيح الحاسم والرؤية السياسية الواعية، أيها الشاعر الفنان، أيها الأديب الإنسان، فأنت ظاهرة بحد ذاتها، وحالة راقية ومميزة بتاريخ أمتنا العربية الحديث، فهو لسورية وكل العرب، كما لفلسطين شاعرا تُدرّس أشعاره في مدارس الوطن العربي بكل أرجائه، صورة للكادحين والفقراء والمظلومين، رمزا من رموز الصمود والبقاء والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية".
بركة: حنينا إليك ليس عادياوكانت الكلمة الأخيرة للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقال، "حنينا اليك ليس عاديا إلى غائب، بل هو تواصل مع حضورك الغامر في حياتنا، إنه شكل من التمسك بمشروع الحياة، إلى زخم متدفق، إلى الآليات البشرية التي شقت لنا الطريق وفي الطريق تتمة".وتابع بركة قائلا، حنينا إليك هو إصرار على أن نكون عشرين مستحيلا، أمام آلة العنصرية التي تتقن التفنن في تطوير أدواتها وقمعها بعد أن حسم جيلك ومن سبقك معركة البقاء، يستلون اليوم يهودية الدولة ليرفعونها سيفا مسلطا على وجودنا.وأضاف بركة، "نحن ما زلنا حزباً وجبهة وناسا أحراراً مكلفين بهذا المشروع، مشروع مواجهة العدو الذي علينا والعدو الذي فينا، وحنينا اليه هو إصرارنا على أن نكون عشرين مستحيلا، نعم أنجزتم مأثرة البقاء والظلم والاضطهاد وظلم ذوي القربى من أبنا جلدتنا، لكن أن يأتي من يفتري على التاريخ ونحن أصحابه، وما زلنا على قيد الحياة، فشبابنا لم يتغربوا وكبارنا لم تمت أجيالهم".وتابع بركة قائلا، كنت أحسب حتى أيام خلت أنها أمنية بن غريونية لتغريب شعبنا على عمقه وعن أفقه: الكبار سيموتون والصغار سينسون... فإذا بكتابة التاريخ تصبح مصادر بنوعيها، مصادر التمويل والتدلير، ومصادر التأويل والتزوير، قل ما هي مصادرك أقل لك من أنت، فتاريخنا ما زال مكتوبا في قلوب صانعيه وهم يتنفسونه بيننا... شعبنا يحفظ بطولاتهم عن ظهر قلب". وقال بركة، بعد غيابك الحاضر تأتي الصهيونية الحديثة لتزوير شعار الدولتين لتبرير يهودية الدولة، فيقفز من هم من بيننا ليتبنوا تزوير ليفني ونتنياهو للشعار، لا لشيء إلا للتطاول على حزبنا وتاريخنا منذ أكثر من ستين عاما، ونحن الشيوعيون وحلفاؤنا نحاول أن نقرع جدار خزان الصحراء الملتهب، الذي قتلوا شعبنا في أتونه، فهناك مؤامرة ليس لترحيل الشعب الفلسطيني خارج فلسطين فحسب، وإنما لترحيله خارج التاريخ.
كلمات الأبنة وروائع "أمل"هذا وقرأت أم الأمين، كلمة الابنة عبور، التي تعذر عليها حضور الأمسية كونها في المستشفى للولادة، حفيد آخر لم يتسن لأبي الامين أن يحضنه، وهو الذي أحب الأطفال كحب الحياة، وجاء في كلمة عبور: كان زهرة في حديقة الحياة، كان الزهرة الأم، كان زهرة الحياة وزهرة الأمل، غذى تراب الحديقة بحياته واعتنى بالأزهار والأعشاب والأشجار، وأنا لا أشك بحبها له، لقد اعتنى بها أفضل اعتناء، أما الآن فحان الموعد لتعتني به في مسكنه الجديد، حان الموعد لتدفئه بجذورها، وأن ترويه من مياهها وتطعمه من ثمارها لقد آن الأوان ليعتني به كالطفل الرضيع الوديع.ثم تم عرض شريط مصور للرحل زياد وهو يلقي بعضا من قصائده في القاهرة قبل سنوات قليلة من رحيله.وكان مسك الختام باقة من أغاني لقصائد زياد، غنتها بصوتها العذب الفنانة القدير أمل مرقص.