غضبت كثيرا وكدت ان انفجر، وقلت في نفسي بمرارة.. من المؤكد ان هذا المستوطن يكون قادما من مستوطنة يتسهار القريبة من هذه البلدة، أو من مستوطنة براخا أو تفوح أو ألون موريه أو يتمار ( وهي المستوطنات التي يعيش فيها اكثر المستوطنين تطرفا وكرها للعرب واستعدادا لممارسة أبشع الجرائم ضد كل ما هو عربي على هذه الارض ) وقد يكون هو نفسه عضوا في التنظيم الارهابي الذي شكله المستوطنون في هذه المنطقة، والذي ينفذ يوميا اعتداءات إجرامية بحق سكان القرى في المنطقة-- ويقومون بحرق الكروم والحقول ويقطعون الشجر ويطلقون النار على المساكن ويقطعون الطرق وينشرون الرعب والإرهاب.. فكرت بالأمر كثيرا وتساءلت بألم: كيف يستقبل سكان هذه البلدة ومثلها العديد من القرى في مناطق قلقيلية وسلفيت والقدس والخليل وأريحا هؤلاء المستوطنون المجرمون وهل تحل المنفعة المادية محل الكرامة والمشاعر الوطنية..؟؟ أين هو الكبرياء الوطني وأين هي النخوة..؟؟ وكيف نقدم الخدمات الى من لا يتورع في أي لحظة تتاح له الفرصة للتنكيل بنا..؟؟ وتساءلت ايضا عن دور القوى الوطنية ودور السلطة ومؤسسات المجتمع المدني في مقاومة هذا التعايش المرفوض وطنيا، والذي يتسلل الى نمط حياتنا بسرعة، ليكسر الحواجز بين الغاصب المجرم المحتل-- وبين ابن البلد الأصلي الضحية المنتهكة حقوقه صبحا ومساء.. وكانت الإجابة المتوفرة عندي لحظتها : ان قوانا الوطنية مهترئة ومتهالكة ومشغولة بذاتها-- وان مؤسساتنا مغمضة أعينها عما يجري-- وان سلطتنا تدفن رأسها بالرمل-- ولا يستفز الجميع مثل هذا المشهد الذي أغضبني، والذي اعتقد جازما ان من العار السكوت عنه.. لان تحوله الى ظاهرة ينسف كل أسس المقاومة الشعبية التي نحاول ان نبنيها، ويقضي على حالة الرفض للاحتلال وكل إفرازاته التي نحاول ان نرسيها، والتي ضحى من اجلها آلاف الشهداء..
مخيم الفارعة – 21/8/2009
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio