عاد الى البلاد الاسبوع الماضي المواطن الفحماوي يوسف حمدان (55 عاما) بعد ان اجرى عملية زراعة قلب في كولومبيا بعد ان عانى فترة سنوات من نقص حاد في عمل القلب. عمليته تكللت بنجاح على الرغم من التردي في حالته الصحية في فترة مكوثه الاولى في كولومبيا جراء اصابته بفايروس كاد يقضي عليه. يوسف مكث في الخارج اربعة اشهر حيث ترك طفلته الوحيدة في البلاد في حضانة عائلة فحماوية. موقع "العرب" زاره في منزله وسجل انطباعاته واللحظات الحاسمة وصراعه مع المرض وفترة تماثله للشفاء والحنين الى العائلة ومشاعره بعد نجاح العملية.
يقول يوسف حمدان: "اولا الحمد لله الذي وهبني الحياة مرة ثانية، واتقدم بخالص الشكر لزوجتي التي رافقتني الى كولومبيا ووقفت جانبي ومنحتي القوة والارادة حيث واجهنا وتحدينا المصير معا. الان اشعر بانني ولدت من جديد وان الحياة فتحت امامي من جديد فقد اخبرني الاطباء ان العملية التي استغرقت 4 ساعات كانت خطرة جدا وان نسبة نجاحها بسيط، لكن بفضل الخالق نجحت بنسبة عالية ولكن ما حصل هو انني وبعد الخروج من المستشفى اصبت بفايروس كاد ان يقضي علي، شعرت انني ساموت فعدت الى المستشفى ومكثت هناك شهر ونصف في قسم العناية المكثفة وبعد ان تحسنت حالتي قررالاطباء ارسالي الى الفندق ومن ثم الى البلاد التي اشتقت اليها كثيرا. خلال تلك الفترة تذكرت عائلتي وطفلتي الامر الذي عزز من ارادتي وصمودي وكنت على قناعة انني ساعود الى احضانهم".واضاف يوسف: "ان قلبي عمل بشكل ضعيف قبل العملية بنسبة 7% فقط، اي انني صارعت الموت حيث اوضح الاطباء انني بحاجة لزراعة قلب بشكل فوري، عشت على اعصابي، انتظرت المجهول وبالطبع رحمة رب العالمين، الوقت يمضي ووضعي من سيء الى اسوء حتى جاء المتبرع وهو امريكي توفي في كولومبيا، ووافقت امه بالتبرع باعضاء ابنها لانقاذ حياة الاخرين". واضاف: "قضية التبرع بالاعضاء في كولومبيا هي امر عظيم والذي نفتقد اليه في بلادنا فلو كان التبرع باعضاء الموتى موجود بشكل كبير في بلادنا لما احتجت الى السفر الى اخر العالم بحثا عن امل في الحياة، هناك ضرورة لتعميق الوعي في مجتمعنا لاهمية التبرع بالاعضاء من اجل انقاذ الاخرين وادخال الامل والاحلام لتلك العائلات التي يعاني احد افرادها من المرض وبحاجة لزراعة الاعضاء".يذكر ان عيادة النور في ام الفحم والتي يديرها الشيخ مازن درويش تكفلت بجميع الامور الادارية لسفر المواطن الى كولومبيا، حيث ساند ودعم الشيخ مازن ووقف مع العائلة خاصة اثناء وجود العائلة في كولومبيا كما وشكر يوسف الدكتور سليمان اغبارية على مساعدته له في كل الامور والاخ مامون اغبارية على تبرعه السخي وامتنانه العميق لكل من قدم وساهم في مساندته وانجاح العملية.
والقضية الانسانية الاخرى التي رافق يوسف هي موضوع العائلة الحاضنة لطفلتة مريم والتي منعت من السفر مع امها وابيها لصعوبة رعايتها هناك في كولومبيا، حيث تكفلت بها عائلة احمد حلمي وزوجته الهام حلمي التي اعتبرت مريم مثل ابنها محمد، خاصة ان احمد مر بنفس التجربة التي مرت بها عائلة يوسف ولكن مع مرض اخر. تقول الهام حلمي: "عندما اخبرتني ام مريم بعدم موافقة السلطة سفر مريم مع والديها الى كولومبيا، على الفور عرضت عليها احضارها الي وتعهدت بكفالتها حتى يعودان من كولومبيا. والحمد لله عاملتها انا وزوجي مثل ابننا محمد، وكانت في كثير من الاوقات تفتقد والديها، ولكن لم نشعرها ولو للحظة واحدة بغياب والديها وكنت انقلها الى الروضة كل يوم مثل محمد تماما.بقي ان نذكر ان عائلة السيد يوسف حمدان هي عائلة فقيرة الحال تعتاش فقط على التامين الوطني وانها بحاجة الى اموال طائلة لدفع مستحقات منزل السكن الذي تقطن به بالايجار لذلك يهيبون باهل الخير للتبرع لهم على حساب بنك البريد رقم 3950301.