ان الخلافات التي في اساسها مبنية على المنطق واعطاء كل ذي حق حقه دون غبن او اجحاف يمكن تجاوزها وبسهولة ولكن المشكلة تكمن في الخلافات التي منبعها هي الحساسية المفرطة والتي اساسها عناصر عاطفية لا دخل للعقل والمنطق فيها. وصدق المثل القائل"مين شاف مصيب غيره هانت عليه مصيبته" وهنا اعود واكرر مؤكدا ان انه لا يوجد زواج مثالي في العالم! الخلافات الزوجية هي الامر الطبيعي وما سواه فهو ليس طبيعيا.
العشرة بالمعروف والاحسان
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الابرار خير مثال لفض النزاعات الزوجية والتعامل السليم بين الازواج لانه صلى الله عليه وسلم اسس قاعدة صلبة تعتبر اساس متين الا وهي العشرة بالمعروف والاحسان ,ومن البديهي ان نعلم انم هات المؤمنين كن نساء بكل ما اوتيت الكلمة من معنى واذا راجعنا السيرة النبوية الشريفة نجد الغيرة كانت موجودة وواضحة في حياتهن وتصرفاتهن رغم العدل القويم الذي حباهن به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ,وهذه عائشة تغار ويساورها الشكوك عندما احست ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلا وتعقبته وكان قد زار البقيع ةهي تختلس المشي وراءه وعندما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم اسرعت عائشة الى بيتها ونامت في فراشها ولكن غلبها اللهاث فعرف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك انها شكت انه ذاهب عند احدى زوجاته غيرها.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وكان النبي صلى الله عليه وسلم متوج من عائشة رضي الله عنها وهي ابنة ابي بكر صديقه وحبيبه وحدث ا نابا بكر قد انب عائشة لرفع صوتها على صوت النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يشدد على ابنته حفصة ويقول لها لا تغاضبي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي احدى المرات غاضبت فاطمة ابنة النبي زوجها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه فخرج عليا الى المسجد يتوسد التراب فجاءه المصطفى مراضيا يقول :"قم يا ابا تراب قم يا ابا تراب ".
ان الخلافات الزوجية في ايامنا لها لون منفر وموسيقى نشاز تتلون بالانانية والحقد والظلم والعدوان وحب الانفراد والسيطرة من كلا طرفي المعادلة الزوجية . وان اشد البلاء في الخلافات الزوجية ما نراه في ايامنا وفي اعيننا من الهجر والتهديد بالطلاق والمعاندة والمخاصمة واشدها ايلاما ان كل من الزوجين قد ادخر للاخر اخطاءه السابقة لتثار في كل خلاف جديد ونشر الغسيل القذر والاستهانة والتحقير الجهري كل للاخر وابراز العيوب والتحصن وراء متراس المشكلة والامتناع عن الصلح او التفاوض للصلح.
كيف نحتوي الخلافات ونحلها؟
علينا اذا اردنا ان نحتوي الخلافات ان ندفع بالزوجين الى بناء زواجهما على اساس من المودة والرحمة لقوله عز وجل{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم .ان المودة والرحمة والمحبة والشفقة ورقة المشاعر والتعامل بالحسنى وبدون عصبية واندفاع او تسرع يجعل من الطرف الاخر اكثر تفهما واكثر حرصا على عدم انفراط العقد المقدس او التهديد بفرطه .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من صامت شهرها وصلت فرضها وأطاعت زوجها وحصنت فرجها دخلت من أي باب من أبواب الجنة شاءت".
ان حماية المصالح الاسرية وحسن التعدد لهذه المصالح من قبل الزوجين هو دعامة من دعائم الثبات والديمومة ان التعاون بين الزوجين حتى في اعمال المنزل امر لا يعيب الرجل اذا ابتعد الرجل عن ابراز رجولته بحساسية . ومن هنا علينا ان نبرز صفة لا بد من توفرها لدى الزوجين وهي الصبر على هفوات الاخر لان في ذلك زيادة في الالفة والمودة ولكي ينعم الزواج بالهدوء والطمأنينة المطلوبة كما يجب ان يكون اختيار الازواج للزوجات بشكل حر دون اجبار من الاهل وعدم محاولة تحسين امر لا يستسيغه طرف من الاطراف في الطرف الاخر ورغم ذلك فالتجربة لها حق وما خاب من استشار ,كما علينا ان نغرس في مفهوم اولادنا وبناتنا ان الزواج هو علاقة مقدسة لقوله تعالى }وأخذن منكم ميثاقا غليظا{ وعلى الامهات نصح البنات وعلى الآباء نصح الابناء وكذلك على الازواج مراعاة مشاعر كل مشاعر صاحبه والابتعاد عن الشكوك والهرطقات واعتراف الزوجة بقوامة زوجها عليها ولكي نصل الى حلول مرضية علينا استعمال الجزرة والعصا في حل المشاكل واظهار الربح والخسارة في ثبات او فرط عقد الزوجية واحيانا استعمال وسائل الهجر الجميل ولا ننسى محاولة بناء حوار ايجابي وبناء بين الطرفين واستعمال التحكيم كوسيلة للحل بين المتخاصمين.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio