حذرت جمعية بريطانية معنية بمراقبة عمليات الاستنساخ من خطورة الإقدام على استنساخ البشر، مؤكدة أن الأمر أصبح ممكنا بعد إعلان علماء في الولايات المتحدة الأربعاء نجاحهم في استنساخ أول أجنة من القردة.وقالت هيلين والاس من جمعية "جين واتش"، وهي جمعية بريطانية تراقب الأبحاث الوراثية إن استنساخ خلايا قردة "يثير القلق حقا".
وأوضحت أن ذلك قد يدفع عالما غير مكترث بأخلاقيات البحث العلمي إلى استنساخ طفل.وأضافت أن "الخطر يكمن في ولادة طفل مشوه والتسبب في معاناة للأم، ولا نعتقد في بريطانيا أن الأبحاث ستأخذ هذا المنحى لوجود قوانين تحظر الاستنساخ الإنجابي. لكن مثل هذه القوانين غير موجودة في معظم دول العالم". ويأتي هذا التحذير بعد أن أكد علماء في الولايات المتحدة الأربعاء أنهم نجحوا لأول مرة في استنساخ أجنة من القردة لأهداف علاجية. الماكاك الأول:وأوضح باحثون من "جامعة أوريغون" للصحة والعلوم الأميركية في مقال نشرته مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية على موقعها الإلكتروني، أنهم تمكنوا من استنساخ أجنة قردة "الماكاك".وقال الباحثون إنهم استخدموا التقنية نفسها التي أدت إلى ولادة النعجة دولي -أول حيوان ثديي مستنسخ- عام 1996، وهذه أول مرة تنجح فيها هذه التقنية لاستنساخ أجنة من القردة.وقال أعضاء فريق مطالبوف إنهم عملوا على 304 بويضات أخذت من 14 من إناث القردة، وأخذت المكونات الخلوية التي زرعت في البويضات من خلايا الجلد لدى قرد ماكاك. ونجح الانقسام الخلوي لدى 35 من البويضات التي انقسمت إلى خلايا جنينية، ومن هذه الخلايا تم الحصول على سلالتين من خلايا المنشأ الجنينية القادرة على مواصلة عملية الانقسام الخلوي بصورة طبيعية.وهذا يعني أن نسبة النجاح تمثل 7%، وتحتاج هذه التقنية دائما إلى عدد كبير من البويضات للحصول على عدد صغير من الخلايا الجنينية.كما أن الكثير من الثدييات المستنسخة ولدت وهي تحمل تشوهات وراثية ونفقت في عمر مبكر.وقال الباحثون إن عملهم يظهر أنه من الممكن من الناحية النظرية استنساخ البشر واستخراج خلايا المنشأ من الأجنة لكنهم أضافوا أنهم لم يتمكنوا من تكوينه سوى دفعتين من خلايا المنشأ ومن ثم فإن هذا الأسلوب لا يزال غير فعال. الاستنساخ نوعان:وتقوم عملية الاستنساخ على نزع نواة خلية من جسم حيوان بالغ ونقلها إلى نواة بويضة بعد تفريغ نواتها من المكونات الوراثية. بعد ذلك يتم تحفيز البويضة باستخدام مواد كيميائية وشحنة كهربائية لبدء عملية الانقسام الخلوي، وباعتماد هذه التقنية تمكن علماء من استنساخ فئران وخنازير وقطط وأبقار وكلاب.ولم ينجح العلماء من قبل في استنساخ قردة بسبب مشكلات كانت تتسبب في حدوث تشوهات كثيرة في الخلايا. ويميز الباحثون بين الاستنساخ الإنجابي للبشر الذي قد يؤدي إلى ولادة طفل مستنسخ، والاستنساخ العلاجي الذي يتم خلاله استنساخ سلالات من الخلايا لاستخدامها في العلاج الطبي.وخلايا المنشأ هي خلايا تتحول عندما يكتمل نموها إلى أنسجة وظيفية متخصصة، ولديها مميزات كثيرة لكونها قادرة على أن تصبح أي نسيج من أنسجة الجسم.ومن هنا يأمل العلماء أن يستخدموها في المستقبل لاستبدال أنسجة الأعضاء البشرية التالفة أو المريضة.وفي غياب مثل هذه الإمكانية يقوم العلماء حاليا بنقل خلايا أو أعضاء، لكن المريض المتلقي يواجه مشكلة رفض جسمه للخلايا المزروعة. ولذلك فإن الحصول على خلايا جنينية مستنسخة تحمل المكونات الوراثية للمريض نفسه تتيح الالتفاف على مخاطر رفض العضو المزروع.