حكاية أكرم وعائلته قد تكون موضوع لفيلم هوليودي ناجح يفوز ببضع جوائز الاوسكار، او مسلسل تركي يجذب اليه المشاهد العربي المتشوق الى مثل هذه المسلسلات، ولكنها في الحقيقة واقع.. بدايته كانت في نهاية سنوات الـ70 عندما سُجن محمد ترشيحاني ليبقى ابناؤه الخمسة في الخارج دون والدين وذلك بعد ان توفيت الزوجة، فأضطر الاولاد للانتقال الى ملجأ للأيتام في مدينة القدس، سوسن واكرم الابنان الصغيران من بين الخمسة تم تبنيهما على يد عائلة فرنسية حيث اخذتهم الى هناك من اجل الاعتناء بهم.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });مصير الأولاد
محاولات محمد التقصي عن مصير ابنيه الاثنين، اكرم وسوسن والذين بلغا اثناء تبنيهما ثلاث وخمس سنوات بعد خروجه من السجن لم تنجح، "حاولت في جميع الاتجاهات".. يؤكد محمد: "في وزارة الداخلية لم تكن هناك اي معلومات تفيديني، في الملجأ الذي تواجد فيه ابنائي منعوا عني كل المعلومات رغم كونهم ابنائي، لكن اليأس لم يردعني ابداً، حتى اني قمت بفتح حساب خاص لكل منهم حتى هذا اليوم".
من فرنسا حتى القدس.. حيفا ومن ثم الى عكا
النهاية السعيدة لهذه المأساة بدأت في الاسبوع الأخير عندما وصل اكرم الى البلاد في نطاق زيارة سياحية "والدا المتبنيان في فرنسا ومنذ الصغر اهتموا بأن يعطونا فكرة خاطئة عن والدي خصوصاً عن ابي". يقول اكرم:" فالقصة التي سرودها دائماً كانت ان ابي هو رجل غريب وجدنا على الشارع وجلبنا الى الملجأ، أسئلتي المتكررة لوالدي لم تجد اجوبة مقنعة مما زاد رغبتي بمعرفة الحقيقة وهذا جعلني ابدأ البحث لحظة وصولي الى اسرائيل، بدأت البحث في وزارة الداخلية في القدس، ومن هناك ارسلوني الى حيفا ومن حيفا الى عكا".
بعد 30 عاماً.. هناك لقاء..
توجهات محمد العديدة لوزارة الداخلية في عكا وبالتحديد الى اسامة غزاوي موظف في وزارة الداخلية سابقاً على ما يبدو ساهمت في تسهيل مسيرة اكرم "عندما وصل اكرم الى عكا وذكر اسم ترشيحاني، على الفور اتصلت بي الموظفة هناك وطلبت مني القدوم". يصف اسامة: "عندما وصلت الى هناك وايقنت من يكون هذا الشخص اصبت بالدهشة ولكني ادركت انها مشيئة الله بان يلتقي اكرم بعائلته ثانية، عند وصولي هناك وجدت هناك شخص متأثر لأنة عرف ان هناك شخص سيصطحبه الى اهله بعد فراق 30 عاماً".
"أحترت من اخبر اولاً من العائلة".. يقص اسامة منفعلا: "قررت ان اخبر اخيه سعيد والذي يسكن عكا اولا، اتصلت به وطلبت منه بأن يستقبلني في بيته لأمر مهم، شرحت لأكرم بأننا سنزور اخيه، وعند وصولنا الى المنزل طلبت من سعيد بأن يخبرني من هذا الشخص، فكان جوابه الاول هذا اخي اكرم، لحظات تذرف لها الدموع.. لقاء اخ بأخيه بعد مرور 30 عاماً". "بعد ان اجتمعت العائلة بقي ان نخبر الأب محمد"، يضيف اسامة: "فأتصلت به وأخبرته ان هناك هدية تنتظره في منزل ابنه سعيد وهذه الهدية هي ابنه الذي انتظره 30 عاماً".
سوسن أختي هي المهمة الأخرى
أكرم الفرح بعائلته الموسعة ما زال حتى اليوم وبعد مرور اسبوع لا يصدق ما تراه عيناه وتسمعه اذنيه، الا ان هناك مهمة اخرى وهي سوسن اخته التي سافرت معه الى فرنسا، تسكن اليوم سويسرا وما زالت لا تدري بما حصل مع أكرم:"اختي على العكس مني لا تريد ان تعرف الحقيقة، وكانت دائما تقول لي، لن اسافر الى اسرائيل حتى جيل الـ60 فالمهمة الاولى الان العودة ولقاء سوسن واخبرها، انا لا أدري كيف ستتقبل هذا الموضوع".
"السفر الى فرنسا لم يكن سهلا بالنسبة لي"، يقول أكرم:" وصلت هناك في الشتاء، لم اعرف اللغة، سوسن كانت الصديقة والعائلة الوحيدة لي معها تكلمت العربية، مما جعل والديّ هناك يظنان انني اعاني من مشاكل نفسية ونقلاني الى مدرسة خاصة، بين كل هذه التطورات عرفت دائماً اني لا انتمي لهنا أو لهذه العائلة، ولم اصدق يوماً ما سردوه عن ابي، لم استطع التكلم مع احد عن هذا حتى مع اصحابي الذين نصحوني دائماً بعدم العودة الى اسرائيل، بسبب الحروبات والعداء العربي اليهودي، حتى اني ظننت ان الحرب والعداء على الشوارع وبين المنازل".
في هذه الأيام يكتب اكرم كتاباً يسرد قصة حياته وحياة سوسن اللذان تحولا بين ليلة وضحاها الى "مارك" و"آن" ليعودا بعد 30 عاماً ويرجع "مارك" لأن يكون اكرم بإنتظار "آن" لأن تكون سوسن.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio