وقالت منظمة التحرير الفلسطينية في كلمتها، ان الحوراني كان المبادر لحل كافة الاشكالات التي تأثر على مسار القضية الفلسطينية، ويعمل على حلها، ودعت المنظمة إلى الاستفادة من تجربة الحوراني في العمل السياسي ودراستها حتى تستطيع القيادة الفلسطينية تجاوز كافة المعيقات والتحديات التي تواجهها والعمل على توحيد صفوفها الداخلية.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });النائب محمد بركة
"كان يحذر من الأشياء الملتبسة"
والقى كلمة القوى الوطنية عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل المجدلاوي، الذي قال في كلمته، إن الحوراني كان يحذر من الأشياء الملتبسة سواء ما جسدته وثيقة "جنيف"، أو ما جاء في مبادرة السلام العربية بشأن اللاجئين، التي تنص على حل عادل لقضيتهم متفق عليه على أساس 194، حيث كان يحذر من أن الحل المتفق عليه يعني إخضاع الحق الفلسطيني للتفاوض مجدداً.
وأضاف المجدلاوي أن الحوراني عرف جيداً كيف يوازي بين منظمة التحرير الفلسطينية مرجعية هذا الشعب، وقائدة نضاله والممثل الشرعي الوحيد له، وبين حقيقة أنها منظمة تعددية ولا يجوز أن يتحول التسليم بهذه الصفات إلى قيد على هذا الرأي أو ذاك
المعلم والمفكر والسياسي الوطني
وقال النائب بركة في كلمته إلى الحفل إن آخر لقاء جمعه بالراحل، كان لدى الرئيس محمود عباس في عمان قبل عدة اشهر، وكان الإعياء ظاهرا على وجهه، ولم نتبادل الكلام كثيرا لأنه جاء إلى الرئيس بمهمة أو فكرة، لست ادري، وجئت إلى الرئيس لمجرد السلام وتبادل الأفكار فكان اللقاء عابرا لكنه كالعادة كان مفعما بالحميمية والمحبة المتبادلة.
لقد كان اللقاء عابرا، لكنه الأخير في لقاءات كثيرة جمعتني بالمعلم والمفكر والسياسي الوطني، الرجل الذي اتفقنا معه كثيرا وتقاطعنا معه احيانا بكامل الود والمحبة، الاخ الكبيرمرهف الحس، الصارم في فكره والدمث في تعامله مع الناس، الإنسان الإنسان عبدالله حوراني- أبو منيف.
عارض أوسلو واحترم الرأي الآخر
وتابع بركة كاتبا، التقيته في غزة بعد العودة إلى الوطن وكان يضجّ أملا رغم رفضه لاتفاق أوسلو حيث قال: "أعلن رفضي للاتفاق والاعتراف وعدم التزامي بهما وأدعو إخواني لنفس الموقف، وفي حال إقراره لا يمكنني الاستمرار في اللجنة التنفيذية والمشاركة في أعمالها واجتماعاتها وأتمنى أن أكون على خطأ، وان يكون إخواني أصحاب الرأي الآخر على صواب. وحين يتضح لي الخطأ ما أسهل الرجوع عنه ولكن ما أصعب الندم حين لا ينفع الندم".
هكذا موقفه، واضح صارم لكن لا يكفّر الرأي الآخر ولا يتربّص بالرأي الآخر بل يساهم بكل ما أوتي من قوة لبناء الوطن والإنسان الفلسطيني من مواقع أخرى.
التقيته في صنعاء في آذار من العام 2007 حيث تشاركنا في ندوة حول "أحوال ومعاناة الفلسطينيين في العراق" وذلك على هامش مشاركتي في إحياء ذكرى يوم الأرض الذي نظمته جمعية "كنعان" اليمنية وعلى هامش زيارة أبي منيف للعمل على صياغة مشروع قومي عربي متكامل.
كان أبو منيف كما هو دائما، مسكونا بحق العودة وبقضية اللاجئين من جهة وبالمشروع القومي التقدمي المتنور وهو احد رواده المخضرمين.
"يمتلك مشروعا متحديا للامبريالية"
وأكد بركة، إن مشروع أبي منيف القومي لم يكن مشروعا جاهلا ومتخلفا، يصلح لكل عربي أن يكون جزءا منه، إنما كان يرى فيه مشروعا مواجها للامبريالية ومتحديا لها، من جمال عبد الناصر إلى صدام حسين، ولذلك لم يكن متهادنا مع أنظمة العار العربي. فقد أكد عبد الله الحوراني في رثائه للكاتب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي: "لم يكن في وسعنا يا أبا سلام (إميل حبيبي) وأنت منا، أن نخرج من جلودنا فنتنكّر لانتمائنا القومي العربي رغم ظلم ذوي القربى الأشد مضاضة، فحكامنا من ذوي القربى كانوا دائما يذكروننا بوحدة مصيرنا العربي من خلال عدلهم بالمساواة في الظلم بيننا وبين شعوبهم التي لم يكن حالها أفضل من حالنا".
"أنتم أفضل من في هذه الأمة"
وعدد بركة لقاءات عدة مع الراحل، وفي كل لقاء كانت ميزة تكشف عن ثقافة ووطنية أبي منفيف، ويتابع قائلا، لقد التقيته- موقفا- دون أن ألقاه، عندما كنت شابا يافعا خارجا من ملحمة يوم الأرض العظيمة عام 1976 مضمخا بالعزة عندما هتف "انتم أفضل من في هذه الأمة" وبذلك رفع ستارة الإقصاء والإنكار عنا، نحن أبناء الشعب الفلسطيني الذين بقوا في وطنهم بعد النكبة.
ما أمرّ هذا الإقصاء والإنكار الذي كان نصيبنا من شعبنا ومن امتنا.
كم شعرنا بالأمل والاعتزاز الذي امتلأنا به من هتاف عبد الله الحوراني، ليس لأننا نريد أن نكون أفضل من في الأمة بل لأننا كنا كالأيتام على مآدب اللئام وكنا نشعر كالابن الذي نبذته أمه دون ذنب اقترفه، اللهم إلا مواصلة القبض على البقاء في الوطن كالقابض على جمرة.
جدلية الوطن والمواطنة
ويقول بركة، في معرض رثائه لإميل حبيبي يقول عبدالله الحوراني: "داخل الخط الأخضر لم يجد شعبنا غير هويته القومية ما يرفعه لتأكيد انتمائه العربي في وجه التبجح القومي الذي يمارسه الآخر، ولم يسمح شعبنا للجنسية التي يحملها بان تحرمه من تأكيد هذا الانتماء".
هذه الرؤية الواضحة لجدلية الوطن والمواطنة، التي عبّر عنها أبو منيف في كلام غير عابر هي البوصلة التي نهتدي بها طوال الوقت، وأدركها بدقة أبو منيف.
واختتم بركة قائلا، إن عبد الله الحوراني الذي مثّل بإخلاص ضمير الشعب الفلسطيني وكان دائما كقول المتنبّي: "على قلق كأن الريح تحته" سيظل ماثلا شامخا في ضمير شعبنا إلى الأبد.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio