القذافي يثير العجب والاستهزاء
والرئيس الليبي ، "معمر القذافي" ، كان دائماً راقصاً يثير العجب والاستهزاء، يثير الغبار والزوابع في تحركاته وأقواله وتصرفاته وثيابه وسلوكه الغريب ، الذي لا يمت بصلة الى أي نوع من الاتيكيت السياسي والذوق الشعبي الجماهيري ، نراه يصعد الى أفق التحرر النسوي حين يختار النساء اللواتي يحرسنه بصلابة وقسوة ويقظة أكثر من الرجال ، وينزل الى قاع السخرية حين يدعو النساء الايطاليات الجميلات فقط الى دخول الدين الإسلامي ويتحول الى داعية مبشراً بالجنة للأجنبيات ، أو ينصب خيمة في ظل قصر أوروبي ويرى بها عزة وفخراً ، في ذات الوقت يذبح الصورة العربية على مذبح السخرية والضعف والاستهزاء ، عدا عن سياسته التي تقوم على مبدأ " خالف تعرف " .
بين سياسة فرز النساء التي اشتهر بها ، والتي هي احتكار " قذافي " وبين سلوكياته الغريبة العجيبة المضحكة على خارطة الوطن العربي والسير عكس تيار الواقع والتمسك بنظريات وعبارات إنشائية ، لم يقدم للمواطن العربي سوى الهروب والتمسك بالضياع البائس ، اليائس من قادة رحلوا الى ملذاتهم والتقوقع في مصالحهم .
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });خطايا القذافي القاتلة
الشعوب العربية وضعت القذافي ومبارك وزين العابدين وغيرهم على قوائم الرؤساء الذين خدعوا التاريخ واستغلوه لفترة من الزمن ، حتى انتبه التاريخ وألقى بهم عن ظهره ، فارتطموا بالأرض وتحطموا شر تحطيم . لقد تعودنا عليه – القذافي – في كل المواقف السياسية المتقلبة ، ولم نأخذ كلامه على محمل التغيير ، لأن سلوكياته التي اتصفت بالغرابة الى حد الجنون ، أدخلتنا في أجواء الشك والريبة وعدم الاطئنان ، أربعة عقود ونيف والدولة الليبية تحمله بكل خطاياه القاتلة ، والتي لم يعد الشعب يتحملها وزهق من تفاصيلها المدمرة ، والآن يرقص القذافي رقصة " الستربتيز " فيخلع ثيابه ويقف عارياً بين الدم والدم ، بين الجثة والجثة ، بين القصف والقصف ، يحاول لملمة تعابيره الغامضة الراكضة ، اللاهثة وعباراته السياسية المشوهة ، ليقف أمام الإعلام والناس والفضائيات قائداً بلا قيادة ، لا لشيء ليشتم شعبه .
وهم المجد والنرجسية
لا يوجد على مر التاريخ قائد أطلق على شعبه ألقاباً غريبة ، مهلوسين ، كلاب ، جرذان ، خونة ، متعاونين ، وغيرها من الألفاظ المسيئة الى الشعب ، إلا "القذافي" الذي شرع بشن الحرب بالسلاح والطيران والمدافع والقنابل ، على شعبه بطريقة كشفت نفسيته المريضة بوهم المجد والنرجسية .
وسائل الإعلام تنقل الصور والصراخ والدموع والتوسلات ، معارك وصدامات وشوارع وبيوت ومدن تنضح بالدم والعويل ، شباباً وأطفالاً ونساء ، جنوداً ووزراء ، ومنهم من أيقن أن النظام على وشك الرحيل ، فالأفضل قراءة الغد والوقوف الى جانب الشعب الذي ينتصر ، ومنهم من يزال يراهن على بقاء الزعيم ، فيما لعبة شد الحبل بين المؤيدين للقذافي والمعارضين له ليست لعبة وقت ، بقدر ما هي لعبة الحاكم الذي اعتقد أن الكرسي خلق من اجله وهو خلق من اجل الكرسي .. !!
القذافي فتح فمه وابتلع الضحايا
رقص "القذافي" في تصريحاته حتى لم يعد جلده العاري يتحمله ، وإذا قالوا ان السياسي هو الذي يتثاءب دون أن يفتح فمه ، فان "القذافي" فتح فمه وابتلع الضحايا وما يزال يبلع ، وأنكر حق شعبه في اتخاذ القرار . في الجاهلية كان هناك طائر يعرف باسم " طائر الصد " وكانوا يعتقدون أن هذا الطائر يخرج من جسد الميت الذي يقتل غدراً ، ويقف على قبر القتيل ليدل الناس عليه ، ويبقى واقفاً حتى يثأروا للقتيل ثم يختفي ...!! أما الآن فتخرج من اجساد الشعوب العربية طيور الصد ، تنادي بالثأر من الأنظمة السياسية التي قتلتهم وتاجرت في أعضائهم ، حتى أن الرئيس اليمني يهدد بقطع الأعضاء التناسلية للمعارضين له !! مع العلم أن هذا الزعيم أو ذاك لم يعد يملك شيئاً سوى التهديد والوعيد ، لكن تأكدوا أن مكنسة الشعب تنتظر الأيدي خلف باب القصر .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio