الشيخ كمال خطيب
document.BridIframeBurst=true;
قرصنة تاريخية
وفي سؤال للشيخ كمال خطيب حول الذكرى الـ 44 لإحتلال القدس والمسجد الأقصى قال :" لا شك أنها 44 سنة من عمر الإحتلال لمدينة القدس ، ولا شك أنها 44 سنة عجاف ، أراد الإحتلال فيها أن يطمس هوية القدس ، وأن يسرق منها تاريخها وحاضرها ومستقبلها ، لكنها القدس التي كانت دائماً عصية ً على المحتلّين والغزاة ، فهي التي لا يُعمّر فيها ظالم ، فإذا كان الإحتلال الإسرائيلي قد عمّر في القدس أربعاً وأربعين سنة فإنّ الإحتلال الصليبي قد مكث فيها أكثر من تسعين سنة ، وإن الإحتلال الروماني قد مكث فيه مئات السنين ، وكذلك الإحتلال الفارسي ، وكلّ هؤلاء رحلوا ، وبقيت القدس ، وليس الإحتلال الإسرائيلي طرازاً فريداً من الإحتلالات ، لا بل أجزم أنه سيكون الأقصر عمراً فسيرحل هذا الإحتلال بإذن الله وتبقى القدس إسلامية عربية فلسطينية ، لكن يبدو أن جنون العظمة عند قادة إسرائيل ينسيهم قراءة التاريخ ، ويجعلهم يتعاطَوا فقد من منطق القوة ، هذا المنطق الذي هو منطق متغير ، فلا القوي يبقى قوياً ولا الضعيف يبقى ضعيفا ، فقد قال الله عز وجل في ذلك ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
ما يحصل من قبل الإحتلال بمدينة القدس ، هو قرصنة تاريخية ، وسرقة للحضارة ، لكن هذا التاريخ وهذه الحضارة ، لا يمكن بحال من الأحوال أن تقبل عملية التزوير هذه ، وستلفظ القدس هؤلاء المحتلّين الغزاة ، لتبقى القدس كما كانت دائماً ، عروس المدائن ، شقيقة مكة والمدينة ، بل إنها ستكون ، إن شاء الله ، عاصمة الخلافة الإسلامية القادمة".
قراءة التاريخ الغبية
أما عن تنبؤات "بورغ" بخصوص حرق المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم ، فقال الشيخ الخطيب : " أعتبر أنّ هذه النبوءة لأبراهام بورغ ، هي قراءة غبية للتاريخ ، وإن كانت هي قراءة دينية ، بالمناسبة ، على اعتبار أن ما قاله اليوم من أنّ ناراً ستنزل من السماء وتلتهم المسجد الأقصى المبارك ، يشير الى قراءة دينية لبورغ ، يبدو أنها تتناقض مع قراءته السياسية التي قالها قبل أعوام ، أي في عام 2007 ، لما أصدر كتابه الشهير ، تحت عنوان "أن تنتصر على هتلر" ، والتي فيها قرأ مستقبل إسرائيل قراءة سوداء قاتمة ، لما حثّ الإسرائيليين على السعي للحصول على جواز سفر إضافي آخر ، حيث كانت هذه القراءة لمستقبل قاتم السواد ، فأنا أقول له إنّ النار التي يتنبأ بأنها ستحرق المسجد الأقصى المبارك ، فلا شك أنها لن تحرق إلاّ اليد التي ستمتد لإشعالها ، والتي ستمتد للمساس بالمسجد الأقصى المبارك ".
موقف نتنياهو
وحول الإجرءات والسياسات الإسرائيلية في ظل حكومة نتنياهو قال الشيخ كمال خطيب :" لا شك أنّ موقف نتنياهو كان مُعزَّزاً هذه المرة بالدعم الكبير الذي حظي به من قبل الرئيس الأمريكي أوباما ، ومن قبل مجلسي الكونجرس والشيوخ الأمريكي ، الأمر الذي جعله يريد التأكيد على أن القدس ستبقى "عاصمة إسرائيل الأبدية والموحدة "، وزادت وقاحته وصلفه ، لما عقد جلسة الحكومة الإسرائيلية في مسجد القلعة التاريخي الإسلامي الشهير ، على أسوار القدس الشريف ، هذا يشير ولا شك ، الى تمادي نابع من غطاء أمريكي المنحاز للسياسة الإسرائيلية ، الأمر الذي يجب أن يوقف العرب والمسلمين والفلسطينيين على ضرورة السعي لإسترداد القدس ، بعيداً عن أمنيات السلام التي يوهمهم بها أوباما وإدارته الأمريكية ، والأمة قادرة والحمد لله ، في ظل التغيّرات الجذرية التي تطرأ على الأمة الإسلامية والعالم العربي ، هي قادرة إن شاء الله تعالى على أن تحقق أمنياتها في زوال هذا الإحتلال ، وعودة القدس الى حضن الأمة " .
صراع عقائدي ديني
وفي سؤال حول ما قام به جموع اليهود من الإساءة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في مسيراتهم الإحتلالية في القدس أمس أربعاء قال الشيخ كمال خطيب :" أما ما قد سُمع من هتافات من قبل جموع اليهود في مسيرتهم الإحتلالية ، والتي كانت تسيء للرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – عبر قولهم محمد مات ، فإنّ هذا يؤكد عمق الصراع ، وأنه صراع عقائدي ديني من الدرجة الأولى ، وهذا يشير بشكل واضح الى أن الشعب الإسرائيلي اليهودي لا يستعدي فقط الفلسطينيين ، إنما هو يقف في مواجهة 400 مليون عربي و1500 مليون مسلم ، وهذا يعني بشكل واضح أن المؤسسة الإسرائيلية هي الطرف الخاسر في تأجيج الصراع الديني" ، وأضاف الشيخ خطيب :" إن كلام هذه الجهات اللئيمة والحاقدة لن يمسّ طهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إنما هو الذي سيزيد من مكمون الحبّ والوفاء والإلتحام ، بل سيزيد من عمق السير على منهج هذا النبي الأكرم ، والتمسك بهديه والكتاب الذي أنزل إليه ، وفي المحصلة فهذا كله يصبّ في غير صالح المشروع الصهيوني ، الذي يبدو أنه قد وضع مصيره في يد عديمي الرؤية وقصيري النظر من قادة المؤسسة الإسرائيلية " .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio