حقوقيون: الأسد يرد على الضغوط الدولية بمذابح جديدة ومقتل 52 شخصا

* فورد: التلفزيون الحكومي السوري لا يحظى بمصداقية ويردد جميع أنواع الأكاذيب

* البابا يدعو لإعادة إحلال التعايش السلمي بأسرع ما يمكن والتجاوب بالشكل الملائم مع تطلعات المواطنين المشروعة بما يراعي كرامتهم ويدعم الاستقرار الإقليمي

* مستشارة الرئيس السوري  بثينة شعبان انتقدت بقوة الموقف التركي تجاه ما يجري في سورية، الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والأمن والجيش

- ناشط حقوقي:

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

* 42 مدنيا قتلوا وجرح أكثر من 100 شخص برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على مدينة دير الزور

* الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وعددها يناهز 250 آلية مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق

قتل 52 مدنيا بينهم طفل إثر عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري، أمس في ريف حمص (وسط) دير الزور (شرق) رغم تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها النظام السوري لوقف العنف. واقتحم الجيش السوري تدعمه دبابات ومدرعات وآليات عسكرية متفرقة مدينة دير الزور، كما دخل مدينة الحولة الواقعة في ريف حمص، مما أسفر عن مقتل 52 مدنيا وجرح العشرات، كان نصيب دير الزور 40 قتيلا منهم على الأقل - حسبما أفاد ناشط حقوقي. وأوضح رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، أن 42 مدنيا قتلوا وجرح أكثر من 100 شخص برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على مدينة دير الزور. وأضاف كما قتل عشرة مدنيين على الأقل في الحولة، لافتا لي أن العدد مرشح للزيادة بسبب استمرار العمليات العسكرية. وتابع: إن هذه العملية ترافقت مع حملة اعتقالات. وأشار ريحاوي إلى حركة نزوح الآلاف من دير الزور باتجاه الحسكة (شمال شرق).

مباشر عن قناة الجزيرة

* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك

 وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش تركزت في حي الجورة الذي قتل فيه 28 شخصا، وفي حي الحويقة حيث قتل 14 مدنيا، وأن هذه العملية ترافقت مع حملة اعتقالات أيضا. من جانبه أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وعددها يناهز 250 آلية مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق، وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة، مشيرا إلى أن أهالي حي الجورة عمدوا إلى إعاقة تقدم آليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية أقاموها في حيهم.

تظاهرة في مدينة إدلب

إلى ذلك أكد عبد الرحمن وفاة شخصين متأثرين بجروح أصيبا بها أثناء تظاهرة في مدينة إدلب (شمال) بعد صلاة التراويح السبت. ونقل المرصد عن نشطاء في إدلب السبت أن متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم إلى 20 ألف متظاهر قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد أدى استخدام القوة إلى إصابة 25 شخصا بجروح، إصابات بعضهم حرجة. وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي كان تمهيدا لاقتحام الجيش والقوات الأمنية للمدينة لافتا إلى أن الجميع خائفون في المدينة.

عمليات عسكرية

وأفاد شهود وناشطون وحقوقيون أن العشرات قتلوا في مدينة حماة إثر عمليات عسكرية بدأت منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة.

إعادة إحلال التعايش السلمي

ودوليا، ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر السلطات السورية إلى إعادة إحلال التعايش السلمي بأسرع ما يمكن والتجاوب بالشكل الملائم مع تطلعات المواطنين المشروعة بما يراعي كرامتهم ويدعم الاستقرار الإقليمي. كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي السلطات السورية إلى الوقف الفوري للعنف، وذلك في أول بيان رسمي صادر عن الجامعة حول قمع الاحتجاجات الشعبية في سورية. من جهتها، أعلنت الكويت أنها لا تنوي دعوة سفير سورية إلى الرحيل - كما طالب نواب وناشطون كويتيون، بعدما كانت الحكومة الكويتية قد دعت الجمعة إلى وضع حد للقمع العنيف في سورية وحثت على الحوار وإصلاحات حقيقية لوضع حد للأزمة. ودبلوماسيا، أعربت سورية أمس على لسان مصدر رسمي عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ حيال الاستخدام المفرط للقوة في سورية، وطالبتها بوقف أعمال التخريب، وشجبت العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيرا.

الموقف التركي

وانتقدت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان بقوة الموقف التركي تجاه ما يجري في سورية، الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والأمن والجيش، مشيرة إلى أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيسمع لدى زيارته سورية كلاما أكثر حزما. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن صبر تركيا نفذ إزاء استمرار قمع المتظاهرين، موضحا أنه سيرسل وزير خارجيته إلى دمشق الثلاثاء لينقل بحزم رسائل بهذا المعنى.

التظاهرات مستمرة

وتستمر التظاهرات في عدة مدن سورية، حيث ذكرت التنسيقية المحلية في سورية أن مظاهرات مناهضة للنظام تنطلق يوميا بعد صلاة التراويح. وجرت التظاهرات في حي القدم والميدان في العاصمة تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي، كما خرجت مظاهرة في حي كفر سوسة. وفي ريف دمشق قال ناشط خرج نحو عشرة آلاف متظاهر في دوما، كما جرت مظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا، كما جرت مظاهرات في بعض أحياء حمص وريفها، وفي حلب، حيث فرقت المظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات فيه. وعلى الساحل السوري، خرجت مظاهرات في عدة أحياء من اللاذقية وفي جبلة وبانياس، كما خرجت مظاهرات في دير الزور والحسكة (شمال شرق) ورأس العين (شمال) والقامشلي (شمال شرق) والرقة (شمال) وفي درعا (جنوب) وفي ريفها، إضافة إلى قرى في ريف إدلب. وتشير الإحصائيات غير الرسمية إلى أنه تم اعتقال أكثر من 12 ألف شخص ونزح الآلاف، وفق منظمات حقوقية.

حملة القمع المفرطة

من جهة أخرى تعهد السفير الأمريكي روبرت فورد بعد عودته إلى سورية بمواصلة تنقلاتها على مختلف المناطق، منددا بحملة القمع المفرطة التي يشنها النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية. وقد أعادت واشنطن الخميس السفير روبرت فورد إلى سورية، حيث تقتحم قوات الأسد بدباباتها العديد من المدن سعيا لقمع حركة احتجاجية مستمرة منذ أشهر للمطالبة بالديمقراطية. وكان فورد قد أثار حفيظة الحكومة السورية الشهر الماضي حينما زار مدينة حماه التي تشهد تظاهرات حاشدة، وحيث قتل العشرات هذا الأسبوع في حملة عنيفة يشنها الجيش على المدينة. وتعهد السفير في مقابلة مع قناة أيه بي سي الأمريكية قبل مغادرته واشنطن بمواصلة التنقل داخل سورية. وقال فورد لبرنامج هذا الأسبوع الذي تم بثه أمس ويتناول قضايا سياسية لا يعنيني كثيرا (أن تغضب دمشق)، إذ يتعين أن نبدي تضامننا مع المحتجين السلميين. وتابع بالقول لن يثنيني شيء عن فعل الأمر ذاته غدا (زيارة حماه أو غيرها من المدن) إذا تطلب الأمر ذلك. سأواصل تنقلي عبر سورية، لا يمكنني التوقف عن ذلك. وقال هدف وجودي في سورية من أساسه هو التمكن من التواصل ليس فقط مع الحكومة السورية بل مع الشعب السوري.

قلق شديد

وتابع فورد أنه بينما يشعر شخصيا بالقلق الشديد إزاء مصير بعض الأشخاص الذين التقى بهم وبينهم البعض ممن يخشى أنهم باتوا الآن قيد الاعتقال أو ربما قتلوا، إلا أنه أصر على الحاجة إلى التنقل خارج العاصمة. وأضاف لا بد من أن يكون هناك من يشهد على ما تفعله الحكومة السورية، مـــضيفا أن التلفزيون الحكومي السوري لا يحظى بمصداقية ويردد جميع أنواع الأكاذيب.

حزن وأسف

وعلى الصعيد ذاته اعتبر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن ما يجري في سورية أمر مقلق ومؤسف ومحزن، داعيا إلى الحوار والإصلاحات من أجل الخروج من الأزمة. وقال: إن ما يجري الآن في سورية هو أمر مقلق ومؤسف ومحزن ونتمنى أن تعود لغة الحوار وأن تنجز الإصلاحات التي تضمن خروج سورية من هذا المأزق. وأضاف إننا لا نتدخل في الشأن الداخلي السوري وإن وحدة وأمن واستقرار سورية هي خط أحمر بالنسبة للأردن.