الشيخ صبري أوضح أن الوقف الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما النظري من استعراض للأحكام الفقهية المتعلقة بالوقف مع بيان مواقف العلماء والمدارس الفقهية والاجتهادية في هذا المجال والقسم العملي الذي يتناول وقفيات لمشاريع خيرية وأعمال بر وتقرب إلى الله تعالى
الشيخ عكرمة أشار أنه قدم بعض المقترحات في كتابه الذي تحث عنه خلال الأمسية لتلافي الخلل في موضوع الوقف خاصة فيما يتعلق بالاحكار او الارض المحكرة التي تمنح لاشخاص او مؤسسات لسنوات طويلة بثمن بخس
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });د.عبد الرحمن عباد هنأ المؤلف على هذا الانجاز المميز بالشكل والمضمون وعلى عدد المراجع الذي وصل 362 مصدرا ومرجعا في عملية استقصاء استمرت عقدا من الزمن
العديد من المشاركين من بينهم الكاتب محمد موسى سويلم والمربي احمد منى ومحمود العباسي ومحمود دبش وعصام الخالدي والباحث عمر عياد ونادر دعنا ونادر زين وعلي خميس والصحفية ديمة دعنا وعمير دعنا والصحفي عيسى الشرباتي طرحوا العديد من التساؤلات والمداخلات
حث سماحة الشيخ د. عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الباحثين وأساتذة الجامعات على التوجه إلى كنوز القدس وتقديم أبحاثهم ورسائلهم في الماجستير والدكتوراه من خلال استلهام كنوزها الزاخرة وهي المدينة المقدسة التي تضاهي مكة والمدينة شأنا وتفوقهما من حيث ما تحويه من تراث وكنوز دينية وتاريخية وعمرانية نادرة .
واستمتع المشاركون في أمسية قراءة في كتاب بمقهى الكتاب الثقافي بإدارة محمد زحايكة رئيس ناي الصحافة المقدسي بالمعلومات الثرية والغزيرة التي قدمها سماحة الشيخ وهو يستعرض ابرز محطات كتابه القيم الوقف الإسلامي بين النظرية والتطبيق – ، الطبعة الثانية ، حيث أفاض في التعريف بالوقف الإسلامي وطبيعته وأهميته في الحياة العامة والاقتصادية على وجه الخصوص.
وقفيات فلسطين
وأوضح ان الوقف الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما النظري من استعراض للأحكام الفقهية المتعلقة بالوقف مع بيان مواقف العلماء والمدارس الفقهية والاجتهادية في هذا المجال والقسم العملي الذي يتناول وقفيات لمشاريع خيرية وأعمال بر وتقرب إلى الله تعالى. وأشار إلى انه قصر بحثه على النماذج الوقفية في فلسطين بشكل خاص الحافلة بوقفيات ذات أبعاد وموضوعات متعددة على مر العصور . ولفت الشيخ صبري إلى ان الكتاب هو أطروحة دكتوراه قدمت الى جامعة الأزهر بمصر ثم تولت مطبعة النفائس في عمان طباعتها ، منوها إلى معنى الوقف وهو حبس الشيء لمنفعة عامة ومنبعه أمر تعبدي للتقرب إلى الله من اجل عمل الخير والبر والإحسان إلى المحتاجين . وأضاف ان مدلول الوقف تطور إلى ما يعرف بحبس العين وتسبيل الريع بمعنى ان يبقى الشيء محبوسا لعمل الخير بحيث أي ان ما ينتج عن هذا الوقف يسبل ويوزع سبيلا للفقراء والأيتام وطلاب العلم . وعدّد بعضا من موضوعات الوقف المتعلقة بوقفيات المساجد والزوايا والرباط ومن اجل العبادة وإيواء المنقطعين في السفر ومن اجل إلقاء دروس العلم وإنشاء المكتبات والمساجد وهذا منصوص عليه في وقفيات فلسطين وخارجها . كما هناك وقفيات تتعلق بآبار المياه والسبل والبرك كما هو الحال في ساحات الاقصى المبارك والبلدة القديمة وبرك سليمان في بيت لحم وبركة السلطان. وتعجب من كيفية تزويد برك سليمان في بيت لحم لأهالي القدس بمياه الشرب قديما ، حيث ان المهندسين حتى اليوم لم يتوصلوا إلى سر عملية ضخ المياه تلك ..
وقفيات الطيور
وتطرق الى وقفيات الأيتام وطلاب العلم الشرعي وغيره والمكافآت التي كانت تمنح للمبدعين من العلماء والى الوقفيات المتعلقة بالطيور من حيث تأمين الحب والزوان لها للمحافظة على ثروة الطيور . وقال الشيخ صبري ان أول من أوقف هو الرسول صلي الله عليه وسل، في المدينة المنورة من أراض وبساتين نخيل حيث أوقفها حسبة لله تعالى كما في ارض المخيريق وبعده الخليفة عمر بن الخطاب وبعده الصحابي أبو طلحة.. ليصل عدد الصحابة الذين أوقفوا ممتلكاتهم إلى 80 صحابيا رضي الله عنهم وأرضاهم وذلك في سبيل البر والإحسان . فنبعت الوقف هي خيرية وإنسانية يتخلى فيها الموقف عن مصلحة شخصية للصالح العام وصالح الآخرين وهي اجتماعية إذ ترعى العائلات الفقيرة واقتصادية فيها مشاريع استثمارية في الارض الملساء والزراعية تتولاها إدارة الأوقاف او تضّمنها لآخرين لسنوات معينة مقابل مبالغ معينة. كما يحصل في إيجارات الأرض الصالحة للزراعة لمدد مختلفة حسب المحصول من ايجارة قصيرة للخضروات وطويلة للأشجار المثمرة كالحمضيات والزيتون واللوزايات . في حين تعد الأرض الملساء لإقامة المشاريع والبيوت والدكاكين والمكاتب وهكذا .وفي نهاية المطاف يجب أن تؤول هذه العقارات الى الأوقاف . إذن فالوقف له أهداف اقتصادية لتشجيع التنمية الاقتصادية خاصة وان نفقات الأوقاف كثيرة وبحاجة الى تغطية وسداد الالتزامات . واشار الى ان معظم مباني شارع صلاح الدين هي وقف من خلال تعاون الاوقاف والقطاع الحاص حيث انتعشت الحياة التجارية في البلد . فالوقف له ابعاد واهداف تعبدية واجتماعية وانسانية واقتصادية وهو مؤسسة فعالة اذا احسن ادارته واستثماره بالشكل الصحيح .
نظام الاحكار
وذكر الشيخ عكرمة انه قدم بعض المقترحات في كتابه لتلافي الخلل في موضوع الوقف خاصة فيما يتعلق بالاحكار او الارض المحكرة التي تمنح لاشخاص او مؤسسات لسنوات طويلة بثمن بخس الا ان الاوقاف استدركت هذا الامر في عام 1976 من القرن المنصرم والغت مبدأ الاحكار في المستقبل وتم تخفيض الفترة الزمنية من 99 عاما الى 29 عاما . وان حكاية الاحكار بدأت في القديم لان الدولة لم تكن قادرة على ادارة الاراضي الشاسعة فكانت تعطيها لفترات طويلة وباجرة رمزية ، فيرثها الابناء بعد الاباء ، بمعنى تمليك بطريقة غير مباشرة . وقال ان هناك ما يزيد عن 600 عقار هي وقفية من مستشفيات ومحلات تجارية من بينها المقبرة اليهودية في راس العامود ومستشفى المطلع وفندق الاقواس السبعة . وهناك 700 عقد ايجار وقفي للاراضي في فلسطين اضافة الى عقود اخرى فقدت بسبب الاحداث كما ان هناك 116 دونما معتدى عليها من قبل الاحتلال الاسرئيلي في البلدة القديمة من وقف عام ووقف ذري في حارة الشرف وما حولها واعتبر الشيخ عكرمة انه رغم حدوث سرقات لبعض ملفات الاوقاف الا ان وجود الاحتلال قد ايقظ روح المسؤولية للمحافظة على الوقف كما ان الاوقاف تنبهت الى ضرورة التوثيق وتعيين المحامين للدفاع عن حقوقها في الوقف في وجه الاحتلال وبعض الافراد غير المسؤولين . فالوقف بحاجة الى متابعة وامانة سواء كان وقفا عاما او ذريا .
وقفيات القدس
واحصى الشيخ عكرمة في كتابه عشر وقفيات راعى فيها التسلسل التاريخي بدء بوقفية صلاح الدين الايوبي المعروفة بالخانقاه التي وهبها له بطريرك الروم الارثوذكس واوقفها مكانا للعبادة وتظهر من خلالها روح التسامح والعفو التي اطلقها صلاح الدين بحق الاعداء الفرنجة وتركيزه على العبادة والتهجد وتفقده الجند وحثه لهم على قيام الليل وذكر الله لتحقيق النصر وتوحيد الامة في مواجهة اعدائها. ووقفية الامير تنكز صاحب المدرسة التنكزية من المماليك في باب السلسلة التي تطل نوافذها على الاقصى المبارك واستولى عليها الاحتلال الاسرائيلي مباشرة بعد عام 1967. والوقفية المنجكية في باب المجلس حيث مكاتب ادارة الاوقاف الاسلامية ووقفية خاصكي سلطان على طريق عقبة التكية ومدرسة دار الايتام الاسلامية ووقفية السلطان سليمان القانوني في منطقة جنين ووقفية فاطمة خاتون في جنين ومرج بن عامر ووقفية ابن قاضي السلطان وهي عبارة عن مكتبة ووقفية الشيخ الخليلي- قسم المخطوات الذي افتى بعدم جواز مغادرة القدس وعدم بيع الارض لليهود قبل نحو 300 عام . ووقفية راغب وامينة الخالدي وهي عبارة عن مكتبة . ووقفيات اخرى ، كارشيف المحكمة الشرعية وقسم المخطوطات والمتحف الاسلامي . فالقدس مدينة التراث وهي متحف كبير بامتياز.
مرجع اساسي
وهنأ د.عبد الرجمن عباد المؤلف على هذا الانجاز المميز بالشكل والمضمون وعلى عدد المراجع الذي وصل 362 مصدرا ومرجعا في عملية استقصاء استمرت عقدا من الزمن . واشاد بمنهجية البحث حيث اعتمد المؤلف على فصلين وجزئين مكونين من ستة ابواب و 16 فصلا ، اصّل فيها لموضوعة الوقف تأصيلا اسلاميا منذ العهد الرسولي الاول واستعان بشواهد من القرآن والسنة واعمال الصحابة في التطبيق العملي وناقش الفقهاء باعتماد الرأي الراجح عنده حيث قوّم اعمال الاخرين ولم يترك الامور سبهللة . وذكر ان 16% من اراضي فلسطيبن هي وقفية رغم ان فلسطين كلها وقف اسلامي من البحر الى النهر. وقال ان الكتاب عرّف مفهوم الوقف لغة واصطلاحا واعلى من احترام اماكن العبادة والمساجد . واشار الى انه ورد في الكتاب ان وقفية خاصكي سلطان سارية المفعول حتى الان في بلدان مثل سوريا ولبنان مصر اضافة الى بعض مناطق فلسطين وان الوقف يشمل مختلف مناحي الحياة العامة من فنادق وشؤون مدنية وعسكرية . وان هناك 16 قطاعا تستفيد من ظاهرة الوقفيات . واعتبر ان الكتاب يشكل مرجعا مهما جدا لوقفيات فلسطين والقدس بشكل خاص وان اي باحث جاد لا يمكنه ان يستغني عن هذا الكتاب القيم . واشاد بالطباعة الانيقة للكتاب .
تساؤلات ومداخلات في الصميم
وطرح العديد من المشاركين من بينهم الكاتب محمد موسى سويلم والمربي احمد منى ومحمود العباسي ومحمود دبش وعصام الخالدي والباحث عمر عياد ونادر دعنا ونادر زين وعلي خميس والصحفية ديمة دعنا وعمير دعنا والصحفي عيسى الشرباتي العديد من التساؤلات والمداخلات المهمة شملت القدرة التنفيذية للاوقاف على حماية ممتلكاتها الوقفية وابعاد ظاهرة التحكير الخطيرة والبدل والاستبدال ووزارات الاوقاف واحباسها ووقف المنفعة ومشروعية الوقف وخرائط بالوقفيات واماكنها والمعارك القضائية وهل يعطل الوقف التنمية الاقتصادية وما هو مدلول الريع السنوي لقمح الخليل ..! واجاب الشيخ عكرمة بأن الوقفية تنص على نوع الاستعمال وانها يجب ان تؤول اليها في نهاية المطاف ، اي ان لها خاتمة وليست مفتوحة وانه في عهد عمر بن الخطاب استحدثت الدوائر والدواوين والوزارات ووقف المنفعة جائز للمنقول وغير المنقول . وانتقد تقصير جباة اموال الوقف ، ولكن العبرة في اثبات الحق ولا بد من الخرائط ووسائل ايضاح الوقف للمدارس وغيرها وان وزارة الاوقاف الفلسطينية بدأت تتنبه لهذه الامور . وبرر عدم توجه الاوقاف للمحاكم الاسرائيلية خوفا من الاعتراف بشرعية الاحتلال. وان الوقف ليس معطلا للتنمية بل على العكس رغم انه في جوهره واساسه تعبدي وبر واحسان وتعاون وتكافل اجتماعي وان الخلل ليس في الاوقاف بل في القائمين عليها . ودعا الى انصاف المرأة في الوقف الذري وتحكيم شرع الله وحذر من تسرب الوقف الي اليهود . واشار الى ان المدرسة الصلاحية في البلدة القديمة هي ارض وقف ، وان المقبرة لا تعتبر دارسة بعد 40 عاما وهي وقفية ولا يجوز الاستيلاء عليها كما حصل في مأمن الله او مقابر داخل الخط الاخضر لان رقبة الارض هي الوقف . وان مباني الكنيست والجامعة العبرية ومستشفى هداسا مقامة على ارض وقفية.
الفعل الثقافي
وختم د. عباد بالاشادة بالفعل الثقافي الريادي الذي ينشط الذاكرة الفلسطينية متمنيا ان تتحول هذه المكتبة الصغيرة الى دارة تستقطب المثقفين من مختلف الاعمار وهذا دليل على أن الثقافة ما زالت تخيم وتشع في سماء القدس رغم كل شيء وفي هذا الملتقى الرائع. واعلن عن وقفيات باسم القدس ، انطلقت في اليمن والجزائر وقطر تم ايقافها لصالح مدينة القدس العظيمة .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio