أبرز ما جاء في المقال:
محمود درويش تجول كل عواصم العالم حاملا على عاتقه قضيتنا، ناقلاً معاناتنا، متحدثاً باسمنا جميعاً
إذا كتب محمود درويش هذه القصيدة في باريس فكتبها لأنه حن واشتاق واستفقد لتلك الأرض التي لا تقارن مع أي أرض في العالم
لم يغر هدوء باريس وأمنها محمود درويش حيث ذكر الخوف وانعدام الأمن الذي يسيطر على دولة فلسطين المحتلة في قصيدته فقال "وخوف الغزاة من الذكريات"، "هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ"
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });"حين كتب محمود درويش قصيدة على هذه الأرض ما يستحق الحياة كان يقيم في باريس!"، معلومة يتبادلها الفلسطينيون على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، ويعلق عليها آخرون ساخرين ومشككين في محمود درويش أحد الرموز الفلسطينية الوطنية الأبدية.
استحضار العبارة
لا أريد أن أكذب أو أؤكد هذه المقولة فأنا لا أعلم إذا كتب محمود درويش هذه القصيدة في باريس أم لا، ولا يهمني شخصياً أن أعرف هذه المعلومة، وما قيمة معرفتي أو معرفتكم لهذه المعلومة؟!، ألا يكفينا أن نؤمن أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ألا يكفينا أن نستحضر هذه العبارة في أقسى وأصعب الظروف التي مررنا ونمر بها، والتي تشحننا بجرعة كبيرة من المعنويات وتدفعنا إلى الأمام وتمنعنا من الاستسلام، لنقف منتصبين القامة مرة أخرى مرددين كلمات محمود درويش، والتي يجب أن نخفض لها الرؤوس كلما جالت في بالنا.
إغراء ومغريات
يتبادل الكثيرون هذه العبارة، كإشارة إلى أن ما رآه درويش في باريس من حياة آمنة ومرفهة، هو ما جعله يكتب قصيدة على هذه الأرض، ولكن في القصيدة لم يتحدث درويش عن برج ايفيل أو عن عروسة عواصم العالم، ولم يتحدث عن فاتنات فرنسا أو عن عطورها، وإنما تحدث وبكل بساطة عن "رائحة الخبر في الفجر".
ولم يغر هدوء باريس وأمنها محمود درويش، حيث ذكر الخوف وانعدام الأمن الذي يسيطر على دولة فلسطين المحتلة في قصيدته، فقال "وخوف الغزاة من الذكريات"، "هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ"، "ساعة الشمس في السجن".
حنان واشتياق
فإذا كتب محمود درويش هذه القصيدة في باريس، فكتبها لأنه حن واشتاق واستفقد لتلك الأرض التي لا تقارن مع أي أرض في العالم، ونحن في قلب هذه الأرض وللأسف نجهل قيمتها ونستنكر وجودنا فيها.
الشّك!
شككت بوطنية البعض الذين رأيت صفحاتهم على موقع الصفحات الإجتماعي "الفيس بوك" وصمت بهذا العار، ولكني ردعت نفسي بعد لحظات، وذلك لأنهم لو اطلعوا على القصيدة بنظرة متحضرة وقرؤوها بتمعن وبعقل ناضج، للاحظوا نهاية القصيدة والتي تقول :" على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات... كانت تسمى فلسطين... صارتْ تسمى فلسطين... سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة".
القضية
فمحمود درويش تجول كل عواصم العالم حاملا على عاتقه قضيتنا، ناقلاً معاناتنا، متحدثاً باسمنا جميعاً، كتب فينا القصائد وتغنى بنا ونقل أجمل صورة للعالم عنا، صورة الشعب المقاوم البطل المضطهد الذي لم ولن يستسلم قبل أن يعيد حقه.
فكفانا استخفافا بالمهمة التي أوكلت لنا، وحان الوقت لندع التفكير السطحي جانباً، فها هي الدول العربية في أوج ثوراتها وتفكر في القدس وتحضر للمسيرة المليونية لنصرة القدس، ونحن هنا جالسون نستهزأ بأحد أهم رموز هويتنا الوطنية، وعلى مرأى من الشامتين بجهلنا وأميتنا، وليقرأ البعض قصائد محمود درويش على أمل أن تعود الوطنية والانتماء تنبض في روحه الميتة.
ولنعيد الآن قراءة القصيدة مرة أخرى:
على هذه الأرض
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ
في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول
الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف
الغزاة من الذكرياتْ.
على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ
الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ
سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم
باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ
الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ
تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.
رام الله
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio