الاخوان وامتحان التاريخ/بقلم:أ.محمد خليل مصلح

محمد خليل مصلح في مقاله:

طغمة العسكر تهدد بالانقضاض على الحالة الديمقراطية والعملية التشريعية برمتها رسالة خطيرة تدق ناقوس الخطر

document.BridIframeBurst=true;

الوصول للحل الوسط في الفعل الثوري لا يخدم الثورة في هذه الفترة والمرحلة المبكرة للتغيير والانقلاب على منظومة النظام البائد والخضوع لعملة المساومة والتفاوض والتقاسم أمر مبكر جدا

لم ولن افاجأ بصيرورة الاحداث التاريخية ما بعد الثورة في مصر !! ؛ الثورة بحاجة الى ثورة ؛ منطق التاريخ هكذا يسير ؛ إن لم تبادر القوى الكامنة والمحركة للثورة بالسيطرة على مقاليد الحكم ومفاصل النظام ، الانحناء المبكر للاعتبارات الداخلية والاقليمية والموازنات اكبر خطأ يرتكبه الاخوان وقوى الثورة والتغيير ؛ تكتيك يفقدهم بل أفقدهم لحظة الحسم الثوري و قوة اللحظة التاريخية في المسار الحرج للثورة ؛ الثورة فرضت الامر الواقع لا مساومات فيه ؛ الاخوان وحكمة التاريخ كأنهم على طرفي نقيض او خطان متوازيان لا يلتقيان ؛ وهذا ما أظهرته رسائل التهديد المرسلة من المجلس العسكري للجيش ، وهو ما يطرح عدة اسئلة حول موقف الاخوان من الثورات على النظام الحاكم وعلى منهج الاخوان في التغيير وهل يرفض الاخوان فكرة الانقلابات العسكرية ولماذا ؟

عندما ترفض جماعة الاخوان الصيغ التي جرت بها الثورات والتغيير في المنطقة على غرار الثورة في ايران والنأي بتنظيم الاخوان عن هذا النهج ورفض النموذج التركي ؛ فما هو المقبول عليهم ؟ .

الثورة والتغيير

من حقنا وحق من سالت دمائهم من المصريين أن يظهروا لنا ما هو النموذج المفضل لهم للتغير، هذا قبل أن تنقض القوى المضادة للثورة وتفرغها من جوهرها ومحتواها ، والسؤال الآخر خاصة بعد تلميحات العسكر للإخوان بحل البرلمان المصري هل سيعيد التاريخ نفسه وينقلب العسكر على الاخوان ؟ الثورة فعل قوي من الطبيعي أن يصطدم مع الاوضاع القائمة لأنها اي الثورة فعل مميت لأعدائها يتعدى الديكورات الداخلية الى السيد الموجه والمهيمن ؛ الثورة في الوطن العربي لا تواجه فقط اعدائها من الداخل بل تواجه اصدقاء اعدائها ؛ انها اللحظات الاهم في مرحلة الثورة من يملك ان يوجه الضربة القوية المميتة لعدوه ؛ اما نملك الجرأة ونوجه ضربتنا لأعدائنا او ننتظر لنتلقى نحن الضربة وتتكرر المأساة ونلدغ من الجحر مئة مره دون ان نتعلم ؛ أو يصدق فينا أن لنا مصالح مع المشروع الغربي كما يشيع البعض من الاقطاب السياسيين في المنطقة بقايا الاحزاب الاشتراكية ادعياء الثورية .

ناقوس الخطر

طغمة العسكر تهدد بالانقضاض على الحالة الديمقراطية والعملية التشريعية برمتها ؛ رسالة خطيرة تدق ناقوس الخطر ؛ أن العسكر لم ينسوا تاريخهم مع الاخوان 1954 وبعد ذلك التاريخ من احداث سلبت الاخوان النصر وشطبت لعقود ما كان يعتبر لو نجحت الاخوان بالسيطرة على العسكر أن تغير به وجه التاريخ والوضع الاقليمي في المنطق والخارطة السياسية والجغرافية في ذاك الوقت ؛ اسئلة كثيرة طرحت وما زالت تطرح حتى اليوم لماذا الاخوان سمحوا بحدوث الانقلاب على الثورة ؟ ولماذا استسلموا لأعواد المشانق ؟

خطأ استراتيجي

حرص البعض على الظهور المثالي بن الموقف داخل الاخوان متجانس وان الموقف واحد من التعامل مع الثورة وطريقة ادارتها وفكرة التحالف مع العسكر ؛ في ظني انها تكرار لتجربة قديمة للإخوان مع العسكر من الخطيئة تكرارها اليوم مع العسكر ؛ الركون للعسكر جريمة ومسؤولية ستحاسب الاجيال المسلمة الاخوان عليها اذا سمحوا بحدوثها اليوم ! .

جماعة الاخوان تهدد وهذا لا يكفي في عقلية العسكر والتلويح بترشيح احد اقطاب الاخوان خيرت الشاطر نفس الطريقة التي تعامل بها الاخوان 1954 ؛ ارجوا ألا يقطع رأسه كسلفه الشيخ عبد القادر عودة وسيد قطب وغيرهم .

الحل الوسط

الوصول للحل الوسط في الفعل الثوري لا يخدم الثورة في هذه الفترة والمرحلة المبكرة للتغيير والانقلاب على منظومة النظام البائد ، والخضوع لعملة المساومة والتفاوض والتقاسم أمر مبكر جدا ايضا ؛ كان الاولى تثبيت الحالة والوضع الثوري واستلام زمام الامور ثم نجتمع حول طاولة تجمع كل القوى الشعبية لمواجهة الوضع القائم وتداعيات الثورة والأخطار التي تواجهها ؛ الطغمة العسكرية الحاكمة تعاملت بحنكة ومكر وخديعة حاولت أن تففت قوى الثورة وتسلخ الاخوان من الحالة الثورية التي خلقتاها المشاركة والثقة القوية وقوة التنظيم التي تتمتع بع في اوساط الجماهير ؛ عزل الاخوان وسلخها من محيطها مخطط العسكر وحلفائهم من المستعمرين وبعض القوى في الساحة المصرية ، لذلك التخلي عن الشرعية الثورية لمصلحة الدستورية فعل مبكر يفتقر للحكمة والتقدير من جانبنا ؛ يبدو لي اننا سنحتاج في القريب العودة الى ميدان التحرير قبل أن ينقض علينا الاعداء لنتحصن بشرعية الثورة ومنطقها الحاد ؛ والسؤال يذكر كثيرا ويتكرر على مسامعنا هل تعلمنا الدرس يا معشر الاخوان ؟ .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net .related_line { width:96%; padding:1%; display:inline-block; font-family:arial; color:#10325E; font-size:12pt; background: url("http://alarab.co.il/images/v.gif") no-repeat scroll right center transparent; display: inline-block; font-weight: bold; padding-right: 15px; } .related_line_t { width:98%; padding:1%; display:inline-block; font-family:arial; color:#ca2828; font-size:12pt; font-weight:bold; background:#efefef; border:1px #ccc solid; margin-top:8px; }