وجه زعماء الأكثرية في لبنان الاتهامات لقوى المعارضة بتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد خلال إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء االلبناني الأسبق رفيق الحريري. وتتزامن مسيرات الأغلبية مع استعدادات أنصار المعارضة وحزب الله لتشيع جنازة عماد مغنية أحد القادة البارزين في حزب الله في الضاحية الجنوبية. ووجه وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني وأحد رموز الأكثرية انتقادات شديدة إلى سورية وقوى المعارضة المقربة منها متهما أياها بالسعي لإدخال لبنان "في الظلام السوري والإيراني". وقال جنبلاط إن الهدف هو إلحاق لبنان بريف دمشق. أما الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل فقد اتهم المعارضة بتعطيل المؤسسات وشل الاقتصاد، وقال أمام المحتشدين مخاطبا المعارضة "خربتم بيوت العالم". وأضاف الجميل "نريد حكومة في لبنان تحكم باسم لبنان ومن أجل لبنان". أما سمير جعجع زعيم القوى اللبنانية فقد استهل كلمته بالقول "لا تخافوهم بالرغم من فجورهم وإجرامهم، فإن كان للباطل جولة فسيكون للحق ألف جولة وجولة".
وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي اللبنانيوقال جعجع إن "المحكمة (الدولية) أتت". ووجه كلامه للمعارضة قائلا "لا لفوضاكم ، لا لتخريبكم، لن نقبل بإعطائكم إمكانية تعطيل الحكومة لتعطلوها كما عطلتم المجلس النيابي والوسط التجاري". وأكد سعد الحريري رئيس تيار المستقبل انه سيتم انتخاب رئيس جديد للبنان ولا قيمة لعقد قمة عربية بدون رئيس لبناني. وقال الحريري "إن أعداء لبنان ما زالوا يحاولون اغتيال لبناننا، تارة من إسرائيلي وتارة من المنتج الاسرائيلي الذي يسمي نفسه نظاما في دمشق والذي يضمن لاسرائيل الهدوء ويمنع الشعب السوري من تحرير الجولان". واضاف قائلا "إن هذا المنتج الاسرائيلي يريد جر المقاومة إلى حرب أهلية والقضاء على النموذج اللبناني الذي تركه رفيق الحريري ولكنهم سيفشلون". وقال الحريري "إننا هنا لنقول إنهم لن ينالوا من لبناننا وسنبقى صامدين ومصممين على إحقاق الحق في المحكمة الدولية". وأردف قائلا "سنبقى معكم مصممون على انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية لفتح مرحلة جديدة من التوافق والحوار والتعاون لمصلحة الوطن والمواطن ونحن هنا لنبقى ونريد أن نقول لشركائنا في الوطن أن اليد ممدودة وستبقى ممدودة".
سعد الحريري رئيس تيار المستقبل وأكد استمرار مسيرة الحريري "مسيرة الاعمار ورفع مستوى الشعب ومسيرة لبنان العربي منارة للعرب وعاصمتهم المالية والسياحية هذا هو هدفنا هدف رفيق الحريري". وقد تدفق الآلاف على شوارع العاصمة اللبنانية بيروت لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وعلى بعد مسافة قصيرة، سيحتشد آلاف آخرون من أنصار المعارضة لحضور مراسم تشييع عماد مغنية أحد قادة حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية.
ساحة الشهداء في وسط بيروت يأتي ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة في بيروت خشية وقوع اشتباكات بين الجانبين حيث تم نشر نحو 8 آلاف من قوات الجيش والشرطة تحسبا لذلك. ويقول المراسلون إن هذه الأحداث تأتي في وقت يسوده التوتر مع عدم وجود رئيس للدولة أو انعقاد للبرلمان. ومنذ اغتيال الحريري قبل 3 سنوات ولبنان يعيش أزمة وقد شهد عددا من أسوأ حوادث العنف. فقد أدى اغتيال الحريري إلى ضغوط داخلية ودولية كبيرة أجبرت سورية على الانسحاب من لبنان بعد وجود استمر 29 عاما. وتدفق الآلاف إلى ساحة الشهداء في بيروت حيث دفن الحريري رغم الأمطار الغزيرة وهم يحملون الأعلام وصور الحريري وغيرهم من السياسيين المناوئين لسورية الذين قتلوا في السنوات الأخيرة. وقالت إحدى اللافتات المرفوعة "افتحوا برلماننا، حرروا حكومتنا، انتخبوا رئيسا الآن". ويتهم أنصار الحريري سورية بالمسؤولية عن اغتياله وقد حثت الحكومة أنصارها على التدفق على ميدان الشهداء لاحياء ذكرى الحريري، وقد كتب على إحدى اللافتا "تعالوا حتى لا يعودوا". وفي تعبير رمزي عن وحدة لبنان دقت أجراس الكنائس لتمتزج مع صوت المؤذنين.