عصام مخول – رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية في رثاء بولس:
مات حبيب بولس وكانت خسارتنا بموته فادحة لكن لم يمت فينا ما تركه بل هو حي في كل ما كتبه باق الى الابد
رحلة ابناء جيلي مع حبيب بولس كانت طويلة زاخرة ولافتة فأي محطة كفاحية لم يصول بها وأي منصة ثقافية لم يصدح صوته الجهوري فيها؟
حبيب بولس الانسان الواثق والاديب الرصين والناقد المصداق لم يكن محايدا في الثقافة والابداع والنقد تماما كما لم يكن محايدا في السياسة والفكر والمجتمع
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });البذور التي بذرها إميل توما ورفاقه في أرض الكفاح قد نبتت سنابل على شاكلتها ومثالها وعلى شاكلتك ومثالك انت ايها الراحل الكبير وعزاؤنا أن حبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل
بولس كان منحازا الى الشعب والوطن والمظلومين ومنحازا الى الموقف الثوري والاممي وإلى المدى الانساني التقدمي واثقا أن طريق النضال هو أقصر الطرق وأقلها كلفة لنيل الحقوق وتحقيق التغيير
رثا عصام مخول – رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية السبت الماضي، الراحل د. حبيب بولس خلال حفل التأبين الذي تزامن مع إقامة شعائر صلاة الأربعين راحة لنفسه. وجاء في كلمة مخول: "نرثي اعزاءنا الراحلين عادة، وفاء لهم ومن أجلهم ، نعدد مناقبهم، ونشهد لهم أمام الناس. وراحلنا حبيب بولس من اولئك الذين نرثيهم من أجلنا ولحاجة فينا- نحن الباقين من بعدهم حتى حين ، نرثيهم لنتغنى بهم ونلامس القيم التي مثلوها ومشوار العطاء الذي انجزوه ، نرثيهم لحاجة تلح علينا ، بأن نعلن التزامنا بحفظ العهد، ومواصلة الطريق، ومراكمة الموروث الابداعي والثقافي والحضاري الذي أسهموا في بنائه".
الثقافة الثورية الديمقراطية الحقيقية
وتابع: "حبيب بولس الانسان الواثق، والاديب الرصين ، والناقد المصداق ، لم يكن محايدا في الثقافة والابداع والنقد ، تماما كما لم يكن محايدا في السياسة والفكر والمجتمع . رصد الموروث الثقافي التقدمي واسهم فيه ، وانحاز الى الثقافة الثورية الديمقراطية الحقيقية ، على خلاف الديمقراطية الزائفة، المدموغة بالتبعية ومؤامرات البترودولار، انحاز الى ثقافة الطبقات الشعبية المنتجة والناس العاديين، يبحث في ثناياها عن المسارات الاجتماعية والسياسية الكبرى . لا يراها بمعزل عن سياقها التاريخي والاجتماعي ، ولا يرى التاريخ والمجتمع بمعزل عنها . وبرغم حياته القصيرة ، فإن رحلة ابناء جيلي مع حبيب بولس كانت طويلة، زاخرة ولافتة ، فأي محطة كفاحية لم يصول بها ، وأي منصة ثقافية لم يصدح صوته الجهوري فيها ، وأي مقارعة سياسية او اجتماعية لم ينبري لها ، منحازا الى الشعب والوطن والمظلومين، ومنحازا الى الموقف الثوري والاممي، وإلى المدى الانساني التقدمي ، واثقا أن طريق النضال هو أقصر الطرق وأقلها كلفة لنيل الحقوق وتحقيق التغيير".
إميل توما الوالد الروحي لحبيب بولس
وأضاف في رثائه: "لم يكن من قبيل الصدف أن يستدعى حبيب بولس في العام 2001 ، ليشغل منصب رئيس معهد اميل توما للأبحاث السياسية والاجتماعية ، فقد كان أبو العبد مثقفا ثوريا يمثل جيلا فخورا بإميل توما ، متأثرا بشخصيته القيادية، متماثلا مع ما يمثله هذا القائد والمفكر الشيوعي المؤسس، في تاريخ النضال الوطني والتقدمي لهذه البلاد. لم يتردد حبيب بولس حتى أيامه الاخيرة في البوح بما يكنه لاميل توما من محبة وتقدير، ومكانة متميزة، وحسرة على غيابه الذي طال، فقبل أقل من عام ، بينما كان المرض قد أخذ منه مأخذا ، نجده يذيل مقالة نشرها في الاتحاد بالتعقيب التالي (اقتباس): "ستة وعشرون عاما على غياب والدي الروحي القائد والمعلم الدكتور اميل توما، لذكراه ولما قدّمه يكون هذا الكلام ". فحبيب بولس اعتبر اميل توما والده الروحي ومثله الاعلى، بسعة معارفه ودماثة أخلاقه وعمق تحليلاته، وخياره الفكري ، وبتعدد اهتماماته والأبواب التي طرقها، في السياسة ، والثقافة، والأدب، والنقد، والفن. وبصدقه ووفائه يضيف حبيب بولس:"وأخيرا .. مات اميل توما وكانت خسارتنا بموته فادحة. لكن لم يمت فينا ما تركه، بل هو حيّ في كلّ ما كتبه باق إلى الأبد. " . فهل نميل عليك مرة أخرى أبو العبد ونستعير قولك : " وأخيرا مات حبيب بولس وكانت خسارتنا بموته فادحة. لكن لم يمت فينا ما تركه ، بل هو حي في كل ما كتبه باق الى الابد "؟
فرع شامخ في الشجرة دائمة الخضرة
واختتم قائلا: ويستفيض حبيب بولس، هذا المتتلمذ على القائد المفكر اميل توما باسم جيل من الاوفياء (اقتباس):" ونحن، أعني تلاميذه الّذين عملوا معه أو التقوا به في ساحات الفكر والنّضال وميادين العلم والثّقافة، كفانا فخرا أنّنا عشنا في زمن إميل توما، نم قرير العين يا أبا ميخائيل، فالبذرة الّتي زرعتها والّتي عملت، جاهدا كي تنمو وتكبر، نمت وكبرت وأصبحت شجرة تضرب عميقا في رحم الأرض تردّ كلّ هجمة وتحطّم كلّ مؤامرة". وما وقوفنا على هذه المنصة التأبينية اليوم إلا لكي نقر ونعترف لك حبيب بولس، بأنك فرع شامخ في هذه الشجرة دائمة الخضرة ، واستمرار لجذرها الضارب عميقا في رحم الارض.. وما وقوفنا على منصتك التأبينية اليوم، إلا لكي نقر ونشهد ونعترف أن البذور التي بذرها إميل توما ورفاقه في أرض الكفاح، قد نبتت سنابل على شاكلتها ومثالها ، وعلى شاكلتك ومثالك انت ايها الراحل الكبير ... وعزاؤنا .. أن حبوب سنبلة تموت .. ستملأ الوادي سنابل" الى هنا نص الرثاء.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio