مقالات

سيناء العبء والمخرج للحلفاء/ بقلم: أ.محمد خليل مصلح

كل العرب 15:26 12/08 |
حمَل تطبيق كل العرب

محمد خليل مصلح في مقاله:

القيادة العسكرية المصرية كانت تبحث مع الشريك الاسرائيلي سبل الخروج من الازمة وتجاوز جسر الربيكون الذي عبره السيسي بانقلاب على الشرعية الدستورية في مصر

القيادة العسكرية المصرية والمؤسسة الامنية الاسرائيلية تدفع بالشريكين لخوض معركة واحدة تشد الانتباه خارج القاهرة الى ما يجري في سيناء تحت معركة تدغدغ عاطفة الغرب والرأي العام الامريكي والكونغرس 

الانسداد السياسي ، والقلق الاسرائيلي من فشل الانقلاب ، والعقاب المتوقع ،وأولويات الامن الاسرائيلي في سيناء تصادفت كلها في وقت واحد ؛ دفع المؤسسة الامنية الاسرائيلية الى الحائط لتتخذ قرار بالقصف لخلية جهادية في سيناء ؛ ما ترتب عليه اشكالية اخلاقية وسياسية لقيادة الجيش المصري ؛ في البداية انكر الناطق العسكري للعملية برمتها ثم بدء التراجع في التصريحات لما ترتب على ذلك من ارباك وضغط شعبي صب في صالح اتباع الرئيس مرسي، وجدت القيادة المصرية بعد أن اكدت الصحف الاسرائيلية والفضائيات خبر قصف طائرة اسرائيلية بدون طيار ومشاهدتها داخل سيناء اثناء تحليق طائرات عمودية مصرية ثم انسحابها.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

انقلاب على الشرعية

يبدو أن القيادة العسكرية المصرية كانت تبحث مع الشريك الاسرائيلي سبل الخروج من الازمة وتجاوز جسر الربيكون الذي عبره السيسي بانقلاب على الشرعية الدستورية في مصر ؛ محاربة الارهاب في سيناء كان العنوان الافضل بالنسبة لإسرائيل وهي مستعدة ان تقوم بأي عمل في سبيل معالجة الكارثة والخطر الامني الذي يسببه المجموعات الجهادية في سيناء من ناحية وما تمثله من شريان حياة للمقاومة الفلسطينية ، وفي نفس الوقت رأت فيه القيادة العسكرية المصرية السبيل الوحيد المتوفر بين يديها هي فرية محاربة الارهاب بعد أن وعد السيسي بمحارته بعد تفويضه من الشعب ، وارتكب خطأ فادحا بارتكاب مذابح ضد المؤدين للشرعية في مصر ما اوحى بان الارهاب المقصود ليس المجموعات بل الشعب المصري المعارض للانقلاب العسكري.

حماقات

الحيرة والارتباك تدفعان الى الحماقات ، وهذا ما حدث في سيناء قيادة العسكر في مصر وجدت نفسها امام خيارين احلاهما مر بعد ما اوقعتها عملية القصف الاسرائيلية واختراق المجال السيادي المصري في احراج كبير وأضرت بسمعتها وكشفت بعض الاوراق خاصة التنسيق والشراكة المعقودة بينهما للتخلص من حكم الاسلاميين في مصر لما يشكله من تهديد على العلاقات والمصالح المشتركة والاتفاقيات الامنية المعقودة بينهما ؛ اما ان تعترف بعد ان انكرت بان العملية جرت بالتنسيق مع اسرائيل او ان الجيش المصري نفذ تلك العملية ؛ لكن تخبط العسكر في مصر بعد تنفيذ العملية وانتشارها في الصحف والمواقع الالكترونية ، وما نشرته المصادر الاسرائيلية يكذب هذه الرواية التي جاءت متأخرة ، وان العملية جرت بالتنسيق بينهما ؛ لكن بطائرة بدون طيار اسرائيلية ، والتحليل الآخر ان القيادة الاسرائيلية اعطت نفسها الاذن امام الاولوية الامنية لمصالحها ، وان كان بذلك سوف تحرج الشريك العسكري المصري وسوف تخلط الاوراق ، وهذا يفسر الاذن المسبق الذي منحته اسرائيل لطائرات مصرية بالتحليق على حدود رفح دخول اجواء غزة قبل اسابيع .

أعمال خطيرة

الامر في غاية الخطورة حيث اصبحت كل الاطراف تلعب على المكشوف ، وتولى الاهتمام لمعالجة الاعتبارات الخاصة بها سواء كانت امنية او سياسية ؛ قد يترتب عليها في الايام او الاسابيع القادمة اجراءات ، وأعمال خطيرة على كل الصعد ؛ قد تدفع العسكر في مصر ان تضغط لفك الاعتصامات بالقوة ، وفي ذلك حماقة كبيرة ، أو تدفع الجانبين الى فتح حرب على المجموعات الجهادية في مصر ، وتقفل الحدود بين الجانبين بالكامل ، وبتنسيق عالى المستوي لحصار قطاع غزة ، وإضعاف حماس والمقاومة الفلسطينية ، حيث أن المتوقع من المجموعات الجهادية أن تقوم برد انتقامي غير محسوب العواقب ، وهو ما تسعى اليه القيادة العسكرية المصرية ، والمؤسسة الامنية الاسرائيلية ؛ تدفع بالشريكين ؛ لخوض معركة واحدة تشد الانتباه خارج القاهرة الى ما يجري في سيناء تحت معركة تدغدغ عاطفة الغرب والرأي العام الامريكي والكونغرس والإدارة الامريكية تدعم بها موقف اوباما من الانقلاب ودعم السيسي ، و باقي المدن ، والإجراءات التي يلوح بها العسكر لإنهاء الاعتصامات السلمية بعد ان فشل في جرهم للعنف الذي فيه مقتلهم في ظل مكنة اعلامية ؛ تتقن الدعاية السوداء بأكاذيبها .

فشل السيناريوهات

فرضية محتمله أن تفشل كل المخططات والسيناريوهات للقيادة المصرية والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية وهذا يتوقف على عاملين الاول : ألا تنجر تلك الجماعات لأعمال عسكرية داخل سيناء في هذه الاوقات الحرجة ، والدقيقة لشعب ، وثورة المصريين .

والثاني : صمود الشعب المصري في الميادين ، وألا يستسلموا في المعركة ، والقدرة على التحشيد من جديد اذا تعرضوا للتنكيل من العسكر ،والاهم من ذلك تطوير مفهوم التحدي وأشكاله الى عصيان مدني ، وثورة في كل الميادين والإبقاء عليها سلمية . 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio