سوريا والحرب الباردة! /بقلم: أ.محمد خليل مصلح

أ. محمد خليل مصلح في مقاله:

الإدارة الامريكية تحاول أن تستفيد من الوقت وتناور مع الدول وتعطي الاطراف فرصة الحوار ومجلس الامن والمفتشين الوقت الكافي ليقدموا التقرير عن الوضع السوري

الملفت للنظر هذا البرود الاسرائيلي والتصرحات الكثيرة حول عدم مصلحتها بالتدخل في الشأن السوري والتطمينات التي تؤكدها القيادات السياسية والامنية بعدم تعرض اسرائيل لأي هجوم من سوريا

الحرب الباردة تعود الى الشرق الاوسط بالشريك الايراني مع الصين ويبدو أن روسيا تسعى لتستعيد ماء وجهها التي فقدته في ليبيا والدول الأوربية لن تتسرع كما كان الحال في السيناريو الليبي ولا العراقي بالنسبة الى بريطانيا

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

الحديث عن ضربة لسوريا لا يعدو فصل من الحروب الباردة بين الدول العظمى التي تتوافق جميعا على بقاء الوضع على ما هو عليه، عدو معروف خير من عدو لم يعرف بعد، اسرائيل تعايشت مع حكم عائلة الأسد سنوات طويلة، والدول الاستعمارية قواعدها ثابتة بهذا الشأن خاصة بعد اسقاط حكم الاخوان في مصر ودعم الانقلاب هناك توافق على عدم السماح للإسلاميين بالعودة الى الحكم، لكن هذا لا يمنع التوافق والحفاظ على المصالح لكل الاطراف لاستيعاب الوضع السوري وحساسية الوضع بالنسبة الى اسرائيل، أن يتفق كل الاطراف على مطلبين، الأول الخلاص من مخزون الأسلحة الكيماوية بموافقة كل الدول المشاركة في اللعبة، والثانية الاتفاق على تشكيل حكومة يرتضي عليها كل الاطراف للتخلص مما يسمونه الجماعات الاسلامية والإرهابية في سوريا، وهذا أكثر الحلول واقعية ولكل الاطراف المشاركة في الحرب الباردة والحرب النفسية التي تجري هذه الساعات من تحريك الأساطيل والسفن الحربية والمدمرات وناقلات القطع الحربية والطائرات الى البحر المتوسط. مصادر أمنية أمريكية: "سلاح البحرية الأمريكية أرسل مدمرة بحرية أخرى في شرق البحر المتوسط ، وذلك بعد ساعات من إعلان روسيا عن وصول سفينتي صواريخ روسية قريبا إلى المنطقة".

البرود الإسرائيلي

والملفت للنظر هذا البرود الاسرائيلي والتصرحات الكثيرة حول عدم مصلحتها بالتدخل في الشأن السوري والتطمينات التي تؤكدها القيادات السياسية والامنية بعدم تعرض اسرائيل لأي هجوم من سوريا، وأنها في نفس الوقت مستعدة واخذت كل الاحتياط للرد على هجوم سوري بالسلاح الكيماوي، "رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو: الجيش سيرد بقوة شديدة على أي محاولة للاعتداء على مواطنين دولة اسرائيل .. وانه لا يوجد ما يستدعي المواطنين الى تغيير روتين حياتهم بسبب ما يجري في سوريا .. وان اسرائيل جاهزة للتعامل مع أي سيناريو .."، في الوقت الذي يشير فيه الى نشر بطاريات منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ هذا جاء في مستهل جلسة المشاورات الأمنية الذي يعقدها في مجمع الدوائر الامنية في تل ابيب.

التدخل العسكري

الحرب الباردة تعود الى الشرق الاوسط بالشريك الايراني مع الصين، يبدو أن روسيا تسعى لتستعيد ماء وجهها التي فقدته في ليبيا، الدول الأوربية لن تتسرع كما كان الحال في السيناريو الليبي ولا العراقي بالنسبة الى بريطانيا، خاصة كما بدا في جلسة مجلس العموم البريطاني واشتراط ميركل موافقة مجلس الامن كغطاء دولي لأي عمل عسكري ضد النظام السوري، حيث أن استطلاعا أجري في ألمانيا ، أجرته شبكة "زد دي أف" قد أظهر أن 58% من الألمان يعارضون التدخل العسكري في سورية مقابل تأييد 33% فقط.

الوضع السوري

الإدارة الامريكية تحاول أن تستفيد من الوقت وتناور مع الدول وتعطي الاطراف فرصة الحوار ومجلس الامن والمفتشين الوقت الكافي ليقدموا التقرير عن الوضع السوري، المتحدثة باسم الخارجية الامريكية تحاول الضغط على الروس والإيرانيين بقولها "إن النظام السوري لا يمكنه أن يتستر وراء روسيا التي تواصل عرقلة أي خطوة ضد سوريا في الامم المتحدة ، واستذكرت المتحدثة إقدام موسكو على استخدام حق النقض الفيتو لإفشال ثلاثة مشاريع قرارات تستنكر ممارسات النظام السوري، وتساءلت هل يمكن اعتبار مجلس الامن الدولي المنبر الملائم للتعامل مع الازمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. الإدارة الأمريكية وما نقلته صحيفة "الأنباء" الكويتية في عددها اليوم الخميس عن مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية قولها إن الضربة العسكرية لسوريا ستحدث خلال فترة قصيرة جدا. وأضافت المصادر أن الضربة لن تكون رمزية وأنها ستطال مراكز التحكم والقيادة، وعددًا من المطارات العسكرية، واللواء العسكري المتهم باستخدام الأسلحة الكيماوية، ومخازن للأسلحة لا سيما الصواريخ، جزء من هذه الحرب النفسية التي تعكسها سياسة دول الخليج مع اختلاف وتضارب المواقف سواء في مصر أو سوريا، المهم أنها تتوافق مع السيد الأمريكي والمصالح الاسرائيلية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net