مقالات

نتنياهو يلعب بكل الاوراق/بقلم: أ. محمد خليل مصلح

كل العرب 10:55 19/11 |
حمَل تطبيق كل العرب

أ / محمد خليل مصلح في مقالته:

اسرائيل في هذا الظرف تستجمع قواها والحلفاء التاريخيين للوقوف بجانبها فرنسا والزيارة التاريخية لرئيسها لإسرائيل في هذا التوقيت يحمل معاني وإشارات كثيرة لدول المنطقة 

نتنياهو لا يستجمع كل قوته وجهوده للحيلولة دون الاتفاق مع ايران والضغط على اوباما وواضح جدا ان العلاقات الشخصية بين نتنياهو واوباما تتراوح مكانها وأنها بالنسبة لاوباما كما وصفها ان نتنياهو شوكة في المؤخرة 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

هل بمقدورنا ان نتعامل مع هذه العناصر والعوامل الداخلية لدولة الاحتلال والدفع بها الى مرحلة الاصطدام والتناقض الحاد ؟ هل بالإمكان دفع اسرائيل لمواجهة هذه العوامل داخليا ؟ كثير هي الاسئلة لكن للأسف الاجوبة غائبة او مفقودة 

بسقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر تتبدل اوراق اللعبة في المنطقة ؛ ما يمثل ارتكاسة وردة عميقة جدا في الوضع الاقليمي ؛ اسرائيل بعد التراجع الخطير في دورها في المنطقة والهزيمة القاسية "المؤقتة " التي منيت بها بصعود التيار الاسلامي في عدة دول وتصدرها المسرح السياسي ، وهذا اشارت اليه التقديرات الامنية لمراكز الدراسات والأبحاث الاسرائيلية ؛ في دراسة صادرة عن معهد بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان ،تحت عنوان (انتفاضات العرب 2011 والأمن القومي الإسرائيلي) قالت إن وضع إسرائيل الأمني هو الأسوأ منذ عقود " على اثر نجاح الاخوان المسلمين في مصر ، اسرائيل اكثر الدول كانت تتحسس الخطر لأنها بالنسبة لها خطر وجودي يهدد بقاء الكيان وهذا ما نجحت اسرائيل والحكومات المتعاقبة واللوبي الداعم لإسرائيل في كل العالم دق ناقوس الخطر بالنسبة لإسرائيل والتذكير بالكارثة التي حلت بإسرائيل ؛ امس بالكنيست على شرف زيارة رئيس فرنسا لإسرائيل والجلوس على منصة الكنيست بجانب رئيس الدولة ورئيس الكنيست ادلي شتاين ، والذي تلى خطاب عاطفي تاريخي استعرض تاريخ اليهود والكارثة والمواقف ومنها موقف فرنسا من اليهود ومنحهم حق المواطنة والاعتراف بحقوقهم ويجب ان نذكر ان فرنسا اول من تعاونت مع اسرائيل في مشروعها النووي وساعدتها في انشاء سلاح الطيران الاسرائيلي والرمزية التي تجمع بين الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيرس مدير عام وزارة ما يسمى الدفاع في عهد بن غوريون .

تقديم تنازلات في ملف المفاوضات

اسرائيل في هذا الظرف تستجمع قواها والحلفاء التاريخيين للوقوف بجانبها ؛ فرنسا والزيارة التاريخية لرئيسها لإسرائيل في هذا التوقيت يحمل معاني وإشارات كثيرة لدول المنطقة ؛ خاصة وان الموقف الفرنسي من المفاوضات مع ايران حول الملف النووي الايراني متقارب بالإضافة الى بعض الدول العربية التي توافقت مصالحها بشكل استراتيجي مع اسرائيل ضد ايران ، والواضح ان نتنياهو لا يستجمع كل قوته وجهوده للحيلولة دون الاتفاق مع ايران والضغط على اوباما ؛ وواضح جدا ان العلاقات الشخصية بين نتنياهو واوباما تتراوح مكانها ، وأنها بالنسبة لاوباما كما وصفها ان نتنياهو شوكة في المؤخرة ؛ اعتبارات نتنياهو والمصالح الاسرائيلية تتعارض مع الحلول الوسطية على اعتبار انها ستضع اسرائيل و نتنياهو في اختبار تاريخي ؛ اذ بفكفكة العقد التي تضعها اسرائيل امام العالم حول المصالح الاستراتيجية معها والتهديد الذي يمثله العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط ستبدو واهية وان اسرائيل هي المشكلة ؛ اذ يترتب على اسرائيل تقديم تنازلات في ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ؛ اسرائيل تنكشف بعد الانتهاء من ملف ايران النووي .

بؤرة التوتر المرتكز الاساسي في الاستراتيجية الاسرائيلية لتشغل العالم بمعارك استباقية ووهمية مع العالم العربي والحركات الاسلامية والملف النووي الايراني تعرض اسرائيل للضغوطات الدولية من جهة ، ومن اخرى تنقض عرى نظرية اسرائيل الامنية السيكولوجية القائمة على العدو الوهمي ونظرية القلق العامل المهم في تجميع مكونات الدولة اليهودية المتنافرة المتعددة الاثنيات والتركيبة المجتمعية التي لم تنصهر طيلة تلك السنوات ؛ دولة التمييز العرقي العنصري ؛ الدولة الطبقية ؛ اسرائيل تشعر بالخطر في ظل هذا الوضع ؛ لذلك هي لأول مرة واقعة تحت تناقض خطير في استراتيجية البقاء التي بنت دولتها عليها ؛ هي من جانب بحاجة الى التوتر الدائم في المنطقة لاستجلاب التعاطف الداخلي والخارجي والحفاظ على المجتمع والجبهة الداخلية متماسكة ومتكاتفة اجتماعيا وثقافيا و سيكولوجيا ، ومن ناحية اخرى ؛ هي بحاجة الى علاقات واستقرار مع دول الجوار باتفاقيات امنية تحفظ لإسرائيل امنها وبقائها ؛ اسرائيل قائمة على عناصر متناقضة في اصولها والغرابة القدرة على الحفاظ على هذه الفلسفة و الاستراتيجية في نفس الوقت !!.

المصلحة لوقف تهديد الدولة ثنائية القومية

عناصر التهديد ثابتة ومتحركة بالنسبة لدولة اسرائيل وهي لعبة برعت اسرائيل فيها منذ نشأتها وهي الان تحتاج لها بشكل متزايد ويجب ألا تفلت من يدها ؛ اخطار ساكنة ومتحركة وثابتة ؛ هكذا في تصوري اسرائيل تصف الاخطار وتتعامل معها وقد تتحرك تلك التوصيفات بحيث قد يتغير الساكن الى متحرك او ثابت وهو ما يجري اليوم بالنسبة لإسرائيل المفاوضات كمثال تشكل مصلحة لإسرائيل وهي في نفس الوقت خطر على الحكومة ايديولوجيتها مصلحة لوقف تهديد الدولة ثنائية القومية ، وخطر على الحكومة واليمين لأنها تتناقض مع قناعاتها الدينية والتاريخية والحق الذي يدعونه في فلسطين التاريخية ؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار وفي كل الاوقات ماذا نمتلك نحن اما هذه الاستراتيجية والنظرية السيكولوجية ؟ هل بمقدورنا ان نتعامل مع هذه العناصر والعوامل الداخلية لدولة الاحتلال والدفع بها الى مرحلة الاصطدام والتناقض الحاد ؟ هل بالإمكان دفع اسرائيل لمواجهة هذه العوامل داخليا ؟ كثير هي الاسئلة لكن للأسف الاجوبة غائبة او مفقودة .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio