مقالات

ما بعد المصالحة /بقلم:أ.محمد خليل مصلح

كل العرب 10:13 27/05 |
حمَل تطبيق كل العرب

أ.محمد خليل مصلح في مقاله:

نتنياهو يفقد بالتدريج القدرة على السيطرة والتحكم في أفكاره السياسية ومعتقداته التوراتية بسبب الضغط من حلفائه

 بات عدد كبير من قادة يهود أمريكا "يفيقون من سحر خمر وثمالة التحالف مع اليمين الإسرائيلي وساهم صحفيون أساسيون 

يبدو أن التفاهمات بعيدة جدا بين المستوى السياسي للحركتين وان جاء متأخرا إلا انه في تصوري استدارة تكتيكية حكيمة مبنية على قاعدة أن السلام مع إسرائيل مستحيل ممن كان يعتقد بإمكانية ذلك 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

قد اتفق مع القول بأن فكرة الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية مرفوضة اليوم سواء بنا يتفق مع فلسفة وعقيدة نتنياهو واليمين الصهيوني أو فلسفة ليفني واليسار على أساس أنها ستقوض عملية السلام لكن هذا الموقف او القرار يخلق تعقيدات كبيرة في العلاقات الدولية لإسرائيل ولحلفائها في المنطقة ، أو للوضع السياسي ولمنظومة العلاقات بين المكونات السياسية ولاجتماعية في إسرائيل ؛ لا شك أن نتنياهو بعد تداعيات فشل جولة المفاوضات الأخيرة وتمرد الرئيس أبو مازن المفاجئ والذهاب باتجاه مواقف تقفز عن الحواجز والموانع سواء بالتوجه إلى الساحة الدولية و استخدامها كورقة ضغط على الأطراف المعنية باستمرار المفاوضات أو بالمصالحة مع حماس والنجاح بذلك حتى الآن ؛ قد تكون استدارة أو تكتيك مفاجئ للسيد عباس لكنها أيضا خطوة بعيدة المدى في تكتيكات الموقف السياسي لحركة حماس.

يبدو أن التفاهمات بعيدة جدا بين المستوى السياسي للحركتين وان جاء متأخرا إلا انه في تصوري استدارة تكتيكية حكيمة مبنية على قاعدة أن السلام مع إسرائيل مستحيل ممن كان يعتقد بإمكانية ذلك ، وأننا بحاجة إلى إستراتيجية وطنية مبنية على الثقة بأننا لن نوقع على أي اتفاق يتضمن التنازل عن حقوقنا هذا من جانب ومن جانب آخر أن تكتيك آو إستراتيجية البعض منا المبني على حل الدولتين مني بالفشل لفشل ؛ يتطلب تكتيك آخر يجب أن يعتمد على حرق التكتيك الإسرائيلي أو تكتيك نتنياهو واليمين الصهيوني باستغلال ضعف التيار العلماني واليساري في إسرائيل سواء المشارك في حكومة نتنياهو أو المعارض لها ؛ لحرقه دوليا وزيادة التوتر الداخلي أيضا وهذا تقريبا ما يجري اليوم أو وضعنا قدمنا الأولى في ذلك الاتجاه أو العمل مع المصالحة الفلسطينية ؛ التناقض الداخلي يضعف الموقف الفلسطيني ويوهن من عزيمته أو اختراقه من قبل الأعداء وهو في نفس الوقت يمنح العدو القدرة على المناورة والابتزاز ويعزز أيضا من قدرته على التضليل للرأي العام الدولي ؛ توجه نتنياهو الأخير بالقيام بالدعاية المضادة ضد السلطة اثر المصالحة بين فتح وحماس دليل واضح لما يعانيه نتنياهو وحكومته من قلق على الموقف الدولي من إسرائيل والحاجة الماسة لإعادة ترميمه بعد ما أصابه من تآكل يصب في مصلحة الحق الفلسطيني.

وقف النزيف الداخلي للوضع الفلسطيني سياسيا وأمنيا مطلب وأولوية مقدسة وقف الاحتراق الذاتي للجسم الفلسطيني بالنزاعات لحساب العدو القاعدة الأولى في خطة الهجوم والاستدارة على العدو الصهيوني بتفهم كل المطالب والاحتياجات ، وأساسيات الفهم لإدارة الصراع والتحرير بين مكونات العمل الوطني الفلسطيني .

انكشاف اليمين الصهيوني نقطة مهمة في هزيمة نتنياهو وحكومته ؛ لم يعد اليمين الصهيوني مقبولا على الصعيد الدولي واليوم يبدو انه يتراجع داخل الولايات المتحدة ؛ "حيث بات عدد كبير من قادة يهود أمريكا "يفيقون من سحر خمر وثمالة التحالف مع اليمين الإسرائيلي وساهم صحفيون أساسيون في صحيفة هأرتس بتأجيج حالة النقاش والجدل داخل أوساط يهود أمريكا منهم الصحفي "بيتر بايتنر" صاحب كتاب "أزمة الصهيونية" الذي أشعل وأوقد شعلة اليسار اليهودي الأمريكي والصحفي "أوري شابيط" صاحب كتاب "ارضي الموعودة" الذي نفخ الحياة من جديد في اتجاه الوسط داخل أوساط مؤيدي حزب "مباي" السابق. هناك الكثير من يهود أمريكا يرفضون تماما الرواية التاريخية الفلسطينية لكنهم لا زالوا يرون بالاحتلال مأساة".

الجليد الإسرائيلي يتكسر تحت أقدام نتنياهو واليمين الإسرائيلي بعد انكشافه للعالم ، والأزمة الداخلية في اتجاهها للظهور على السطح ؛ مجتمع الكراهية المريض بالشوفينية والاستعلاء على الجنس البشري ؛ جسم موبوء بالشيزوفرينيا ، ودولة توصف من أبنائها بأنها نصف فوضوية ونصف دينية ، وحاخامات تؤمن بان اليهود سوف يرثون الأرض ليس من خلال معاهدة السلام ، ولكن فقط من خلال إراقة الدماء " وزعماء لم يقرءوا قوانين محاكمة نورمبرغ ويستخدمون فلسفة النازية أعمالهم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ؛ هذا كله يعزز خطواتنا المقبلة في الحرب والصراع مع الاحتلال حتى وان استبدلنا بحل الدولتين حل الدولة الواحدة إذا عجزنا عن المقاومة الواسعة بكل أبعادها الزمنية والمكانية والمفردات ؛ الإشكال فيما بيننا يجب أن يقع فريسة المصطلحات والمسميات بل المهم المحتوى والجوهر ؛ مسارات نتنياهو في المرحلة الحالية قليلة وضيقة ، وهو يبحث عن مسارات ومصطلحات لا تسقطه إلى الأبد من المسرح السياسي ؛ نتنياهو في حديث لوكالة "بلومبرغ" الأميركية إن إسرائيل غير معنية بالتحوّل إلى دولة ثنائية القومية، كما أنها غير معنية بقيام دولة فلسطينية تحت "وصاية إيرانية " إلى جانبها على حد ادعائه. .. وانه انه يجري مشاورات مع شركائه في الائتلاف الحكومي، وجهات أخرى لاستكشاف الخيارات السياسية المتاحة، موضحا انه لا يؤيد فكرة إبقاء الوضع القائم على حاله".

نتنياهو يفقد بالتدريج القدرة على السيطرة والتحكم في أفكاره السياسية ومعتقداته التوراتية بسبب الضغط من حلفائه ؛ فمن جانبه قال رئيس حزب البيت اليهودي الوزير المتطرف نفتالي بينت في رده على فكرة الانسحاب أحادي الجانب " انه يؤيد اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من خلال تطبيق القانون الإسرائيلي على كل مناطق الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بما فيها" غوش عتصيون واريئيل وغور الأردن ومعاليه أدوميم وعوفرا وألفيه منشه ومحيط مطار بن غوريون الدولي" . وخطتنا يجب تتضمن بعد وحدتنا إسقاط إسرائيل في وحل تصورات اليمين الصهيوني بالتصدع والانشقاقات ، وزعزعة الثقة داخل الكيان ، وزيادة التوتر الداخلي وإحباط معالجاته ومساعيه الدولية والتضييق عليه في المسرح الدولي .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio