الحرية هي وهم/ بقلم: سلمى كاظم مواسي

أزعم بأنّ الحرية هي وهم، فقررت البحث عن سبب هذا الاعتقاد الذي خلته فطريًّا. رأيت بأنّنا نحيا في قفصٍ، مهما ظننا أنّ هذا القفص رحبٌ. كلّ منا لديه ما يقيّده حتى وإن كان المُقيّد عقلنا.. الأهل يكوّنون لنا القفص الأول، المجتمع هو قفصٌ ثانٍ.. الدين هو قفصٌ للبعض.. الطموح على سبيل المثالِ، نوع من أنواع الأقفاص الإيجابية، لأنّنا نشعر بالحرية حين نحقق ذاتنا.

الكتب التي نقرأها وأصحاب القلم الذين أثّروا على فكرنا هم بعينهم أقفاص، جعلونا نتقمص شخصياتهم ونفكر بنظرتهم خلال سفرنا في كتبهم. أرى أن الحرية بحاجة ماسة لتوأمها المسؤولية، ونحن بحاجة لأن ندرك بأنّ للحرية حدودًا نحترمها.

علينا أن نعي بأن الحرية ليست أن تفعل ما تريد، فالإنسان بطبعه قد يميل إلى الشّرّ..وحتى نكون صالحين في مجتمعنا ولذوينا يتطلب منا الأمر مجهودًا أكبر بكثير.

هل إذا تعرى أحدهم وسط الشارع يستطيع أن يدعي أن الحرية ليست وهما بل حقيقة ؟!.. كم من السهل أن يتبع المرء أهواءه، ويتخلى عن مبادئه إن وُجِدَت.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

سؤالي هنا، ما هو تعريف الحرية؟ من يظنّ أنّه يملك حكمة الحياة الكافية، ويملك التعريفات الواضحة لمصطلحات، مثل الحرية، الحب، المساواة، الأخلاق.. أطلب منه إعادة النظر جيّدًا.. فلعلّ الفكرة التي بلورها خاطئة. الحكيم هو الذي لا يفترض أنّه على صواب، بل ينتظر إثباتات كافية لتجعله يغيّر مساره ويتأكد من الصواب. الكائنات التي نجحت في البقاء، كانت قد تأقلمت مع التغيير! إذا وقفنا من زوايا مختلفة ونظرنا الى الأمور.. سنراها بشكلٍ مختلف، . عِش في دول العالم الثالث، وحدّثني بعدها عن الحرية.. كُن مرةً أسيرًا وحدّثني عن الحرية!

"الهدف من الوجود، السعي إلى ما وراء الوجود". لا أحد يقيد العقلاء بل هم يقيدون أنفسهم لما هو نافع، ويظلون يشعرون بالحرية الاخلاقية الحسنة، فما أجمل المكان الهادئ، مكان صاف نعيشُ فيه.. بدون أن نلوّث براءة الأطفال فينا، وبدون أن نؤذِي أنفسنا والآخرين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net